حذّر مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند من دعاة على أبواب النار أو دعاة الفتنة الذين يدعون إلى الخروج على ولاة الأمر، مؤكداً أنهم يتكررون في كل زمان وإن تغيرت أسماؤهم ولكنهم يشتركون في دعواهم بإظهار عيوب الحكام ثم الخروج عليهم. جاء ذلك في زيارته لدار الحديث بمكة المكرمة التابعة للجامعة، يرافقه وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد. ودعا السند إلى أهمية التمسك بالمنهج الصحيح، مؤكداً أن للمملكة العربية السعودية حقًّا كبيراً بدعاء الله عز وجل أن يحفظها وولاة أمرها وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموا ويقدمون للإسلام والمسلمين، فحقهم السمع والطاعة والوقوف في وجه كل متربص وحاقد على بلادنا، وأن نعلم أن من يريد الشر بهذه البلاد وبأهلها وقادتها إنما يريد الشر بالإسلام وأهله، لأن هذه الدولة دولة الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في كل مكان وقبلة المسلمين في كل أرض فيجب على الشباب أن يعرفوا قدر هذه الدولة، وأن ذلك من دين الله، نتقرب إلى الله بحبها والولاء لها والسمع والطاعة لولاة أمرنا وطاعتهم في المعروف، وهذا منهج أهل السنة والجماعة ومعتقد السلف الأخيار. وأضاف الدكتور السند أن من دعا إلى غير ذلك فقد دعا إلى الفتنة والبدعة والشر، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من دعاة على أبواب جهنم مَن أطاعهم قذفوه فيها، فهم يدعون إلى الفتنة والخروج على ولاة الأمر وإظهار المساوئ ومحو الحسنات، وليس هذا بمنهج أهل السنة والجماعة والسلف الصالح بل هو منهج المبتدعة الذين يريدون الشر. وقال: ما عرف المسلمون الفتنة إلا عندما خرج من خرج على ولي أمر المسلمين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ينقمون على خير الناس على وجه الأرض يوم قتله، ينقمون عليه عدم عدله وأنه قدر جار، فانفتح باب الشر على الأمة بتلك الفتنة العمياء الضالة المهلكة، ولا تزال تتكرر في كل وقت وحين ودعاتها هم أنفسهم، تتغير أسماؤهم ولكنهم يشتركون ويتوحدون في دعواهم بأن الحاكم فيه كذا وكذا ثم يخرجون عليه ويفتحون باب الفتنة، داعياً الطلاب إلى أن يعوا هذه المسألة، فهم في أشرف أرض وفي أكرم دولة. وعبّر الدكتور السند عن سعادته بزيارة دار الحديث، وما رأى من نماذج متميزة من طلابها في دراستهم وما تقوم به إدارة الدار ومنسوبوها من أعمال جليلة في رفع الكفاءة العلمية والتعليمية من خلال عقد المنافسات العلمية والحث على التميز والإبداع. ونصح الدكتور السند طلاب دار الحديث بتقوى الله وإخلاص النية، والاجتهاد والمثابرة، واستشعار النعمة في الحصول على فرصة الدراسة بالدار، وأن وراء هذه الدار دولة مباركة وقادة أفذاذ استوصوا بالجامعة ومعاهدها ومنها هذه الدار خيراً ورعوها غاية الرعاية ودعموها وأولوها كل رعاية ودعم وتشجيع وتأييد، لأنها دولة قامت على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على وفق فهم سلفنا الأخيار الصالحين الأبرار بعقيدة سلفية وسطية صحيحة، وخدموا ونذروا أنفسهم لهذا الدين وأهله وطلاب العلم الشرعي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه الملوك الأبرار الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعاً- حتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يولي رعايته الكريم لهذه الجامعة ومعاهدها ودورها، فالشكر له ولولي عهده الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. كما قدّم شكره لأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته لهذه الدار، وكذلك رعاية مثيلتها دار الحديث في المدينة من قبل أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، داعياً الله تعالى أن يجزيهم جميعاً على كل ما يقومون به من عناية ورعاية ودعم للجامعة ودُورها. وفي كلمة ترحيبية لمدير دار الحديث الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن حميد، رحّب بالدكتور السند موضحاً أن طلاب الدار من أميز الطلاب في أوطانهم سواء كانوا من السعوديين أو من البلاد الإسلامية الأخرى، وقد احتل بعضهم مناصب مرموقة في بلدانهم كما أن منهم من فاز بجوائز متميزة كجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، وجائزة مدارس الفلاح الثقافية. وقال ابن حميد إن الدار تحظى بمكانة عالية في العاصمة المقدسة ودليل ذلك الإقبال على الالتحاق بها، ولما تتميز به من نخبة من المعلمين المتميزين، وما تقدّمه لطلابه من أنشطة وبرامج ثقافية وترفيهية. وقدّم طلاب دار الحديث عروضاً شملت فقرات ترحيبية بمختلف لغات جنسيات الطلاب. كما استمع معالي مدير الجامعة إلى عدد من مشكلات الدار ووجه بالعمل على حلها، ثم تم تكريم الطلاب المتميزين والمتفوقين، والفصول الفائزة بمناشط الدار.