تعيش بعض النساء حالات مختلفة من السلوكيات خلال فترة حياتها، فنجدها في صغرها تأخذ دور المرأة وتحاول جاهدة إثبات نضجها، بينما نجدها في عمر النضوج تسعى لأن تكون في عمر الفتاة المراهقة التي تحتاج إلى من يضع قدمها على طريق الحياة، وأصعب ما تمر به من حالة هي حالة الهرم والكبر، لا سيما عندما تكون أماً لمراهقات، فنجدها تسعى لأن تحاكيهن في طريقة الكلام واللبس والأفكار، غير آبهة بعمرها الوقور الذي يتطلب منها الحكمة والتروي والاحتواء، مما يجعلها في صدام دائم مع بناتها، الأمر الذي يجعلها أحياناً تستكبر أي تصرف منهن، وتشعر بأن اهتمامهن بأنفسهن يظهر عمرها الحقيقي بعين والدهن فينطلق سيناريو: "البنت جارة أمها". ومهما كانت الأسباب والدوافع لابد أن يُظهر الأب التوازن العاطفي والاعتدال السلوكي، من خلال إشاعة روح الحب ومشاعر الحنان داخل الكيان المنزلي بصورة متوازنة، حتى لا تنتشر "فيروسات" الغيرة داخل النسق الأسري، كذلك لابد أن يُشعر الزوج شريكة حياته بالأمان الوجداني، وأن يجعلها تشعر بأنها الأساس في حياته، إضافةً إلى أهمية إشاعة ثقافة الحوار الواعي داخل البيت الأسري بعيداً عن صراعات الشك والارتياب، مما يضمن -بإذن الله- تحقيق الاستقرار الأسري، وإظهار ألوان المحبة والمودة والألفة والتضامن داخل النسيج المنزلي. "الرياض" تطرح المشكلة غير المقصودة داخل الأسرة، وتعد سلوكا نفسيا غير متعمد، فتشعر بعض الأمهات بنار الغيرة من بناتهن، خاصةً بعدما يتقدم بها العمر وترى أن طفلتها الصغيرة أصبحت أكثر منها جمالاً، وما يزيد من عذابها اهتمام زوجها بابنتهما وتدليله إياها، لدرجة أنها تشعر بأنها ضرّتها، وتعبر الأم عن هذه الغيرة بتقليد ابنتها في لباسها وسلوكها متناسية أن الزمن لن يعود إلى الوراء. غيرة الأم وقالت "يارا الحربي" -معلمة-: "البنت جارة أمها" ينطبق في بيتنا بشكل كبير، فوالدتي تزوجت والدي وهي لازالت صغيرة بالسن، وعلى الرغم من فارق العمر الكبير بين والدي ووالدتي إلاّ أنني كنت الابنة المدللة لوالدي حتى كبرنا، فأصبحت أمي تحاول جاهدة أن تسترد مكانة الابنة المدللة لوالدي، بينما هو بفطرته يحن علينا كثيراً، ولا يقبل أن تتعامل معنا والدتي بالند أو كأخت لنا متنازلة عن أمومتها مقابل دلالها، مضيفةً أنها ترفض أن نخدم والدي المسن، فعند حصول أي عارض بينهما تحاول جاهدة منعنا من خدمته أو تلبية أموره، فعندما نرفض ذلك تفسره هي عقوقاً وعدم احترام لها. وأوضحت "فاتن الدماس" أنها تُعاني كثيراً من تصرفات أمها التي ليس لها مبرر سوى الغيرة، مضيفةً: "تعبت نفسياً من هذا الأمر، فهي مثلاً تمنعني من دخول المطبخ حين يكون والدي موجوداً في المنزل، حتى لا يعرف أنني طبخت الغداء، وتمنعني من وضع المكياج والجلوس مع أبي أو تقديم الشاي له أو خدمته في أي شيء يطلبه مني، كما تعاملني وكأني ضرتها ولست ابنتها"، مبينةً أنها ابنتها الكبرى ولديها الكثير من الأخوة والأخوات، لكن حقيقة لم تشعر يوماً بقربها كأم لها بعد تخرجها من الجامعة، فأصبحت تكره نجاحها أو تفوقها، وتسعى جاهدة لإظهارها بصورة الجاهلة أمام والدها، مما جعلها تبتعد عنها كثيراً وتتخذ من زميلاتها في العمل أمهات بديلات للأسف!. الأب يتحمل مسؤولية التوازن العاطفي عبر إشاعة الحُب والحنان داخل المنزل.. لا تَمل