في الثلاثين سنة الماضية تعاقب على وزارة الإعلام أو الثقافة والإعلام فيما بعد أربعة وزراء رحبت في هذه الزاوية بثلاثة منهم مع التمنيات بالتوفيق مصحوبة برؤية لما ننشده من كل وزير واليوم نرحب بالوزير الخامس د. عبدالعزيز الخضيري مع ما ننشد تحقيقه من انجازات في ظل تسارع خطى الإعلام فالمطلوب كثير من قديم وكثير من جديد. سيرة الوزير الخضيري العلمية والمهنية ارتبطت بالتطوير ولهذا فهي كفيلة إن شاء الله بالوصول بهذه الوزارة إلى مايطمح إليه المواطن والمقيم والمثقف والإعلامي على حد سواء. لقد تمكن الوزير الأسبق د.عبدالعزيز خوجة من مضاعفة قنوات التلفزيون وتفتيت أهم قطاعات الإعلام إلى 3هيئات تحملت الإذاعة والتلفزيون الجزء الأكبر منها وأهمها التضخم الوظيفي الموجود في الوزارة والذي يقتص الجزء الأكبر من ميزانياتها مما جعل انطلاقتها أبطأ من المأمول منها والتطوير كما هو معروف يحتاج في كثير من الأحيان إلى ( التطيير ) وهو خيار صعب تقف هذه الهيئة أمامه وهي من ورثت آلاف الموظفين ولهذا فالمأمول من الوزير بصفته رئيسا لمجالس إدارات هذه الهيئات أن يدعم خطط تطويرها عبر إيجاد الحلول لتخليصها من معوقاتها وتوفير الإمكانات لتسريع مهامها من خلال مشروع خاص لتطوير الإعلام يحمل الكثير من الطموحات والأفكار وما أكثرها على أجندة الهيئة ولعلي أشير إلى واحد منها وهو إنشاء شركة كبرى للإنتاج تحول الإنتاج إلى صناعة احترافية بديلة للوضع الحالي الذي لا يحقق الأهداف المرجوة منه شركة تنتج باحترافية وتسوق إنتاجها وتحقق الأرباح من مبيعاتها سواء لقنواتنا المحلية أو الخارجية منها ( شرفت بالتقدم بهذه الفكرة منذ سنوات وحظيت بدعم الوزير الأسبق والأمير الراحل تركي بن سلطان يرحمه الله ومعالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع وهو مهتم بتنفيذها ) جميعنا يعرف أن الأفكار الجديدة لا يكفيها الترحيب بها ولكنها تحتاج إلى أن تنطلق في عربات مستقلة لأن ركوبها في القافلة سيحرمها من فرص الاستفادة من الوقت ويدخلها ضمن أحمال القافلة البطيئة ولهذا تحتاج الهيئات الإعلامية وبالأخص هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى مسارين الأول تطوير القديم في والذي يحتاج إلى الوقت لا زالت الكثير من العقبات ويعول على الوزير أن يدعم مشاريع الهيئة لتحقيها والآخر إطلاق الجديد في مسار سريع يسابق الوقت . رغم أن ما ينتظر الوزير في الإعلام كثير إلا أن ما ينتظره في الثقافة أكثر فالثقافة كانت مهمشة في بيتها القديم الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعندما أتت إلى بيتها الجديد قبل اثني عشر عاما وجدته مثقلا بهموم الإعلام رغم أن اسم الوزارة أغراها حيث وجدت اسمها أولاً والإعلام ثانياً وتوقعت أن تحظى بالاهتمام الذي تستحقه فوجدته يسير بخطى بطيئة والمحقق لا يلبي الطموحات ولهذا فإن على الوزير أن يحول بعض قطاعات الثقافة إلى هيئات مستقلة وان يستمع إلى رؤية المثقفين وطموحاتهم لنقلة ثقافية يبرز فيها المسرح والتأليف والقراءة وبقية الفنون عاكسة لإمكانات هذا الشعب المعطاء وان يلبس جمعية الثقافة والفنون الثوب الذي تستحقه كرافد مهم للثقافة والفنون ولنا أمل آخر هو أن يولي الجمعيات التي تأسست تحت مظلة الوزارة كجمعيات المنتجين والناشرين والمسرحيين والتشكيليين والبقية الباقية ما ينقلها من مجرد جمعيات للوجاهة الإعلامية لرؤساء مجالس إدارتها وأعضاء مجالس الإدارة إلى شريك في مرحلة التطوير وهذا لن يتم دون احتضانها فلا يكفي الترخيص لها لنجاحها إذ لابد من وضع أسس لتقييم أدائها بحيث لا يبقى فيها إلا من يؤمن أن العمل فيها تشريف لا تكليف وأن العطاء يجب أن يكون متجددا ولهذا فالكل مطالب بالإسهام في نجاحها وتحويلها إلى جمعيات تخدم من طالبوا بتأسيسها . نعم ينتظر وزير الثقافة والإعلام الجديد الكثير من الملفات رغم ما تحقق في فترة سلفه ولكننا نأمل أن يتحقق على يد الوزير الخضيري نقلات اكبر ولابد انه سيضع خبراته في التطوير لتحقيق كل هذه الطموحات مع دعواتنا له بالتوفيق والنجاح .