×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير «الشرقية» يرعى منتدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة في «غرفة تجارة الشرقية»

صورة الخبر

تتفاوت اهتماماتنا كمجتمعات بالمشاكل والمنغّصات التي نعاني منها، بناء على موقعها الحضاري والتنموي، إنّما الأمر الذي تتفق عليه معظم المجتمعات بلا تردد، وحتى تلك الدول المتناحرة هو مسألة الجوع التي تكتسح الكائنات بلا رحمة عاماً بعد عام، إن وفاة أيّ طفل في أي مكان بهذا العالم نتيجة الجوع هي جريمة انسانية يتحملها كل فرد منّا مهما كنّا بعيدين عن جنسيته، انتمائه، لونه، ودينه، ومهما كان ذلك الطفل يعيش في أبعد نقطة على سطح الكرة الأرضية. جميعنا يتحمّل فشل تأمين الأمن الغذائي لأكثر الفئات هشاشة كالأطفال. جميعنا يتحمّل مسؤولية الجوع الذي يقتل ١٢ طفلا كل دقيقة. تخيّلوا.. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 40 مليون مواطن في العالم العربي يعانون من نقص التغذية، أي ما يعادل 13% من السكان. المصيبة أن برنامج الأغذية العالمي قد أعلن يوم الاثنين 1 ديسمبر عبر موقعه الرسمي أنه سيعمل على (تعليق) عملية توزيع القسائم الغذائية للاجئين السوريين، مما سيؤثر على ما يقارب 1.7 مليون شخص!!. وحيث يستخدم اللاجئون القسائم الإلكترونية التي تصل قيمة القسيمة لكل فرد من أفراد الأسرة شهرياً إلى حوالي 30 دولاراً أمريكياً والتي تعمل كبطاقة رصيد السحب الآلي، بحيث يمكن شراء المواد الغذائية من المتاجر المحلية من خلال القسائم، فهل يمكن تخيّل هذه الكارثة الإنسانية فيما لو توقفت هذه المساعدات؟؟! يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى مبلغ إجمالي قدره 64 مليون دولار أمريكي للعودة إلى برنامج توزيع القسائم خلال شهر (ديسمبر) الجاري، ولهذا أطلقت الأمم المتحدة نداءً انسانياً بعد تحذيرات أطلقتها منظمات انسانية بأنها "لم يعد لديها المال الكافي لمتابعة خدماتها الانسانية في سوريا". أما إذا وصل التمويل خلال هذا الشهر، فسيقوم البرنامج باستئناف المساعدات فوراً. لنعلم جيداً أنه من دون هذه القسائم الغذائية قد تعاني العديد من الأسر من الجوع، كما أن عواقب وقف هذه المساعدات ستكون قاسية خاصة أثناء مواجهة الشتاء القارس. مؤمنة أنا تماماً بأنه حينما يموتُ طفل ما بسبب معاناته من المجاعة.. فإن شخصاً ما قد سرق طعامه، وأن شخصاً ما قد مات بسبب السمنة وتخمة الطعام الذي احتفظ به لنفسه. لنسأل أنفسنا إذن: ماذا يمكن أن نفعل لمساعدة برنامج الأغذية العالمي ليستأنف مساعداته؟! لندخل عبر الموقع الالكتروني مثلاً وسنجد كل المعلومات اللازمة لكيفية المساعدة، التبرّع لهذا البرنامج الانساني والرسمي يعتبر إحدى الطرق الآمنة والسهلة من وجهة نظري، فلنفعل شيئاً حيال هذه المأساة أرجوكم. سوريا لا تحتاج إلى مجاهدين، ولا مزيد من الأشخاص الذين يفجّرون أنفسهم ويزيدون عدد القتلى والجوعى من الأطفال، ولا للمال الذي يمولون به الأسلحة والقنابل، اللاجئون بحاجة إلى مايسدّ جوعهم ويدفئ أجسادهم، ويشعرهم بأنهم ما زالوا على قيد الحياة.. وقيد الانسانية.