للبنات وتنسى الأم الزوج السبب وأكد "سعد ماجد الدوسري" -55 عاماً- على أن هناك زوجات تعميهن الغيرة حتى أمام بناتهن، ولا يقتنعن بأن تلك الفتاة الصغيرة قد كبرت وأصبحت شابة مستقلة تحاول جاهدة إبراز جمالها وأنوثتها، في الوقت الذي تكون فيه الأم قد هرمت، مضيفاً أن بعض الأمهات تحاول جاهدة من التضييق على ابنتها وإظهارها بصورة الفتاة غير المبالية، والتي لا تستحق الاحترام أو الثقة، ليبقى زمام أمرها بيد والدتها، لافتاً إلى أنه طبيعي أن ترفض الابنة هذا الوضع، وتحاول جاهدة أن تكشف ذلك لوالدها، مما يخلق فجوة بين الابنة والأم، مُحملاً الزوج جزءا كبيرا من غيرة الأمهات، معتبراً أنه ليس مطلوبا من الرجل أن يكون أبا جيدا، بل يجب أن يكون زوجا ذكيا يستطيع أن يعطي زوجته مكانتها، وأن ابنتهما ما هي إلاّ ثمرة لحبهما ويسعيان لتنمية شخصيتها في بيئة سوية. وأشارت السيدة "منى الوافية" إلى أنها كأم تحرص تماماً على تنشئة فتياتها بطريقة سوية، مضيفةً أن المرحلة التي قد تمضي بها المرأة من حالة عدم اتزان هي طبيعية جداً، لكن استمرارها غير طبيعي، فكل أم تسعد ببناتها وتعمل جاهدة أن تنمي شخصيتها وتجعلها قوية وأن تقربها من والدها، مبينةً أن الأب هو قوة الفتاة التي يجب أن تستند عليه، إلاّ أنه يجب على الأم العاقلة أن تتفهم تلك العلاقة بين الأب وابنته والتي مرت هي بها عندما كانت تحت أكناف والدها وجد بناتها. سيناريو تنافسي وتحدث "خالد الدوس" -باحث اجتماعي ومختص بالقضايا الأسرية والاجتماعية- قائلاً: إن الأم هي المصدر الدافئ الذي لا نهاية له للجميع، ولولا الخصائص "الفسيولوجية" و"السيكولوجية" والتركيبة الأنثوية التي منحها الله إياها من الحب والصبر والتحمل والتفاني والإخلاص والإيثار، وكذلك التضحية والوفاء في كيانها الإنساني الفطري لانهارت الحياة كلها وانقرضت البشرية، مضيفاً أنها تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تنشئة أبنائها في السنوات الأولى في حياتهم، وهي التي تضع اللبنات الأولى في تشكيل الشخصية السوية وملامحها، وإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والوجدانية والعقلية، مبيناً أنه حين تبدأ مكروبات العمليات الاجتماعية الهدامة وإرهاصاتها في الظهور كالحسد والكذب والغيرة المرضية.. الخ، وتغلغلها داخل النسيج المنزلي، تبدأ تعيش هذه الأسرة أو تلك حالة من فقدان التوازن النفسي والوجداني والتربوي، وبالتالي قد تؤثر هذه المثالب والأمراض الاجتماعية على البناء الأسري ووظائفه المختلفة، مشيراً إلى أنه عندما نتناول واحدة من العمليات الاجتماعية المناهضة للقيم التربوية وهي "مرض الغيرة" في الحياة الزوجية والتي تمتد لتأخذ مظهرا آخر وهو غيرة -بعض- الأمهات من بناتهن، قد يكون من الغرابة والمحزن بذات الوقت أن تشعر الأم بالغيرة نحو ابنتها وترى فيها منافساً جديداً تشاركها الحب الموجه من زوجها. وأضاف: هذا السيناريو التنافسي يصبح واقعياً عندما نرى الأب يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته في علاقة كيميائية ربما تسرق الابنة أنظار ومشاعر واهتمام أبيها عن أمها، وبالتالي تحظى بحبه وعاطفته ومشاعره الأبوية كالسؤال عنها باستمرار ومداعبتها، ولا يكاد يرى في الكيان الأسري أحداً سواها، بعد أن كانت الأم هي من تحظى بهذه