قال العضو المنتدب والمدير التنفيذي لإحدى الشركات السعودية المهندس راكان بن محمد العيدي إن ريادة الأعمال موجودة في جينات أغلب السعوديين، لافتا إلى أن كثرة الوظائف سابقا ساهم في انخفاض الاهتمام بالمشاريع الخاصة بالنسبة للجيل السابق. وذكر أن قلة الوظائف حاليا أعاد اهتمام الشباب إلى التفكير بتأسيس المشاريع الخاصة، مشيرا إلى أن حضور اللقاءات والمنتديات التي تهتم بشباب الأعمال ونقل التجارب لها الأثر الكبير في رفع مستوى الوعي لدى الآخرين وإثارة الحماسة نحو الأعمال الخاصة. ولفت إلى أن الشباب يغريهم العمل لدى الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك نظرا للمزايا التي يحصلون عليها والرواتب العالية إلا أن رواد الأعمال لا يلتفتون لذلك وإنما يبدأون التفكير بشكل إيجابي، موضحا أنه عندما كان موظفا في شركة أرامكو قام ببعض الحسابات التي كانت شرارة انطلاقته نحو الأعمال الخاصة حيث فضل العمل لسنوات في مشاريعه وخدمة نفسه على أن يبذل طاقته وجهوده لدى الغير. وحول تجربته في شركة أرامكو أفاد أنه وخلال 5 سنوات -فترة عمله في الشركة- استطاع أن يكتسب تجربة ثرية وأيضا الإجابة على أسئلة كثيرة تهتم بتفاصيل حياته منها: كم من الوقت يمكن أن يقضيه في الشركة، وما الذي سيجنيه من فائدة؟. وعن القرار أكد العيدي أن الظروف المحيطة به أخرت اتخاذه للقرار حيث كان مسؤولا عن أسرته الصغيرة وهي زوجته وطفله بالإضافة إلى أن والديه أخبراه أنه يجب أن تكون لديه وظيفة وبمرتب عال يوازي شهادته الماجستير، وأثناء حفل تكريم الموظفين المتقاعدين من الشركة لاحظ أن ما يخرج به الموظف بعد خدمة 25 عاما هو حفل يودع به بمبلغ مالي وهدايا عينية، فقال «أنا أستحق أفضل من هذا كله وسأقضي هذه الفترة في السوق أفضل». وعن إنديفور العالمية أوضح العيدي أنها منظمة غير ربحية ورائدة في ابتكار مفهوم ريادة الأعمال المؤثرة وبدأت أعمالها في العام 1997م ومقرها الرئيس في ولاية نيويورك الأمريكية، وموجودة في 22 دولة وتهتم بالمساعدة بتوسع أعمال ريادي الأعمال كما تهدف إلى خلق رواد أعمال محليين في كل دولة، مشيرا إلى أنه تم تأسيس مكتب في المملكة. وفكرة مشروع إنديفور تقوم على فتح مكتب في كل دولة بمشاركة رجال الأعمال وذلك لتقديم الدعم لرواد الأعمال وفق مواصفات ومتطلبات محددة، مشيرا إلى أن إنديفور اختارت 990 رائد أعمال على مدار 17 عاما يديرون 600 شركة. وبين العيدي أن إنديفور تركز على 3 أهداف رئيسية هي: خلق الوظائف من خلال دعم رواد الأعمال المؤثرين وتحول الشركات الصغيرة إلى كبيرة، وتنمية الاقتصاد المحلي، وأخيرا خلق قدوات محلية في ريادة الأعمال.