طالب خبراء أميركيون إدارة الرئيس باراك أوباما باحترام تعهداتها وتسليح المعارضة السورية. وقال الباحث الإستراتيجي جيمس جيفري لـ"الوطن" إن اتفاق تدمير الأسلحة الكيماوية يواجه بعض العقبات العملية، في مقدمتها احتمال لجوء دمشق للمراوغة والمماطلة. وأضاف "حتى في حال حدوث ذلك فإن معاقبتها ستظل مرهونة بموافقة روسيا التي أفلحت في منع تضمين قرار مجلس الأمن بندا يتيح اللجوء لإجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الأممية". وتابع "بما أن وزير الخارجية جون كيري أشار مرارا الشهر الماضي إلى أن استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة لا يزال قائماً، فعليه أن يكون أكثر وضوحاً ويؤكد أن برنامج بلاده لتسليح الثوار قائم أيضا. وأن يمضي في تنفيذ هذا البرنامج الذي سيكون أكثر فعالية وكفاءة من مجرد التلويح بضربة عسكرية، يحتاج تنفيذها لموافقة الكونجرس والمزيد من التعقيدات". وبدوره قال الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد بولوك إن الولايات المتحدة مطالبة بالوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها بتسليح المعارضة "المعتدلة"، والمحافظة على مصداقيتها أمام الرأي العام العالمي. وأضاف "الطريقة الوحيدة للمساعدة في حماية الشعب السوري والحيلولة دون ارتكاب أي أعمال وحشية أخرى هي وفاء واشنطن بتسليح المعارضة بصورة جدية. وردد أوباما هذا التعهد شخصياً وفقاً لما ذكره السيناتوران جون ماكين وليندسي جراهام في المرحلة التي سبقت التوصل لاتفاق مع روسيا حول الكيماوي. كما تكرر هذا التعهد مرة أخرى على لسان كيري في بيان مشترك مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي". وتابع بولوك "كذلك تواردت الأخبار بأن برنامج تسليح الثوار سينتقل من وكالة الاستخبارات المركزية إلى البنتاجون، لإضفاء المزيد من الفعالية عليه. ومع ذلك، أكد قادة عسكريون من المعارضة بشكل علني أنهم لم يروا بعد أي تحسن كبير على أرض الواقع". من جهة أخرى، جددت فرنسا انتقاداتها للنظام السوري، واتهم وزير خارجيتها لوران فابيوس نظام دمشق بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2 قبل انعقاده. وقال في تصريحات لإذاعة "فرانس إنتر" إن الرئيس الأسد بدأ يضع بعض الشروط للمشاركة في المؤتمر وكأنه معني بتحديد الأهداف والأطراف المشاركة. وأضاف "الأسد ليس هو الذي يحدِّد من يجب أن يشارك وماذا يجب أن يناقش المجتمعون، فهو ليس سوى مجرم ارتكب جرائم حرب أدت لمقتل 100 ألف شخص من شعبه. ولا بد من محاكمته أمام الجنائية الدولية. وستشارك دول أوروبية في المؤتمر شاء هو أم أبى". وطالب فابيوس النظام السوري بألا يعتقد أنه أصبح في موقف قوة بعد اتفاق تدمير الكيماوي. وتابع "ربما يظن الأسد أو وزيره المعلم أن سورية حققت نجاحا دبلوماسيا بموافقتها على وضع مخزونها الكيماوي تحت تصرف الأمم المتحدة، ما يكسبها ثقة المجتمع الدولي، فهذه الثقة ستظل مفقودة، لأن هذا النظام أدمن الكذب والمراوغة. وسنظل ندعم المعارضة المسلحة حتى يتحقق التوازن على الأرض". وكان فابيوس يرد على نظيره المعلم الذي اشترط في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إيقاف الدعم الأميركي للمعارضة حتى يمكن عقد المؤتمر، ما فسره محللون بأن النظام يرهن التوصل لحل سياسي، ممثلاً في "جنيف 2" بوقف الثورة السورية. وهو ما يعني أن النظام يحاول بشتى الطرق عرقلة النجاحات العسكرية المتواصلة التي تحققها المعارضة على الأرض والهزائم التي مني بها جيش النظام وحلفاؤه في حزب الله والحرس الثوري الإيراني.