×
محافظة القصيم

النويصر: الدعم مفقود والبقاء والمنافسة ثمنهما كبير ولن أستمر رئيساً!

صورة الخبر

كان بودي المشاركة في الحملة القائمة من بعض الكتاب الأجلاء؛ احتفالا بما تقوم به أمانتا مكة المكرمة وجدة من حملات تفتيشية ضد المطاعم وقفل بعضها مؤقتا حتى تمتثل للاشتراطات الصحية التي تفرضها أمانتا المدينتين، لو شاركت كنت أقله سأكسب ود القراء ممن يتهمني أني أركز على السلبيات ولا أقدر عملا حسنا إطلاقا، والحقيقة أني كنت على وشك الإشادة، مع يقيني أن كتابتي لا تقدم ولا تؤخر، لكن رابني توقيت الحملة. لن أسأل: أين كانت الأمانتان أو بِم كانتا مشغولتين مما عطل أداءهما لمهامهما التفتيشية هذه، ولكن أن تأتي الحملة بعد فشلهما في مواجهة سيول الأمطار التي غمرت المدينتين بعد طول تشدقهما أن تحصيناتهما لتصريف السيول قد اكتملت فأمر لافت، ولا شك تذكرون من دعا ربه بعد أزمة مماثلة أن تمطر وتسيل بشدة ليتأكد السكان من متانة التجهيزات وصلابة الاستعدادات، ثم حدث وأمطرت بعد أيام فباء بخيبة أمل كبيرة. جميل أن تقوم الجهات المسؤولة بمهامها المطلوبة منها، ولا أظنهم ينتظرون شكرا، فلا شكر على واجب، ولكن قول أحسنت للمحسن أمر جميل، شرط أن يحسن في أموره أو معظمها أو حتى أهمها. تفشل وتنهار مشاريع تصريف السيول مرة بعد مرة، وكأنها تجارب وتمارين هندسية، وقد تذهب أرواح بسبب سوء تخطيطها أو تنفيذها، تغرق بعض الشوارع بالمياه الآسنة وما زال ديناصور خزانات الشفط يجوب شوارع المدينتين الكبيرتين المصنفتين في الفئة (أ) بين بلديات مدننا، تتوالد الحشرات في تجمعات المياه الراكدة المنتشرة بالمدينتين مسببة أمراضا بعضها وبائي، ينتشر البعوض والنامس واللحم الفاسد والبضائع المغشوشة، تتكدس تلال القمائم في الشوارع وتفشل كل خططهما الاستراتيجية والبديلة، تترك بلديتا المدينتين هذا كله وتنشط على المطاعم، تترك الحصان وتتشطر على البردعة! لست هنا مدافعا عن المطاعم، فالمخالف منها يستحق صاحبه المحاكمة لا مجرد إقفال مؤقت، فهذه أرواح بشر، لكن أرفض مبدأ الترضية ومبدأ الانتقائية في أداء المهام، وأغلب ظني أن الأمانتين طبقتا قول الشاعر «إذا لم تستطع أمرا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع»، بيد أن هذا ليس أمرا خاصا، بل مسؤولية عامة، وعدم الاستطاعة هنا يفرض التنحي، فهذه أمانة تسلم دائما للقوي الأمين.