لم يكن المواطن هادي بن فارس هنان يعلم أن تدخله لإنقاذ حياة ابنته "سولاف" ذات الثلاثة أعوام إثر خاتم ابتلعته مساء الأربعاء الماضي، سيتسبب لاحقا في خطأ طبي أدى إلى مفارقتها الحياة، رغم دخولها أروقة مستشفيين في نجران سيرا على أقدامها. وفيما شكلت صحة نجران لجنة للتحقيق، روى والد سولاف لـ"الوطن" تفاصيل تحويلها إلى مستشفى الملك خالد بنجران، وقال "بعد معاينة الحالة، اتضح وجود الخاتم داخل المريء، وأفادوني أن الوضع يحتاج لعملية منظار يتم من خلالها استخراجه في غضون عشر دقائق، إلا أن اتصال الثانية من ظهر الخميس كان قاصما للظهر بعد أن تلقيت نبأ رحيلها عن الدنيا. بينما رفض هادي بن فارس هنان والد الطفلة "سولاف" (ثلاثة أعوام) استلام جثة ابنته التي توفيت داخل مستشفى الملك خالد بنجران، بعد أن أجريت لها عملية منظار لاستخراج خاتم معدني ابتلعته في منزل أسرتها، وجهت "صحة نجران" بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الصغيرة. وقال والد الطفلة لـ "الوطن"، أنه "في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء الماضي ابتلعت ابنتي خاتما معدنيا في المنزل، وقمت شخصياً بمحاولة إنزاله لتتجاوز مرحلة الخطورة، بعد ذلك توجهت بها إلى مستشفى الولادة والأطفال، وهي بوضع طبيعي وصحة جيدة جداً، فتم تحويلنا إلى مستشفى الملك خالد بنجران، وعند الساعة الواحدة من صباح يوم الخميس تم الكشف عليها عن طريق الأشعة، واتضح وجود الخاتم داخل المريء، وأفاد أحد الأطباء بأن الوضع يحتاج لعملية منظار يتم من خلالها استخراجه في غضون عشر دقائق، وبعد مضي ما يقارب 45 دقيقة بدا لي ارتباك بين الكادر الطبي، وأفادني أحد الأطباء أن عملية المنظار أحدثت ثقباً بالمريء ، وضرورة تثبيت أنبوبين بجانبي الصدر بسبب دخول الهواء لرئة الطفلة، وتوقف القلب". وأضاف، أن "الطاقم الطبي أوضح لي حينها أن الخاتم استقر بمعدة الطفلة، وبالتالي يتحتم إجراء عملية جراحية في البطن لاستخراجه، وبعد ما يقارب أربع ساعات لم أتمالك أعصابي واستنجدت بخال ابنتي وغادرت المستشفى، وفي الثانية ظهراً أبلغني أحد الأقارب بأن ابنتي قد انتقلت إلى رحمة الله" . واتهم الأب طبيبا مقيما "تحتفظ "الوطن" باسمه" بارتكاب خطأ في عملية المنظار، أحدث ثقبا في المريء، أدى لوفاة ابنته، وأصر على عدم استلام الجثة، مطالبا بكشف الحقيقة الكاملة لوفاة الطفلة، ومحاسبة من يثبت تقصيره، مؤكدا أن طفلته كانت تسير ـ وفقا لقوله ـ على قدميها وهي بحالة صحية جيدة. وكتب الطبيب المعالج في تقريره الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه: أن "الطفلة سولاف" البالغة من العمر ثلاث سنوات أدخلت إلى المستشفى يوم الأربعاء الموافق 24 / 6 / 1436 هـ، بعد أن ابتلعت جسما غريبا، وعلى الفور أخضعت للفحوصات اللازمة، وتم عمل منظار علوي للمريء تحت مخدر عام، حيث أظهر وجود خاتم معدني وبه ثلاث وردات موجوداً أسفل العضلة العاصرة بأعلى المريء مباشرة، وحاولت إزالته بسن الفأرة ولكن لم أستطع، ثم سقط الجسم الغريب إلى القاع، وحاولت إزالته مرة أخرى لكنه التصق بالمريء، ثم تدهور وضع الطفلة، وتوقف التنفس، ثم حدث لها توقف قلبي رئوي، وتم عمل انعاش قلبي رئوي لها بواسطة طبيب التخدير، فأفاقت، ثم تم عمل أشعة عادية على الصدر أظهرت وجود استرواح هوائي بجانبي الصدر، مع احتمال كبير لتهتك المريء". وأضاف "باستشارة جراح القلب والصدر قام بتركيب أنبوب بجانبي الصدر، وكذلك باستشارة جراح الأطفال أجرى استكشافا جراحيا لإزالة الجسم الغريب، ثم ركب للطفلة أنبوبا أنفيا، ونصح باستمرار العلاج التحفظي ثم نُقلت المريضة إلى العناية المركزة، وأظهر الفحص أن درجة الحرارة 39 والضغط 115/57 ومعدل النبض 200 والبطن منتفخ قليلاً، والصدر مثبت به أنبوب بالجانبين مع وجود تسرع بضربات القلب، واستجابة قليلة لحدقة العينين، وكانت نتيجة الفحوصات المخبرية طبيعية، ثم بدأت المريضة تتنفس بصعوبة على جهاز التنفس الصناعي، ثم عانت من توقف قلبي وتم عمل إنعاش قلبي رئوي لها، ولكنها توفت إلى رحمة الله تعالى في تمام الساعة 2:48 فجر الخميس الموافق 25/2/1436هـ وشُخصت حالتها على أنها اشتباه ثقب بالمريء وتوقف قلبي أثناء عمل منظار لإزالة جسم غريب بالثلث العلوي بالمريء". وردا على استفسار "الوطن"، قال مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران الصيدلي صالح بن سعد المؤنس أنه وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الطفلة، وتزويده بمحضر مفصل عن القضية لاتخاذ الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالة، مقدما التعازي لأسرة الطفلة.