في ظل الحملة الإعلامية والشعبية المناهضة لحركة «طالبان باكستان» بعد «مجزرة المدرسة» في مدينة بيشاور نهار الثلثاء الماضي، نأى الشيخ سميع الحق، وهو قائد جناح في «جمعية علماء الإسلام» سبق أن ترأس وفد الحركة للتفاوض مع ممثلي الحكومة، بنفسه عن الانتساب للحركة أو علاقته بها. لكن الشيخ عبد العزيز، إمام المسجد الأحمر في إسلام آباد الذي هاجمه الجيش عام 2007 بعدما أطلق حركة التمرّد ضد «طالبان»، رفض تظاهرات المجتمع المدني للمطالبة بإغلاق المسجد والمدرسة التابعة له وهدمهما بسبب عدم إدانته المجزرة. وسأل الشيخ عبد العزيز في مقابلة صحافية: «أين كانت دموع المتباكين اليوم على تلاميذ مدرسة الجيش، حين أريقت دماء 4 آلاف طالب وطالبة في المسجد الأحمر وجامعة حفصة على أيدي جنود الرئيس برويز مشرف عام 2007؟». وكشف مسؤول أمني عن أن الشيخ عبد العزيز هدد بأن أي محاولة لاعتقاله ستقود إلى حالة لا تمكن السيطرة عليها في العاصمة وكل مدن البلاد، وتؤجج العمليات الانتحارية. إلى ذلك، هدد محمد خراساني، الناطق باسم «طالبان باكستان»، بتوسيع العمليات ضد الجيش والحكومة وتكثيفها إذا نفذت الأخيرة قرارها بإعدام 8 من عناصر الحركة المحكومين بتهم الإرهاب. ونقلت مصادر إعلامية باكستانية عن مسؤولين أمنيين، أن الملا فضل الله زعيم «طالبان باكستان»، نجا من غارة نفذتها طائرة أميركية بلا طيار في أفغانستان. وكان قائد الجيش الباكستاني راحيل شريف زار كابول بعد مجزرة بيشاور لمطالبة الحكومة الأفغانية بتسليم الملا فضل الله، كما فعلت أخيراً مع قريب لقائد «طالبان باكستان» السابق حكيم الله محسود.