لمصلحة من يخطب إمام مسجد النهضة في مصر أمس ويصلي بالناس «صلاة مودع» - على حد قوله - كيف يبرر أمام خالقه قبل أن يبرر أمام مريديه وأتباعه تحريضه للناس على قتل أنفسهم وعلى قتل إخوانهم وأبناء جلدتهم من بني وطنهم وحتى دينهم؟ لمصلحة من الزج بالناس في أتون حرب إن استعر أوارها فلن تبقي ولن تذر؟ من أجل نظام حاكم عزله الشعب أو أغلب الشعب خرجوا رافضين له في 30/6، وقد خرجوا في 25/1 على نظام قبله، فلماذا لم يحرض من يسمون بفلول النظام السابق على كل هذا القتل وكل هذا السحل وكل هذا الدم المراق في شوارع وميادين مصر بعد عزل الدكتور محمد مرسي من رئاسة مصر، رغم أن أولئك أمضوا 30 عاما في الحكم والإخوان لم يمضوا سوى عام واحدا بالتمام والكمال، وحتى وإن حاول بعض رموز النظام السابق دخول المشهد السياسي فهو بسلمية تامة أباحها له الدستور، وسيخضع لميزان الشعب ليرفضه أو يمنحه فرصة أخرى؟ أما كل هذا الدم وهذا القتل، وهذا التحريض باسم الدين على الموت، والدين منهم ومما يدعون إليه براء، فلا يليق بأبناء وطن عظيم كمصر. ولماذا يترك هؤلاء المحرضون دون محاسبة؟ لا بد أن يحقن الدم المصري بإلجام هذه الأصوات النشاز التي تستغل المواطن المصري البسيط لتحقيق أجندة جماعة غررت بعقول البعض وصورت نفسها لهم على أنها هي الإسلام وأن سقوط حكم الجماعة هو سقوط للإسلام؟ والغريب أن هناك من يتبعون مثل هذا الطرح البعيد عن كل واقع وكل منطق.ولكن تبقى مصر أكبر منهم جميعا، وأقوى منهم جميعا، وستستعيد استقرارها وطمأنينة أهلها بمجرد أن تهدأ ثورة الغضب لدى أنصار الرئيس المخلوع، وبعد أن يلمس الناس تغيرا فعليا في المشهد السياسي والوضع الاقتصادي في البلاد وستنجح مصر في العودة إلى ممارسة دورها المحوري في المنطقة وستستعيد ما خسرته خلال عام من حكم الإخوان.