عقدت الهيئة العامة للسياحة والآثار لقاءها السنوي أول من أمس الأربعاء في قصر الثقافة بالرياض تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وبحضور منسوبي الهيئة في المناطق. وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته لمنسوبي الهيئة أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تمر بمرحلة انتقالية مهمة بعد القرارات التاريخية التي أصدرتها الدولة، والتي توجت بموافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وقرار مجلس الوزراء الموقر بدعم السياحة مالياً وإدارياً، وموافقات مجلس الوزراء على نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني وغيرها من القرارات". وقال الأمير سلطان: "العام 1435ه كان بالنسبة لنا في الهيئة عاما ثقيلا من ناحية العمل لكنه منتج والحمد لله، ونعتز بما حققناه من انجازات في ذلك العام، فقد قطعنا مراحل مهمة وتحقق مع العمل الدؤوب هذه الإنجازات والقرارات التي أصدرتها الدولة لدعم الهيئة وقطاعات السياحة والتراث الوطني، وهي قرارات مهمة عكست ثقة الدولة بالهيئة ومنسوبيها وبقدرتها على أن تدير هذه المسارات والتقاطعات. وأضاف: "علينا إحداث نقلة نوعية في هذا العام، فهنالك ثقة عالية في الهيئة ومسؤوليها سمعتها من أصحاب المعالي الوزراء، وكبار مسؤولي الدولة، يؤكدون بأن الهيئة أتت بقيمة مضافة، وانعكس ذلك بمشاركاتها في اللجان كون رأيها متوازنا"، مؤكداً على أن الهيئة أصبحت مدرسة إدارية والجميع يريد أن يعمل معها، وأن نجاح الهيئة هو نجاح للوطن. وأشاد رئيس السياحة والآثار بتميز موظفي الهيئة ومثابرتهم، مؤكداً أن الهيئة حققت الكثير من الانجازات لكن المواطن ينتظر جهداً وعملاً أكبر، وتحقيق ذلك يعد نجاحاً للوطن، مضيفاً سموه بأن الهيئة كسبت الثقة ولكن المحافظة عليها هي الأهم، وقال "اجعل وطنك في قلبك وستجد نفسك مثابراً"، مطالباً إياهم أن يكونوا مستعدين للتحدي والعمل على المشاريع والبرامج الجديدة وفي مقدمتها مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري، الذي قال بأنه لكل مواطن، ولا يمكن أن نسمح لا قدر الله أن يفشل، فهو لا يقتصر على كونه مشروعا تراثيا بل هو مشروع اقتصادي تنموي وموفر لفرص عمل. الهيئة أصبحت مدرسة إدارية حققت الكثير من الإنجازات.. والمواطن ينتظر جهداً وعملاً أكبر ونوه سموه بالشراكات المتعددة وغير المسبوقة التي تحظى بها الهيئة والتي مكنتها من العمل مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، مؤكداً على أنها الرصيد الذي يجب أن يبنى عليه. وقال: "القرارات والأنظمة لم تأت بالصدفة أو المخاطرة ولم تأت بتوتر مع الجهات الأخرى لكنها جاءت بثقافة العمل والشراكة، والهيئة طوال تاريخها لم تدخل في مسارات حصل عليها انتقادات أو تداول لأنها تعمل مع الجميع، ولاشك أن أهم إنجاز للهيئة هو ما حققته من نقلة فكرية وثقافية في نظرة المجتمع للسياحة والآثار وتعاطيه مع قضاياها" مضيفا سموه: "مهمتنا أن نفتح الوطن للمواطنين وأن يعيشوا وطنهم لا أن يسكنوا فيه فقط" مشيرا إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حينما تشرف سموه في بداية تأسيس الهيئة والاستماع لتوجيهاته الكريمة حول مسيرة الهيئة، حيث وجه (حفظه الله) بتطوير الأداء المؤسسي للهيئة لتكون نموذجا حديثا يراعي الخدمات المتطورة وفي مقدمتها التعاملات الالكترونية، وحسن اختيار الموظفين، والبعد عن الاحتكاكات والتداخل مع الجهات الأخرى ومواكبة التحديث. ثم استعرض سموه مع منسوبي الهيئة عددا من المنجزات التي تحققت للهيئة، والتطلعات للأعوام القادمة. وكان اللقاء السنوي للهيئة العامة للسياحة والآثار قد بدأ باستعراض من مدير عام إدارة التخطيط والمتابعة عن "برنامج التطوير الشامل للسياحة والتراث الوطني" الذي بدأت الهيئة في تنفيذه لتحقيق نقلة نوعية وبارزة في تطوير السياحة الوطنية والاستثمار والتراث الوطني، بالتزامن مع ما أصدرته الدولة مؤخراً من قرارات تاريخية لدعم تنمية وتطوير هذه القطاعات المهمة، ثم عرض منجزات الهيئة للعام 1435ه 2014م. ثم قدم نائب رئيس الهيئة، المشرف على مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري عرضاً عن المشروع التطويري الشامل الذي تضطلع به الهيئة، وقال إنه يتمثل في مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، ومشروع تطوير السياحة والاستثمار، وقدم تعريفاً شاملاً لمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري مستعرضاً أهدافه ومرتكزاته ومساراته المختلفة. ثم قدم نائب رئيس الهيئة، المشرف العام على مبادرة تطوير السياحة والاستثمار عرضاً عن برامج ومشاريع الاستثمار السياحي التي نفذتها الهيئة للعام 1435ه. وقام سمو رئيس الهيئة خلال اللقاء بتكريم المتقاعدين والموظفين المتميزين للعام 1435ه.