×
محافظة الرياض

وفاة والدة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله

صورة الخبر

لم يكن ماحدث بالسوق يوم الثلاثاء الماضي من النزول المبالغ فيه والعنيف لأسعار شركاته ثم الارتداد في اليومين التاليين بشكل كبير حدثاً جديداً بسوقنا الذي عانى كثيراً من مثل تلك الممارسات لسنوات طويلة، فمع تطلع الجميع لارتفاع السوق إلا انه يجب أن لا نعبر فضائيا عن سعادتنا بذلك الارتداد السريع، ونحن نعلم بأن الإنزال المتعمد كان موجها ضد المحافظ الممولة بالتسهيلات وأن هناك من خسر أمواله في دقائق نتيجة تسييل الممول لمحفظته لتجنب خسارة قيمة التمويل، ولكن إذا اقتنعنا بأن سبب النزول الكبير للسوق هو انخفاض أسعار النفط فهل نصدق مع استمرار نزول أسعار النفط بأن الارتداد الكبير والمفاجئ يعود لتصريحات المسؤولين؟ ومع القناعة بأن الجميع يعلم أن اقتصاد المملكة ونموه يعتمد كليا على إيرادات النفط، وأنه من الطبيعي تأثر السوق بالانخفاض السريع لأسعار النفط، ومع أهمية التصريحات المطمئنة للسوق ونفي الشائعات، فإن الأهم هو توقيت تلك التصريحات في بداية النزول وقبل أن يتضرر المتداولون حتى لا تُستغل لخدمة من اقتنص أسهم المحافظ الممولة، ويملك المعلومة الصحيحة وكما حدث الأسبوع الماضي! كما أن ذلك لا يعفي "تداول" من تطبيق الرقابة على عروض البيع الضخمة لمعرفة مصدرها وأهدافها، لكون الحقيقة الواضحة عما حدث، هي أن هناك من اعتاد على استثمار الأخبار السلبية بعد ارتفاع السوق الأخير لإعادة دورة التداول من جديد بهدف الابتعاد عن المستويات الخطرة والغير استثمارية وعبر استغلال الوضع المالي للمحافظ الممولة بالتسهيلات من شركات الوساطة التابعة للبنوك وغيرها بالضغط أكثر لتخفيض تقييمها لإجبار أصحابها على البيع لعدم النزول لمستوى التمويل، وخصوصا أن هناك تجاوزات في نسب التمويل مكنت الممول من القيام فقط بتنفيذ أوامر بيع مفتوحة موقعة مسبقا أثناء الحصول على التمويل للخروج من مسؤولية التجاوزات، وبدلاً من الدخول في عمليات التسييل الإجباري! ومثل تلك المحافظ مكشوفة لكبار المضاربين والمستثمرين والصناديق وهم جميعهم يتطلعون للحصول على المزيد من الأسهم بأقل الأسعار، ونتذكر جميعاً سيناريو الانهيارات السابقة بأن التحليلات المتشائمة والشائعات تزداد فجأة مع أول نزول للسوق واتهام مباشر للأفراد بأنهم سبب الاندفاع بالبيع، والغريب انه على الرغم من أن مسؤولي تداول، والمتداولين والمحللين كانوا يشاهدون الكميات الضخمة التي تكشفها قوائم العروض بالنظام بمئات الآلاف من محفظة واحدة وفي وقت واحد وفي أكثر من سهم قيادي مؤثر على المؤشر لم تُطرح مشاهد العروض التفصيلية فضائيا لكشف حقيقتها بل استمروا في اتهام صغار المتداولين بالخوف والاندفاع بالبيع والعشوائية! فهل صغار المتداولين هم من يعرض سابك والراجحي والاتصالات بمئات الآلاف بعرض واحد بقيمة تتجاوز ال(20) مليون ريال؟ بل ربما يكتشف من أراد مراقبة العروض أن محفظة واحدة تعرض كميات ضخمة وتشتريها محفظة تابعة! وهي أساليب كانت تمارس منذ سنوات واعتقدنا أن إعلانات هيئة السوق المالية قبل سنتين بفرض العقوبات قد شملت الجميع ولن تتكرر! ومما يزيد الأمر سوءًا بروز المطالبات بعد الانتهاء من تسييل المحافظ بخروج المسؤولين للتطمين وإعادة الثقة لتُستغل الاستجابة المتأخرة كمبرر للإقلاع بالسوق بشكل كبير، ولذلك فبعد إفلاس الكثير من المواطنين والأسر فإنه من غير المناسب أن نستمر في اتهام الأفراد بالتسبب في الانهيار ونحن نعلم بحقيقة ماحدث لملاك المحافظ الخاسرة بسبب عملية غدر سريعة اعتدنا على ممارستها كلما عادت الثقة للسوق واطمأن البعض للتمويل! وأن هناك من يعلم بحقيقة حجم الاحتياطيات والأوضاع العالمية والنفطية والإنفاق الحكومي والعجز بالميزانية؛ والأهم أن التصريحات عادة لا تغير حقيقة الأوضاع وهي التي ذُكر بأنها سبب ارتداد السوق العظيم مما يتطلب الإيقاف النهائي لتلك التجاوزات في التمويل وتطبيق رقابة مشددة على العروض الضخمة ومصدرها والمحافظ التابعة!.