يساهم مشروع المطاف المعلق الذي جرى تدشينه في شهر رمضان الماضي في تخفيف الازدحام على صحن المطاف. وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة العمل في الحرم المكي الشريف والأعمال الإنشائية والمعدات التي لا تهدأ في باحات المسجد الحرام، يؤدي المصلون والحجاج والزوار الصلوات في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانيات في ساحات المسجد الحرام، ولم تعكر الأعمال والمشاريع الضخمة الجاري تنفيذها في الحرم المكي صفوهم. تواصل الشركة المنفذة لأعمال بناء المطاف المعلق أعمالها لإنجاز المشروع في الوقت والزمن المحددين، والذي سيساهم في رفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف إلى 35 ألف طائف في الساعة الواحدة، بعد انخفاضها من 48 ألفا إلى 22 ألف طائف في الساعة، بسبب أعمال إزالة الجزء الأولي من المباني، والتي أدت إلى انخفاض ملحوظ في الطاقة الاستيعابية. لتقليل الفجوة في أعداد الطائفين وحفاظا على سلامتهم بدأ العمل في تنفيذ المطاف المؤقت لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 35 ألفا، إضافة إلى تنفيذ مطاف مؤقت للمعاقين، حيث سيكون على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة بعرض 12 مترا وارتفاع 13 مترا وذلك لفصل الحركة بين المعاقين والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف الرئيسي والنهائي. ويتكون هذا المطاف المؤقت من طابقين أحدهما سيتم ربطه مع مستوى الدور الأول حيث يتكون من مدخلين رئيسي وفرعي، إضافة إلى مخرج طوارئ يتم استخدامه عند الحاجة، أما الآخر فسيتم ربطه مع الدور الأرضي كمرحلة ثانية بعد الموسم، وسيساهم في تخفيف الزحام وزيادة الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف، حيث تتضاعف أعداد الطائفين خلال موسم الحج، وذلك من خلال فصل حركة العربات وذوي الاحتياجات الخاصة. ويقام مشروع المطاف المعلق على مقربة من الكعبة الشريفة بحيث يستغرق الطواف من خلاله 25 دقيقة تقريبا، ويحتوى على مخارج مباشرة إلى البوابات في اتجاه باب الملك عبدالعزيز وباب العمرة والآخر يؤدي مباشرة إلى المسعى. ويتميز المطاف المعلق أيضا بأنه قابل للفك والتركيب حسب الاحتياج، وروعي في ذلك أن يضمن وجود منافذ للهواء، حيث تعكس الشرائح حرارة الشمس على قرار بلاط صحن المطاف الأساسي، كما يحافظ شكل المطاف المعلق على روحانية المسجد الحرام وعلى شعيرة الطواف في المسجد الحرام. ويقع مطاف المعوقين المؤقت في حلقة دائرية تحاذي الرواق القديم بعرض 12 مترا، ويبلغ محيط المطاف المعلق من الناحية الداخلية للكعبة (70 مترا) ومن الخارجية (94 مترا)، ويتكون من طابقين متعامدين يرتبط أحدهما بأروقة الدور الأرضي والآخر بالدور الأول الذي سيخصص لطواف المعاقين وسيراعى في كل عناصره المرتبطة به الفصل الكامل بين حركة المعاقين وحركة المشاة في أروقة الدور الأرضي، كما سيراعى ربطه بمسار سعي المعاقين في ميزانين الدور الأرضي حفاظا على سلامتهم وتسهيلا لأداء النسك. تقنيات عالية أشارت المصادر إلى أنه استخدم لتنفيذ هذا المشروع تقنيات عالية وعناصر إنشائية مسبقة الصنع، ويشمل ذلك القواعد والأعمدة والجسور والبلاطات والعناصر المعمارية التكميلية، وذلك من خلال الاعتماد على الألياف الكربونية التي تتميز بخفة الوزن والقوة والمتانة العالية والسهولة في التركيب والفك.