أرسل بعض مراجع الشيعة في "قم" الإيرانية و"النجف" العراقية دعوات إلى القيادات السياسية في إيران والعراق للتوجه نحو تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية. وقالوا إن تحسين العلاقات مع المملكة سيصب في مصلحة المسلمين ويخفف من الصراع القائم ويوحد جبهة الحرب ضد الإرهاب والتطرف الديني. وجاء ذلك في سياق التطورات الأخيرة في المنطقة التي أدت بالمملكة إلى اتخاذ موقف صارم من السلفية الجهادية. وذكر الكاتب الإيراني "علي معموري" في مقال له بصحيفة "مونيتور" الأمريكية المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط (17 ديسمبر 2014)؛ أن الشيخ وحيد خرساني أحد المراجع الشيعية الكبيرة بمدينة قم الإيرانية، بعث برسالة شفهية إلى علي أكبر هاشمي رفسنجاني، باعتباره رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، وحملها له أحد المقربين من الشيخ، نصحه فيها بضرورة التقارب مع المملكة. وجاء في النصيحة التي قدمها المرجع الشيعي إلى رفسنجاني مطلع هذا الشهر، أنه على الأخير الذهاب إلى السعودية لتحسين العلاقات معها والوصول إلى اتفاقات مشتركة. وأوضح خرساني أن هذا التقارب سيكون له ردود فعل إيجابية لا تقتصر على الملف النووي الإيراني وحده بل ستمتد محاسنه لتشمل العالم الإسلامي بأكمله، مشيرًا إلى أن رفسنجاني هو الرجل الوحيد الذي يمكنه القيام بهذا الدور في الوقت الحالي. وتزامنًا مع هذه الرسالة التي أرسلها المرجع الشيعي الإيراني، صرح السيستاني الذي يعد أحد المراجع الشيعية البارزة في مدينة النجف العراقية، في وقت سابق، أكثر من مرة بضرورة حدوث تقارب بين العراق والمملكة؛ لأن كلا البلدين يواجه خطرًا وتهديدًا من قبل السلفية الجهادية متمثلةً في داعش. وذكر الكاتب أن السيستاني أعرب عن سعادته وتأييده الزيارة الرسمية التي قام بها فؤاد معصوم رئيس العراق إلى المملكة. ونقل الكاتب عن آية الله فاضل ميبدي أحد رجال الدين البارزين في قم، قوله إن تحسين العلاقات مع السعودية أصبح مطلبًا واسعًا في الأوساط الحوزية الشيعية في كل من قم والنجف، على الرغم من حالة الغضب السائدة في الأوساط الشيعية بسبب حكم الإعدام الذي ينتظر مثير فتنة العوامية باقر النمر. ويرى رجال الدين الشيعة أن إثارة الخلافات بين البلدين لا تقتصر على أن تساعد على منع تنفيذ حكم الإعدام أو تحسين وضع الشيعة في المملكة فقط، بل إن من شأنها أن تترك آثارًا إيجابية في الحد من خفض أسعار النفط عبر النجاح في إقناع المملكة بخفض صادراتها النفطية، وأيضًا التعجيل في الوصول إلى تسوية لملف إيران النووي. وأفاد الكاتب بأن النجف أرسل وفدًا رفيع المستوى ليمثله في اللقاء الدولي لمناهضة العنف باسم الدين في مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان الذي أقيم في فيينا في 18 و19 من شهر نوفمبر الماضي؛ لتأكيد رغبة الحوزات الشيعية في التعاون مع مؤسسات المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف. وحضر المؤتمر السيد جواد الخوئي الأمين العام لمؤسسة دار العلم والعضو في المجلس العراقي لحوار الأديان في النجف، وأبدى سعادته بالمشاركة في اللقاء، ودعا إلى مزيد من التعاون بين البلدين للقضاء على المتطرفين الذين يسعون إلى تأجيج الفتنة بين المملكة وإيران.