في بداية هذا المقال، أود أن أنتهز الفرصة لأبارك للوزراء الجدد وأدعوا لهم بالتوفيق في حمل الأمانة. فالمباركة هنا ليست للمنصب الوزاري في حد ذاته بل للثقة الملكية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين لهؤلاء الوزراء. فلم يعد منصب الوزير منصباً شرفيا والمفترض ألا يكون كذلك من الأصل. فالوزير هو قائد لفريق عمل يتمثل هذا الفريق في أركان وزارته والعاملين معهم ويسعى هذا الفريق لتحقيق أهداف هذه الوزارة أو تلك. ونظراً لكون المملكة العربية السعودية دولة مؤسسية فإن الخطة الخمسية غنية بالكثير من الأهداف التي تنتظر من يحققها. ومن هنا فإنه من الخطأ أن يقوم أي وزير بالعودة إلى نقطة الصفر وينطلق منها. فبالإضافة لما في ذلك من مضيعة للوقت والجهد فهو ينطوي على الكثير من الهدر للمال العام. والحقيقة أن قائد مسيرة هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده وولي ولي عهده الأمين لم يتركوا لوزرائنا الأعزاء أي عذر يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم. فكانت أولى وصايا خادم الحرمين لهؤلاء الوزراء الاهتمام بالمواطن ووضعه في المقام الأول. كما رصدت الميزانيات الكبيرة ووضعت تحت تصرف هؤلاء الوزراء من أجل تسهيل مهامهم. فإذا كانت الأهداف موجودة والميزانيات مرصودة ودعم الملك متوافرا، فإنه لم يتبق أمام هؤلاء الوزراء سوى التوكل على الله والبدء في العمل. يجب على وزرائنا الجدد إحاطة أنفسهم برجال يتدفقون وطنية ويتمتعون بدافعية داخلية للعمل؛ فالمسؤوليات الملقاة على عواتقهم ليست بالسهلة، وقيادة مثل هذا الفريق بحاجة إلى ما يسمى في علم الادارة بالاستمالة والإلهام من أجل تحفيز هؤلاء الأعضاء على تقديم أفضل ما لديهم. إن أفضل أساليب الإدارة الإدارة بالتفويض، فمن المستحيل أن يباشر الوزير كل شيء بنفسه، وكون الإدارة متابعة يجب أن يكون لدى كل وزير جهاز متابعة قوي يمكنه من ضمان تنفيذ الأهداف. إن البيروقراطية الإدارية هي مقبرة التغيير والنجاح ومن هنا وجب على الوزراء التحلي بروح القائد الإداري؛ فالقائد الإداري هو القادر على استئصال سرطان البيروقراطية من منظومته الإدارية. إن أتمتة أعمال الوزارات المختلفة متطلب ضروري للحكومة الإلكترونية التي يجب أن تتحول إليها كل وزارة من أجل التسهيل على المواطنين وضمان راحتهم. كما أن استيعاب الطاقات الشابة وإعطاءها الفرصة لخدمة وطنها من الأمور التي يجب أن يأخذها الوزراء بعين الاعتبار. إن المنتج النهائي المطلوب من كل وزارة يتمثل في «رضاء المستفيدين» ومن أجل ضمان عملية الرضاء هذه يجب تطبيق معايير الجودة داخل كل وزارة ووضع موشرات أداء واضحة لقياس النجاح من عدمه. نعم لم تعد الوزارة برستيجاً يتمثل في بشت وفلاشات وبرج عاجي بل عمل دؤوب من أجل تحقيق رؤية ملك وخدمة وطن.