كُلُّ شَعبٍ في العَالم -شَاء أم أبَى- لَه خصُوصيّة، وقَد تَبرز هَذه الخصُوصيّة -أحيَاناً- ليُدركها الكَثير، وأحيَاناً قَد تَختفي، فلا يَعرفها إلَّا النَّفرُ اليَسير..! وخِلال إقَامتي في بريطَانيا، واحتِكَاكي هُنَا مَع الجَالية البَاكستانيّة، تَبيّن لِي أنَّ الشَّعب البَاكستاني شَعبٌ يَمتَازُ بالرُّومَانسيّة العَالية، التي لا تَتوفّر في كَثيرٍ مِن الشّعوب، التي تَدّعي الرُّومَانسيّة، في حِين أنَّ الأُمَّة البَاكستَانيّة أُمَّة عَاشِقَة، تُحب الغَرَام وحركَات العُشَّاق، وإن لَم يُعرف عَنها ذَلك..! وحتَّى لا يَكون الكَلَام مَتَاهَات وظنُوناً، وتَخرُّصَات وجنُوناً، دَعوني أطَرَح الأمثِلَة، التي تَدلُّ عَلى رومَانسيّة هَذا الشَّعب: إذَا سَمَح القَدَر لأحدِكم؛ بأن يَدخل إلَى غُرفة حَارس؛ أو عَامل أو سَائق مِن الجنسيّة البَاكستانيّة، سيَجد أنَّ غُرفته وجُدرَانها –رَغم فَقره وقلّة المَال في يَده- مُحَاطَة بالزُّهور، ومُكلّلة بالورُود مِن الجِهَات الأربَع، وقَد وَصَل الحَد ببَعضهم بأن يَرسم ورُوداً عَلى أذرَعة المَروَحَة؛ التي تَتدلَّى كعنقُود عِنَب مِن سَقف الغُرفَة..! كَما أنَّ صور البَاكستَانيين -دَائماً- مَا تُلتقط بجوَار الزُّهور والورود..! أكثَر مِن ذَلك، مَن يَتأمَّل الزِّي البَاكستَاني في الأفرَاح والأعيَاد، يَجد أنَّه مُطرّز بالألوَان الفَرائحيّة، كالعِنَّابي والوَردي، والفَيروزي والبَنفسجي والزَّهري..! كَمَا أنَّ "طَواقيهم" حِكَايَة أُخرَى؛ في اللّون والشّكل والدَّلَالة والإيحَاء، حَيثُ تُرصّع بالجوَاهر، ليَبدو الوَاحد مِنهم وكَأنَّه في طَريقه إلَى حَفل؛ يُنصَّب فيهِ سُلطَانَا عَلى البِلَادِ والعِبَاد..! أمَّا أغَاني البَاكستَانيين -لمَن يَفهمها- فهي مُفعمة بالحُبّ، ومَطليّة بقصَص العُشّاق، ومُطعّمة بلَوعَات الغَرَام، وآهَات السَّهر..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: حتَّى الأسمَاء البَاكستَانيّة مُطرّزة بالحُب، ومَنحُوتَة مِن الأشوَاق، فمَثلاً أعزّ أصدقَائي البَاكستَانيين اسمه: "مشتاق عليم الله مشتاق"، وسَائق صَديقي اسمه: "حبيب الرحمن"، وحَارس عمَارتنا اسمه: "شفيق"، وسَائق جيرَاننا اسمه: "عاشق محمد معشوق"..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain