شيعت العاصمة الإيطالية أمس السبت جنازة النجمة السينمائية الشهيرة بجمالها وحسن تمثيلها فيرنا ليزي (اسمها الأصلي: فيرنا بييراليزي) التي توفيت أول من أمس صريعة السرطان عن 78 عاما. كانت إحدى فاتنات إيطاليا، مثل جينا لولو بريجيدا وصوفيا لورين، وكانوا يسمونها مارلين مونرو الإيطالية. ولدت في ميناء أنكونا في شرق وسط إيطاليا، وكان والدها يتاجر ويصدر الرخام، ثم انتقلت إلى روما وبدأت حياتها الفنية منذ أن بلغت 14 عاما. صبغت شعرها الكستنائي باللون الأشقر، وكانت لها شامة قرب شفتيها وتعرف عليها الجمهور في إيطاليا، وكان عمرها 20 سنة، وتميزت بأناقتها وإثارتها، فكانت مغرية مثل عارضات الأزياء الجميلات. تزوجت عام 1960 من رجل الأعمال في قطاع البناء في روما فرانكو بيشي، واستمر الزواج 53 سنة حتى وفاته العام الماضي، وأنجبت منه ابنها الوحيد وهو كورادو، ولها 3 أحفاد. اكتشفتها هوليوود وأسند لها دور رئيس مع الممثل الراحل جاك ليمون في فيلم «كيف تقتل زوجتك؟» عام 1965. استخدموا جمالها وإغراءها وقللوا من الحوار؛ لأنها لم تكن تتقن الإنجليزية، وبعد نجاحها مثلت عام 1966 مع فرانك سيناترا فيلم «اعتداء على الملكة»، ثم قامت بدور ممرضة ترتدي البيكيني (لباس البحر الفاضح) في فيلم «لا يمكنك فعلها مع زوجتي» وبرعت في فيلم «سر القديسة فيتوريا» مع أنطوني كوين. برهنت فيرنا ليزي على مقدرتها على التمثيل منذ أول أفلامها في إيطاليا، وهو «نابولي تغني»، وأثبتت تلك البراعة مجددا في فيلمها الإيطالي «النحل والطيور والطليان». كانت تنتقي أدوراها بعناية، ورفضت دور «بارباريلا» في الفيلم الذي أسند ذلك الدور إلى جين فوندا، كما رفضت أدوار الفتاة المغرية في أفلام جيمس بوند. سألها الصحافيون في مجلات الإثارة الأميركية أثناء حملة دعائية: «ماذا ترتدين حين تذهبين للنوم في الفراش؟». فأجابت بلغتها الإنجليزية الركيكة: «يتوقف الأمر على من يكون بجانبي». لم يعجب هذا التصريح زوجها، وحين ترجموا لها السؤال أجابت: «إذا سافرت برفقة سكرتيرتي ألبس ثوبا طويلا فضفاضا من ثياب النوم، وإذا رافقني ابني ألبس البيجاما، أما إذا كنت مع زوجي فلا شيء». تركت ليزي هوليوود لتعود إلى إيطاليا وتمثل مع كبار ممثلي الكوميديا الإيطالية في السينما والتلفزيون أمثال ألبرتو سوردي في فيلم «العازب»، وتوتو وأوغو تونياتزي وألدو فابريتزي في فيلم «عسكري ونص». اشتهرت في التلفزيون الإيطالي في السبعينات من القرن الماضي بدورها الجدي في قصة جين أوستن «الفخر والتحامل» مع إنريكو ماريا ساليرنو وفرانكو فولبي. انتقلت بعدها إلى فرنسا بعد تجربة مسرحية ناجحة في ميلانو مع المخرج الكبير جورجيو ستريهلر وقامت ببطولة فيلم «حواء» مع النجم الفرنسي الوسيم ألان ديلون. من أفضل أفلامها الذي أثبت جدارتها كان الفيلم الفرنسي «الملكة مارغو» عام 1994، حيث تميزت بدور كاترينا دي ميديتشي الأميرة الإيطالية التي غدت ملكة فرنسا في منتصف القرن السادس عشر، وقامت بدور محوري في الحروب والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت، بتحريض ابنتها الممثلة الرائعة إيزابيل أجاني، ففازت بلقب أحسن ممثلة في مهرجان «كان» السينمائي. كان المخرج الفرنسي باتريس شيروه مترددا في اختيار ليزي قائلا: «فيرنا امرأة جميلة لكن دورها في الفيلم هو تشخيص امرأة رهيبة». أجابته فيرنا ليزي على الفور: «أحب هذا الدور ولا يهمني إذا بدوت عنيفة وكريهة». فازت ليزي قبل ذلك عام 1966 بالتقدير على أدائها في الفيلم الإيطالي «سيداتي سادتي» من إخراج بيترو جيرمي الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي. بعث رئيس الجمهورية الإيطالي جورجيو نابوليتانو أمس ببرقية تعزية إلى عائلة الممثلة الراحلة، ذكر فيها أنه تعرف عليها شخصيا ووصفها بأنها كانت ظريفة وأنيسة وخفيفة الروح، كما تميزت بالاتزان والاعتدال. سكنت ليزي في شارع سالاريا الراقي بروما قرب السفارة المصرية، وتصرفت على الدوام بوصفها سيدة راقية متحفظة وأنيقة. طلبت بلدية روما عرض جثمانها في قاعة العظماء قبل دفنها، لكن ابنها رفض ذلك قائلا: «إنها ستكون سعيدة إذا سار معارفها وأهل الحي في جنازتها لأنها كانت متحفظة». وداعا لآخر الجميلات البارعات في السينما الإيطالية والعالمية.