أقام السفير أحمد قطان سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة حفل استقبال للأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية، وقد دعي لهذا الحفل الكثير من المثقفين والسياسيين والعاملين في مجال السياحة في مصر وكذلك شخصيات عربية أخرى. وكانت المرة الأولى التي أقابل فيها الأمير سلطان؛ وفي البداية طلب المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي من الأمير سلطان بن سلمان أن يقص علينا قصة دخوله عالم الفضاء لكي يسجَل في التاريخ كأول شاب عربي مسلم استطاع أن يخوض هذه التجربة المثيرة، وذلك على متن مكوك الفضاء ديسكفري في مهمته رقم 51 جي. وسمعنا القصة بكل تواضع وأيضا بتفاصيلها المثيرة من نوعية ملابس رواد الفضاء في عام 1985 التي ارتداها والمأكولات التي كان مصرحا بها. ومما ذكره الأمير سلطان: «إن تجربة الخروج إلى الفضاء لا يمكن أن تنسى وإن أجمل شيء هو العودة إلى الوطن.. وكان بداخلي إحساس بالمغامرة والفخر، وعند وصولي إلى مطار الطائف وجدت الملك فهد رحمة الله عليه ينتظر لتكريمي، وقد كانت هذه أسعد اللحظات التي مرت في حياتي وأنا لن أنسى هذه المحطة الهامة». ومن أسرار الفضاء الرحب والعمل في سلاح الطيران السعودي إلى أسرار الأرض وكشف آثارها؛ حيث استطاع الأمير سلطان بن سلمان أن يخرج آثار المملكة إلى النور لكي تطوف العالم كله وتحكي تاريخ السعودية على مر العصور، وذلك من خلال معارض طافت الكثير من المدن الأميركية ومتحف اللور بباريس. وبلا شك فإن عائد هذه المعارض ليس ثقافيا فقط، بل سياسي وسياحي وإعلامي أيضا. هناك الآن برنامج طموح لآثار السعودية من ناحية الترميم والحفائر، والتعريف بهذه المواقع المهمة في العالم كله.. وقد نجحت المملكة بالفعل في تسجيل مواقع أثرية على قائمة التراث العالمي أهمها مدائن صالح. ومما لا يعرفه الكثيرون أن الفراعنة زاروا أراضي المملكة العربية السعودية وتركت البعثة التجارية للملك رمسيس الثالث نصا تذكاريا يؤرخ لهذه الزيارة المثيرة على صخور واحة تيماء. وخلال الحفل دار الحديث مع الأمير سلطان بن سلمان حول الخطط المستقبلية لحماية المواقع الأثرية وتطبيق ما يطلق عليه اسم «إدارة المواقع الأثرية» من عمل حفائر وبرنامج ترميمي متكامل إلى جانب برنامج تعليمي لتخريج الأثري والمرمم السعودي القادر على الحفاظ على تراثه. كذلك خطط إنشاء مراكز زوار بالمواقع السياحية؛ مزودة بالتكنولوجيا الحديثة لتقديم الموقع للزائر وتعريفة بتاريخه وأهميته. تلقيت في الماضي أكثر من دعوة لزيارة آثار المملكة سواء التي ترجع إلى ما قبل الإسلام أو العصر الإسلامي، وللأسف الشديد لم يقدر لي في الماضي تلبية هذه الدعوات! لعلها لعنة الفراعنة التي حالت دون تحقيق هذه الزيارة؛ حيث كانت هموم الآثار المصرية والعدد الضخم من المشاريع التي بدأتها في مصر بمجرد أن توليت مسؤولية الآثار في بداية 2002 وحتى 2011 تحول دون الابتعاد عن مصر حتى ولو لبضعة أيام. وأنا الآن أحاول تعويض ما فاتني. وقريبا إن شاء الله تعالى سأقوم بجولة في المملكة للتعرف عن قرب على تراثها الأثري.