المساحة الوجدانية من الحب والاهتمام دون منافس. مشكلة خطيرة وأوضح "الدوس" أن غيرة الأم من ابنتها ليست ظاهرة في نسيجنا المجتمعي، بل هي مشكلة خطيرة تبدأ تتسع دائرتها بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وتحولاتها الثقافية التي ألقت بظلالها على البناء الأسري ووظائفه، نتيجة التحديث والمعاصرة، وقد تكون من الأسباب أيضاً خلل وظيفي في تنشئة الأم النفسية والاجتماعية والأخلاقية والعقلية في مرحلة طفولتها، وفشلها في تكوين خصائص وسمات شخصية إيجابية، وبالتالي تنشأ وهي تشعر بالعجز والضجر والضعف وعدم القدرة على التنافس المقبول، ثم تصدر سلوكيات مخالفة مصبوغة بلون انفعالي يأخذ الشكل المرضي، إضافةً إلى ضعف الوازع الديني للأم التي تغار من ابنتها في هذا الاتجاه غيرة وحسدا تجاه ما تحظى به ابنتها من محبة ومكانة من والدها، مؤكداً على أن الدين عامل إيجابي في تنمية السلوك الاجتماعي السليم وصيانة معاييره الأخلاقية وضبط توازنه. وأضاف أن بعض الآباء يكون ناجحاً وبارعاً في تكوين علاقات أسرية إيجابية سواء مع الزوجة أو الأبناء والبنات في قالب متزن، فيكون هو ربان السفينة الأسرية التي يقودها إلى بر الأمان بكل وعي ورقي، وإلى تحقيق مزيد من الاستقرار والهدوء والتوازن من خلال منهجه التربوي الوسطي، فيصبح هنا أبا ناجحا بكل المعايير الاجتماعية والمقاييس التربوية، لا يسمح للعمليات الاجتماعية الهدامة بالتوطين داخل نسيجه الأسري. مبالغة كبيرة وأكد "الدوس" على أن هناك بعض الآباء يكون محروما منذ طفولته من الحنان والعواطف والمشاعر الأبوية لأسباب قد تكون لوفاة أحد والديه في صغره، أو ظروف معيشية قاسية وخلاف ذلك، وبالتالي يصبح رجلا عاطفيا صرفا تتجه بوصلة مشاعره الوجدانية لأبنائه لدرجة قد تصل حّد المبالغة بالذات البنات، مضيفاً أن البنات دائماً ما ينلن النصيب الأكبر من اهتمام وحُب الآباء والرضوخ لطلباتهن، حتى لو كانت مخالفة لقواعد الضبط الاجتماعي والقيمي، مضيفاً أن مثل هذا النمط من الآباء الذين ينتهجون أسلوب الدلال الزائد والإفراط العاطفي الذي لا يقل خطورة عن الصرامة والقسوة في البناء التربوي له آثار عكسية، وتداعيات سلبية على البناء الأسري، مبيناً أننا لا نطالب نزع الرحمة والشفقة ومشاعر الحب من قلب الأب، ولكن لابد أن يحدث ذلك بتوازن واعتدال، مشيراً إلى أن البنت -خاصةً في طفولتها- تحب أن تقلد أمها في كثير من الاتجاهات السلوكية، وفي عاداتها وتقاليدها والأمهات يفرحن بذلك التقليد، لتكبر البنت ويكبر معها هذا السلوك النمذجي، ذاكراً أنه كما يميل قلب الأب إلى الأم بالحب والمشاعر الرومانسية من الطبيعي أن يميل قلبه أيضاً إلى ابنته خاصةً عندما تحظى بالدلال الزائد وتلبية كل طلباتها، فيزيد بالتالي تعلق البنت بأبيها. وأضاف: البنت "كيميائياً" تسيطر على مشاعر وقلب وحُب وعواطف أبيها حتى يغدق عليها ألوان طيف المشاعر الوجدانية، مما قد يثير في بعض الأحيان مشاعر الأم ويشعل نار الغيرة ويؤججها في قلبها، لدرجة أن بعض الأمهات فعلاً يشعرن بالضيق من خدمة البنت لأبيها بصورة مبالغة، لذلك لا غرابة أن نجد أحياناً تنافسا شريفا في الطعم واللون والرائحة بين البنت وأمها على كسب قلب الأب. توازن عاطفي وحول آلية تخفيف حدة الغيرة بين الأم وابنتها أو العكس، أجاب "الدوس"، قائلاً: هناك علاقة تنافسية بين الأم وابنتها فيما يتعلق بالتقليد والمحاكاة، فكما أن البنت في طفولتها تقلد أمها في كل شيء، فإن بعض الأمهات ومع تقدم العمر يبدأن بمقارنة أنفسهن ببناتهن في سن النضوج، ويشعرن بجمالهن الذي بدأ في التراجع الأمر الذي قد يدفعهن لسلوك الغيرة العمياء، مضيفاً أنه تشير الدراسات في علم النفس الاجتماعي أنه ينبغي على الأب إظهار التوازن العاطفي والاعتدال السلوكي، وبالتالي إشاعة روح الحب ومشاعر الحنان داخل الكيان المنزلي بصورة متوازنة، حتى لا تنتشر "فيروسات" الغيرة وإشاعة الكراهية و"مكروبات" الحسد داخل النسق الأسري باهتمام الأب المفرط بابنته، كذلك لابد أن يُشعر زوجته بالأمان الوجداني وأن يجعلها تشعر بأنها الأساس في حياته، مضيفاً: "يجب على بعض الأمهات ممن يعانين من مرض الغيرة السلبية، إحكام العقل ومراقبة الله في الأقوال والأفعال، وكذلك إحسان الظن في سياق علاقة الأب مع ابنته"، مبيناً أن إشاعة ثقافة الحوار الواعي داخل البيت الأسري بعيداً عن صراعات الغيرة وأمراض الشك والارتياب لاشك يضمن -بإذن الله- تحقيق الاستقرار الأسري وضبط توازنه العاطفي والنفسي والاجتماعي، وبالتالي إظهار ألوان المحبة والمودة والألفة والتضامن داخل النسيج المنزلي في قالبه المعتدل. 18% من الأمهات يشعرن بالغيرة من بناتهن أظهرت دراسة أمريكية أن (18%) من الأمهات يشعرن بالغيرة من بناتهن، الأمر الذي دفع بعض الاختصاصيين يعترضون على تلك الدارسة كظاهرة، معتقدين أن الأمر لا يزال يقتصر على حالات فردية، وأن غيرة الأم من ابنتها هذا يرجع إلى عدة أسباب: * حالة الأب الذي يدلل ابنته بشكل مبالغ فيه، هنا تشعر الأم وكأن الابنة زوجة ثانية تنافسها!. * أن تكون الأم ضعيفة الشخصية، لا تثق بنفسها، محرومة من الحنان وحب والديها لها في الصغر. * إذا أحست بعدم القدرة على مجاراة ابنتها في جمالها وتتبعها لتطورات العصر. * جهل الأم بأساليب التربية الصحيحة، وعدم إدراكها لأصول العلاقة بين الأم والابنة المراهقة بالتحديد، وأن يغلب عليها الشكل المرضي. هذا وتختلف أسباب الغيرة تبعاً لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الشخص، وطبيعة الطرف الآخر الذي توجه الغيرة نحوه، وتبعاً للبيئة التي تظهر فيها، سواء كانت أسرية أو عملا أو تعليمية. وعلى الرغم من اختلاف المواقف إلاّ أن أشكال الغيرة تشترك في طبيعة التنشئة التربوية التي اكتسبها الشخص الغيور، من حيث عدم نضوج مشاعر حب الآخرين فيه، على حساب نمو سمات لا تخلو من الأنانية وحب الذات، والرغبة في الحظيان بالانتباه، وعدم إتاحة المجال للآخرين بمقاسمته هذا الاهتمام، إضافةً إلى ضعف ثقة الشخص الغيور بذاته وبمن حوله، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه، كذلك لا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يمتاز بها، حتى لو كان يمتلك بالفعل القدرات والمهارات والإمكانات التي تمكنه من منافسة الآخرين وتحقيق الأفضلية عليهم، إلاّ أنه يظل يشعر بالدونية، ولا يرى في أفعاله وأعماله قيمة عليا وهامة. وعلى الرغم من أن بعض أفعال الآخرين قد تكون في المستوى العادي أو أقل شأناً مما يفعله الشخص الغيور، إلاّ أنه يحسدهم عليها وتكون كبيرة في عينه، نظراً لعدم ثقته الكافية بذاته وبقدراته. أبوي يحبني وأمي «غيرانة»..! البنت: يماااااه وين "بلوزتي" الخضراء؟ الأم: مادري وينها، ولا عاد تلبسين هاللون، تراه مطلعك شينة. البنت: والله حلوة يمه وأبوي بعد يقول زينة. الأم: وش عرف أبوك بالزين، ما تصلح وأنا أمك وأعرف اللي يناسبك. البنت: يمه دوريها معي تكفين هدية أبوي وودي ألبسها اليوم لأنه بيجي من السفر. الأم: تقشم حب وتسكت. في المساء.. الأم تلبس أجمل فستان لديها باللون الأخضر، وتنتظر زوجها وحبيبها، وبينما ابنته الوحيدة تبقى ب"بجامتها" بعد أن فقدت الأمل في إيجاد "بلوزتها" التي خبأتها والدتها!! يدخل الأب ويشع وجهه نوراً عند رؤية ابنته الوحيدة ويحتضنها بحنان ويعطيها لوحاً من الشوكولاته الذي تحبه، وكأنها طفلة صغيرة حتى وإن بلغت (26) عاماً. بينما الأم تنسى أن عاطفته الفطرية قادته لاحتضان ابنته والترحيب بها قبل زوجته، فتظل قالبة "بوزها" طوال الوقت لإحساسها بأن زوجها أهانها بتجاهله في بداية اللقاء، على الرغم من أنه عاد ليرحب بها بحرارة، ولكن هذا لن يغفر له بعين زوجته التي لا تسمح لأي أنثى بالاقتراب منه حتى لو كانت ابنته. قد يكون من الغرابة أن تشعر الأم بالغيرة نحو ابنتها وترى فيها منافساً جديداً تشاركها الحب الموجه من زوجها، إلاّ أن الأمر يبدو واقعياً حين ترى الأب يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته، فقد سرقت الابنة أنظار أبيها عن أمها وحظيت بحبه وعاطفته، فهو الذي يسأل عنها باستمرار ويداعبها ويكاد لا يرى في الأسرة أحداً غيرها، بعد أن كانت الزوجة هي التي تحظى بهذه المساحة من الحب والاهتمام دون منافس، فتشعر بأن ابنتها هي السبب في برود علاقتها الزوجية، الأمر الذي يشعرها بالغيرة والحسد أحياناً تجاه ما تحظى به ابنتها من محبة بدأت تحرم منها. وكلما مر العمر بالمرأة، وقارنت نفسها بابنتها الآخذة في النضوج، أحست بجمالها الذي بدأ بالتراجع، الأمر الذي قد يشعرها بالغيرة نحو ما تتمتع به ابنتها من حيوية وجمال، على الرغم من محبتها لها وعاطفة الأمومة نحوها، وهذا يفسر ما تفعله بعض الأمهات من تقليد بناتهن في أمور كثيرة، كاللباس وطريقة الكلام والسلوك، كمحاولة للتصابي والظهور بمرحلة عمرية تحاكي المرحلة التي تمر بها ابنتها. عقلك سيد الموقف نصائح مهمة للأم: * متعي عينيك بمتابعة تطورات مراهقة ابنتكِ، وأشعريها بحبك وحنانك عليها قبل أن تمارسي سلطة أمومتك. * اجعلي عقلك سيد الموقف أمام كل ما تقوله وتفعله ابنتك المراهقة، وهنا يستحيل الإحساس بالغيرة منها. * قسوة معاملة أمك لك وأنت صغيرة لا يبرر أي شعور سلبي تجاه ابنتك، فتخلصي من هذه الفكرة. * كوني قدوة لها، واكسبي صداقتها، ولا تعامليها بندية. * دربي نفسك على ابتكار علاقة متوازنة بينكما؛ فلا قسوة مفرطة، ولا متابعة دقيقة لكل ما تقول وتفعل، ولا لين وطيبة زائدة تصل إلى حد الضعف. * احذري فكرة أن جمالك يتراجع أمام ما تتمتع به ابنتك من جمال وحيوية ومعرفة. * اتبعي معها منهج المصارحة والمكاشفة، فتعطيك أسرارها وتحكي لك عن مشاكلها. * غيرتك قد تسبب لها الاكتئاب، وأمراضاً نفسية جسمية، مثل الربو، أمراض جلدية، توتر مستمر، وربما بحثت عن أم بديلة. * لا تجهدي مشاعرك في الجري وراء مستحدثات الموضة، ولا تطلبي من ابنتك المزيد، فملابسك وما ترتدينه أمر يخصك وحدك. #هشتقة