تداهم المنطقة الشرقية الليلة موجات البرودة، التي تؤثر بانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وتستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، ثم تعاود الارتفاع الطفيف لعدة أيام قبل ابتداء المنزلة الأخيرة من المربعانية (الشولة) الثالثة بفصل الشتاء، وحسب مؤشر الحرارة يقدر التراجع بعشر درجات في الصغرى خلال اليومين المقبلين، في مدن ومحافظات المنطقة، فيما يؤثر عامل الرطوبة بالساحل الشرقي في عدم الشعور بشدة البرد خلال هذه الفترة، وذلك لأن الحرارة المسجلة تختلف عن الدرجة المحسوسة بواسطة جلد الإنسان وهو الأهم، إذ أن شعور الإنسان بالبرد أو الحر، يتوقف على قيمة درجة حرارة الجو وسرعة الرياح، التي تسهم في دفع حرارة الهواء الملامس للجلد، بمعنى أنها تكون أقل من درجة الحرارة العادية المعلنة في معظم الأحيان. ويستقر الطقس في جميع مناطق المملكة نهاية الأسبوع الجاري، مع توقع بعض الارتفاع في درجات الحرارة في الشمالية، والانخفاض تدريجياً في الوسطى والشرقية حتى الأحد المقبل، وتكون الأجواء باردة وضبابية في ساعات الصباح على أجزاء من الشمالية والشمال الغربي، وتستمر حالة الضباب في سواحل الخليج العربي صباحاً بشكل متواصل اليوم، كما تتواجد السحب على أجزاء من مرتفعات الجنوب الغربي وسواحل البحر الأحمر، وتوقع تساقط زخات من الأمطار الرعدية -بمشيئة الله-، في حين يستمر غطاء السحب المتوسطة والعالية في بعض المناطق، وتكون الرياح جنوبية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة بالساحل الغربي، وشمالية غربية في المنطقة الشرقية، ومتقلبة الاتجاه في الوسطى. وحسب متابعي الأنواء، من المتوقع أن يطرق الشتاء الفعلي باب المنظومة الطقسية في نهاية الشهر الجاري، وذلك تزامناً في التقديرات مع دخول طالع (الشولة) الذي عُرف موسمياً يصاحب انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، وهي منزلة تتمثل في نجمين متقاربين في طرف ذنب العقرب (الإبرة)، يكادا أن يتماسا، الأعلى منهما من القدر الثاني، والأسفل من القدر الثالث، حيث يتكرر في هذه المنزلة سنوياً عدد من الظواهر الطبيعية، باستمرار شدة البرودة والصقيع والضباب، ويبلغ فيها متوسط الحرارة الصغرى سبع درجات مئوية، و19 نهاراً، ويستمر النهار فيها بالزيادة على حساب الليل، فيأخذ درجتين نصف الدرجة (10 دقائق) من الليل، حتى يبلغ طوله في نهاية منزلة الشولة (10 ساعات و42 دقيقة). في غضون ذلك يحدث الانقلاب الشتوي في يوم 21 ديسمبر، عندما تتعامد الشمس فوق مدار الجدي (دائرة عرض 23.5 جنوب خط الاستواء)، وتكون المسافة بين الشمس والأرض 147 مليون كيلومتر تقريباً، وفيه أقصر نهار وأطول ليل خلال العام في نصف الكرة الشمالي، ويؤخذ بهذا التعامد للشمس (فلكياً) إيذاناً ببدء فصل الشتاء، وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، ويبلغ طول فصل الشتاء 90 يوماً، وعند التعامد يتوقف الليل عن أخذه من حصة النهار لأيام، ثم يبدأ النهار يأخذ من الليل -بإذن الله-، وينجم عن ذلك توغل الكتلة السيبيرية الشمالية الباردة، والتي تؤثر على أجواء المملكة بالبرد الشديد والصقيع والجفاف.