بعد مرور ثلاث عشرة جولة وبنهاية الفصل الأول من دوري عبد اللطيف جميل تكاد الصوره تكون واضحة أكثر من أي وقت مضى من أن المنافسة على اللقب انحصرت بين النصر والأهلي والشباب ويبقى الهلال حاضرا في المنافسة رغم أوجاعه الفنية والإدارية. والعالمي حامل اللقب هو الأقوي حظوظاً بتميزه بنتائجه ومستوياته الفنية الجميلة بكرته السهلة الممتعة وبتراسانة النجومة المميزين مع مدربه الذكي الأوروجواني دايسلفا. والجولة الأخيرة من الدول الأول يجوز تسميتها بجولة النصر بفوزه الثلاثي على الشباب أحد أقوى المنافسين وتعزيزه لصدارته بأربع وثلاثين نقطة بفارق خمس نقاط عن أقرب منافس له وهو الأهلي بـ (29) نقطه يليه الشباب (27) فالهلال (24) نقطة وله مبارة مؤجلة مع الفيصلي . والثلاثي المتصدر يمضي طريقه بثبات وأظهر قدره على المواصلة في المنافسة ويبقى الهلال الحلقة الأضعف بين المتنافسين وقد يصبح خارج دائرة المنافسة إذا استمر الهدر الفني للنقاط على حاله كان أخره خسارة الفريق الأزرق لنقطتين بالتعادل مع هجر الجديد في دوري الأضواء. والهلال الذي لم يكن في مواسم ماضية بهذه الليونة الفنية التي ظهر بها هذا الموسم فكان فيما مضي منافساً قوياً وبطلاً أو وصيفا للبطل غير أنه هذا الموسم ليس كذلك ومع كل ذلك سيبقى في دائرة الترشح على اللقب. ونقطة التحول السلبية في مسيرة الهلال بدأت بالتعاقد مع المدرب الروماني ريجكامب وهو كما بدا مدرب أشبه بعارض أزياء جاء إلى الرياض للاستعراض الشكلي أكثر من الفني وأصيب الفريق في إدارته الفنية بالهوان. وقدبان الهوان الفني أكثر من أي وقت مضى بخسارته من الشباب قبيل اللقاء المهم مع سيدني في أستراليا وتفاقمت متاعبه بالخسارة هناك وعجزه في الرياض عن تعديل النتيجه ليخسر اللقب القاري ومعه حلم السنين. والخسارة الآسيوية عائده إلى عوامل نفسية متجذرة بالإضافة إلى انكشاف تواضع ريجكامب الذي هو جزء من المشكلة ولا يعول عليه في الحل. كما أن خسارته لديربي الرياض أمام النصر ساهمت إلى حد كبير في زيادة أوجاعه ودخوله منطقة خطره جدا على أي فريق مهما كانت إمكاناته الفنية. وهذه المنطقة أشار لها الكابتن سامي الجابر في حزمه من تغريداته في تويتر وذلك هو الخطر الأكبر إذا لم يتوصل الهلاليون فيما بينهم إلى نقاط تلاقي حول فريقهم بدلاً من أن يستثمر بعضهم الأحداث لتصفية حسابات. وبعد غدِ الثلاثاء في لقاء الاتحاد في جده مع الهلال في مسابقة كأس ولي العهد وقد لا يتغير شيء في الهلال قد تحمل الكثير ويترتب على النتائج خطوات قد تعجل برحيل المدرب كخطوة أولى لامتصاص الغضب الجماهيري وتخفيف الضغط على الإدارة. يبقى القول : قد يتساءل سائل من جماهير النادي الاتحادي العريق عن سبب استبعاد الفريق من المنافسة على لقب الدوري وهو الفريق الذي قدم مستوا يعد بالتفاؤل لجماهيره في ديربي جده مع الأهلي المنتهي بالتعادل الإيجابي بهدف. واستبعاد الاتحاد وهذا رأي فني مبكر لا يعني الاستبعاد على الاطلاق إنما الاستبعاد لاعتبارات رقمية في المقام الأول بالإضافة إلى فنية رغم أن الدوري في منتصفه فالفاصل بين العالمي والمونديايلي إحدى عشرة نقطة ويعد في ظل التنافس القوي بونا شاسعا يصعب على الاتحاد كسره. وأيضا من الصعوبة القول أن النصر ومنافسيه على اللقب سيتراخون فنيا ويسمحون بذلك ويتضح من جدول الدوري تضاؤل انعدام دخول طرف خامس مما يعسر القول أن فرصة دخول الاتحاد في المنافسة على اللقب تبقى قائمة وقد ينتهي الدور الثاني ويسدل الستار في آخر الموسم بنفس الترتيب الذي انتهى عليه الدور الأول.