×
محافظة الجوف

وفاة مواطن خمسيني في ظروف غامضة بالقريات

صورة الخبر

«يا رب يا كريم.. ما لنا بعدك إلا ملوكنا».. قالتها بوجع وألم، أم سلامة وهي تشكو حالها لله، تطلب من رب السماء أن يسخر لابنها من يعتق رقبته، ويدفع لولي الدم سبعة ملايين ريال، لا تملك الأم الضعيفة المسكينة منها ريالا، فهي بالكاد تواجه الحياة بما يجود به أهل الخير، وليس لها سند في الدنيا سوى الصبر، والأمل في غد قد يحمل لها البشرى، ويُخرِج ابنها من بين القضبان، بعد أن قضى خلفها عشر سنوات، جزاء ارتكابه جريمة قتل، ندم على فعلها وتاب. كل ما تتمناه الأرملة أم سلامة، التي تجاوزت عقدها السابع ببضع سنين، أن ترى ابنها المسجون حرا طليقا، يساعدها ويأخذ بيدها، ويكمل معها ما تبقى لها من خريف العمر، أو يحملها إلى القبر، مطمئنة على حاله، فلم يعد لها عائل سواه بعد أن فقد ابنها الآخر بصره، وقست عليها الأيام. في حي العصابين بمحافظة حقل (شمال المملكة)، لن تجد صعوبة في الوصول إليها، فحالها يعلم به القاصي والداني، وكل من يمر عليها يوميا، يقف عاجزا عن فعل شيء، فالناس في حيها  ولضيق ذات اليد يعجزون عن مساعدتها، ومهما جمعوا من هنا وهناك، فلن يستطيعوا تأمين هذا المبلغ الكبير المطلوب لتنازل أهل القتيل، ولو قضى كل أبناء الحي سنوات لـ«تحويشه»، فلن يتمكنوا من توفيره، إلا إذا عثروا على كنز,وفزع لنجدة أم سلامة، رجل ذو قلب رحيم، يحس ويشعر بآلام البؤساء والضعفاء، يمتزج دمه بملح تلك الأرض وطينها، ولذا استغاثت أم سلامة بـ«الوئام» جسرا تعبر به إلى قلب الملك الإنسان، ونافذة تمد من خلالها يدها لتصافح يده السخية، فتجف دموعها، وتنتهي همومها، ويرتاح قلبها، الذي يرتجف خوفا، كلما غربت الشمس، معلنة قرب تنفيذ شرع الله. شهور معدودات، وتقترب ساعة القصاص، ومع كل يوم يمر، تتسع مساحة الوجع في القلب العليل، ولا تسمع صدى الصوت الحزين، سوى طيور شاردة تحطّ من حين لآخر في عشة مكشوفة بالخلاء، تشارك الأسرة المعدمة بقايا طعام يعلم الله، وحده، كيف حصلت عليه أم سلامة، المسكونة بأمراض كثيرة، تتحملها جميعا، ساجدة، حامدة، شاكرة، صابرة على الابتلاء. زرناها، فلم نستطع الصمود.. دقائق معدودة، وانهارت أعصابنا، وخارت قوانا، ولم نستطع رؤية المشهد؛ بقايا أخشاب وكرتون، وعلب صفيح، متناثرة هنا وهناك، وغطاء متهالك لا يقيها برد الشتاء، لا سقف، لا حائط، ولا جدران. استقبلتنا أم سلامة بتجاعيد سنوات من العذاب غطّت جبين رأس مشغولٍ ليل نهار بابنها سلامة،وكمد إصابة الآخر بالعمى رفعت كلتا يديها إلى السماء، وقالت بعد أن خانتها دمعة حزينة كادت تحرق ثوبها الأسود: «يا رب يا كريم، ما لنا غير ملوكنا وأهل الله والخير، هذا محلنا، هذا سكنا، سنين وحنا ندور، وما حيلتنا شيء، سبعة ملايين مطلوبة لإنقاذ ولدنا، يا رب كريم، ما لنا بعدك سوى الملك عبد الله (أبو متعب) وأخيه سلمان، وآل سعود، أكرمْنا بكرمك، وفرّج كربنا، حنا ناس فقراء، قليلو الحيلة، يا رب أنت العالم بنا، أعتق رقبة ولدي، وامنحني الصحة حتى تراه عيناي حرا قبل الممات». ومثلما سقطت دموعنا على حالها، انهارت أم سلامة، بكاء وحزنا على عيشتها وابتلائها في ولدها، مودِّعة عدسة «الوئام» بأمل كبير في الله، ثم في المليك الإنسان، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، والمحسنين فوق تراب وطن الخير، ومن يشاهدون عيشتها ومسكنها، ويحسون بظروفها، ومعاناتها التي تنوء بحملها الجبال. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «فيديو مؤلم» لمُسنّة تسكن العَراء وتُناشد خادم الحرمين بإعتاق رقبة ابنها