انعكست خلافات القوى السنية، خلال مؤتمرها في أربيل على البيان الختامي الذي خلا من القرارات، واكتفى بدعوة العشائر إلى التطوع في الجيش و»الحرس الوطني» لمقاتلة «داعش» وتحرير مدنها بالتعاون مع القوات الرسمية، وإبعاد «الميليشيات». (المزيد) من جهة أخرى، حققت قوات «البيشمركة» الكردية تقدماً ملحوظاً في شمال الموصل وغربها، ووصلت الى جبل سنجار الذي يحاصره «داعش» منذ شهور، وفتحت ممراً أمام مئات الأيزيديين للعودة إلى قراهم المحررة. وخلص البيان الختامي لمؤتمر القوى السنية في أربيل إلى ضرورة «توحيد العشائر، وتشجيع أبنائها على التطوع في الجيش والحرس الوطني لتحرير المحافظات من القتلة وجرائمهم». ودعا الحكومة إلى الإسراع في تسليح المتطوعين». وأضاف البيان الذي تلاه وزير المال السابق رافع العيساوي، الملاحق قضائياً أن «المؤتمر يدعو الحكومة إلى التزام برنامجها المعلن وإنهاء مظاهر التسلح ولجم الميليشيات وأعمالها الإجرامية لمنع الاحتراب الطائفي، وإعادة هيكلة الجيش بما يضمن عودة الكفاءات وتحقيق التوازن». وأشار إلى أن «المؤتمر يؤكد أن مهمة تحرير المحافظات والمناطق التي يحتلها داعش مهمة أبنائها، بمساعدة القوات الأمنية الرسمية حصراً، وتجاوز ذلك يعقد المشهد أكثر في هذه المحافظات». ولفت العيساوي إلى أن «المؤتمر يدعو الحكومة إلى التزام فقرات الاتفاق السياسي وتطبيقها وفق السقوف الزمنية لكل فقرة، تحقيقاً للمصالحة الوطنية الحقيقية والمباشرة بتشريع قوانين العفو العام والمساءلة والعدالة والتوازن والحرس الوطني باقي القوانين المتفق عليها». وأوضح أن المؤتمر «شكل ثلاث لجان لمتابعة تنفيذ توصياته، ودعا كل محافظة إلى عقد مؤتمرها الخاص للوصول الى الأهداف المتفق عليها»، وشدد على ضرورة «إنشاء صندوق لإعمار المحافظات المتضررة وإدراج ذلك في موازنة عام 2015». وكشف المؤتمر عن حجم الخلافات بين القوى السنية، فقد امتنع رئيس البرلمان سليم الجبوري والوزراء السنة عن حضوره، وتواصلت ردود الفعل عليه فهاجمه ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، واعتبره «خطوة نحو التقسيم». وعلى رغم خروج المؤتمر بتوصيات عامة، إلا أن الخلافات استمرت في أروقته حول مرحلة ما بعد «داعش»، واصطدم دعاة الإقليم السني، ومعظمهم مقربون من المجموعات المسلحة، مع رافضي الفيديرالية، وأهمل الموضوع في الورقة الختامية، كحل توافقي. على الأرض نجحت قوات «البيشمركة» في تحرير عدد من القرى والبلدات، شمال الموصل وغربها، وفتحت طريقاً أمام مئات الأيزيديين المحاصرين في جبل سنجار منذ شهور. وقال مستشار مجلس الأمن في إقليم كردستان مسرور بارزاني خلال مؤتمر صحافي، إن «البيشمركة لقنت الإرهابيين الدواعش درساً قاسياً، وكبدتهم خسائر كبيرة جداً، وجحافلها وصلت إلى جبل سنجار. وتمكنت من تطهير أكثر من 700 كيلومتر من أراضي كردستان من الإرهابيين، في أكبر عملية نفذتها ضد إرهابيي داعش وحققت فيها انتصاراً كبيراً». وأوضح أن «جبل سنجار أصبح محمياً بأكثر من ألفين من قوات البيشمركة. لكن مركز المدينة ما زال في يد الإرهابيين. وفتحنا ممراً لتمكين المحاصرين من العودة الى أماكنهم».