لبنى إسماعيل – سفراء – مكتب القاهرة : نظم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية والملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة ندوة «اللغة العربية في مصر» يوم الأربعاء 25 صفر 1436هـ (الموافق 17 ديسمبر 2014م) بفندق فيرمونت بالقاهرة، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بحضور د. خالد الوهيبي الملحق الثقافي، ود. سالم بن وصيل السميري مستشار المركز، والأستاذ فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، والأستاذ جمال المدني رئيس القسم الثقافي والاقتصادي والإسلامي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة نائباً عن معالي السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان، ولفيف من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في اللغة العربية. وقامت الملحقية الثقافية السعودية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية في بداية فعاليات الندوة بتكريم الدكتورة وفاء كامل، أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وإهدائها درعًا تذكارية، بمناسبة انتخابها عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كونها أول سيدة تنتخب عضوا عاملا في المجمع منذ إنشائه العام 1932م، كما تم إهداء درع تذكارية لمعالي سفير خادم الحرمين الشريفين، وكذلك الأستاذ فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية، وتبادل الملحق الثقافي ومستشار المركز الدروع التذكارية بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية. الوهيبي: خادم الحرمين أيقن أهمية اللغة العربية فأنشأ مركزا للدفاع عنها وأكد د. خالد الوهيبي، الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، في كلمته أن ندوة اللغة العربية في مصر مناسبة لتجديد الاعتزاز بلغتنا في يومها العالمي، هذا اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها إحدى اللغات الرسمية العالمية المعترف بها في أروقتها بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية. وأشار الملحق الثقافي إلى الدور المسؤول التي تنهض به المملكة العربية السعودية في الحفاظ على اللغة العربية، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي تقوم به السعودية على كافة الأصعدة الأكاديمية والعلمية والعملية لتعزيز تواجد اللغة العربية داخل المملكة وخارجها، لافتا إلى الدور الفعال الذي ينهض به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، ومثمنا قرار خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على تشريف المركز بحمل اسمه، هذا القرار الذي نبع من إيمانه بأهمية العناية باللغة العربية وضرورة بذل الجهود للحفاظ عليها. السميري: مركز الملك عبدالله لخدمة العربية يدعم الأفراد والمؤسسات قال الدكتور سالم بن وصيل السميري، مستشار مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، إن الأنشطة والبرامج تتكامل في المركز بما يحقق رؤيته العامة في دعم الأفراد والمؤسسات العاملة في خدمة اللغة العربية، وإيجاد حالة إيجابية من العمل المشترك، والتواصل البرامجي والمعرفي، تحقيقا لأهدافه وسياساته العامة، وتمثيلا للاسم الكريم الذي يتشرف بحمله، واللغة الكريمة التي يخدمها. ولفت د. السميري إلى دعم معالي وزير التعليم العالي المشرف العام على المركز ومعالي نائبه، وكذلك رؤية أعضاء مجلس أمنائه، مشيرا إلى أن المركز يجتهد في العمل ضمن دوائر دولية متعددة، منها: تفعيل الجهود المؤسساتية السعودية لمواكبة الحدث الدولي في الاحتفاء بلغتنا العربية. وأكد مستشار مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية أن اليوم العالمي للغة العربية يمثل مسارا من المسارات الرئيسة، التي ينشط فيها المركز ليتكامل مع مساراته الأخرى في النشر والتعاون الدولي والتخطيط اللغوي والمشروعات العلمية والمؤتمرات وغيرها.. وقال د. السميري إن المركز اقترح على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) موضوع (الحرف العربي)؛ ليكون الموضوع الرئيس للاحتفاء هذا العام؛ وذلك لتوحيد الجهود، وإبرازها على المستويين: العربي والعالمي، والعناية بهذا المسار اللغوي المهم، وقد أقرت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية هذا الموضوع وجرى إعلانه دوليا. لافتا إلى ما يمثله الحرف العربي من قيمة رمزية للغة العربية، وكونه حلقة وصل بين اللغة العربية وبعض اللغات الأخرى، وهذا مكَّن الحرف العربي من الولوج إلى مكونات مختلف الثقافات والحضارات البشرية. وأكد سعادته أن «ندوة اللغة العربية في مصر» تمثل بجلساتها المتعددة إحدى الإسهامات المتميزة في مجال خدمة اللغة العربية؛ لكونها تتناول إبراز الجهود العظيمة التي بذلها المخلصون من أشقائنا في جمهورية مصر العربية منذ بواكير النهضة العربية من زاوية تخصصية معرفية، لتصبح المناسبة مجالا لتقويم الجهود، وإعادة مناقشة المناهج، واختبار المسيرة، وهو ما يدفعنا إلى تقديم مزيد من الشكر والتقدير للجهود الجادة التي واكبت التحضير لها أو انعقادها. شوشة: الاحتفاء باللغة هو احتفاء بالهوية العربية من جهته، قدم الأستاذ فاروق شوشة الشكر للقائمين على تنظيم هذا الملتقى المتوهج بهذه الصفوة من العقول وهما الملحقية الثقافية السعودية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، مشيرا إلى أن هذا اليوم عرس من أعراس اللغة العربية، وهو بهذا المعنى يوم للفرح، ننظر فيه إلى الجزء الممتلئ من الكوب تاركين التحدث عن النصف الفارغ إلى مناسبات أخرى، مشيرا إلى الروح الغامرة التي تسود أماكن كثيرة من بلدان العربي وخارجه هذه الأيام احتفاء وتقديرا للغة العربية وقال شوشة إن المنظمة الدولية للأمم المتحدة اعترفت باللغة العربية منذ واحد وأربعين عاما لكن الحفاوة الرسمية والشعبية التي تحوط الاحتفال باليوم العالمي لها تفوق في تأثيرها العميق الواسع والشامل اعتراف المنظمة الدولية بها، لافتا إلى أن المتحدثين باللغة العربية بلغوا الملايين ليس في داخل العالم العربي فحسب وإنما خارجه في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، ويضيفون إلى الميراث العربي، وأشار إلى انتشار مراكز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها داخل مصر وبلاد عربية كثيرة وكذلك بلاد أوروبية وإقبال كثير من النشء على التخصص في اللغة العربية أدبا وثقافة وعلما وحضارة. وأكد الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة أن الاحتفاء باللغة العربية هو احتفاء واحتفال بالهوية العربية التي جسدها الحرف العربي في الكلمة واللغة والثقافة والحضارة، لافتا إلى أن المراهنين على تراجع اللغة العربية واندثارها وتخلفها إنما هم واهمون، فنحن تركنا هذه الترهات خلفنا واللغة العربية ماضية إلى الأمام من خلال المجامع العربية والجامعات والمؤسسات الرسمية والأهلية المختلفة المهتمة بها. ودعا شوشة المجامع اللغوية العربية كلها والمنافذ البحثية إلى (الجمع اللغوي الجديد) الذي كان يدعو له العالم اللغوي الراحل د. سعيد بدوي، مؤكدا أن اللغة العربية لم تجمع من مصادرها الحقيقية إلا مرة واحدة على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي في مستهل القرن الثاني الهجري، وبقيت اللغة منذ ذلك التاريخ البعيد حتى اليوم وخاصة في القرنين الأخيرين بقيت غير مجموعة، وبالتالي نحن نفتقد المتن والأساس الجديد لإنجاز معاجم عصرية بدلا أن تكون معاجمنا نقولا عن نقول.