×
محافظة المنطقة الشرقية

ريجي: سيطرنا ولم نسجل .. ومونتغري: خطفنا نقطة

صورة الخبر

0 عُذراً وهل ينفع العُذر إذ كفرنا بقُدسيّتِك وآمنّا بالعُجمَةِ طاغوتاً يَسحقُ الهّويّةَ ولم يزدنا إذ ظلمْنَا أنفسَنا إلا خساراً في ظلِّ رقٍّ أعملَ العصا في قفا الانتماءِ فألفينَا أنفسنا عالةً نستَجِدي القوتَ لسدّ جوعتِنا ونتوسّل الأسمالَ الباليةَ ابتغاءَ أن نسترَ سوأتنَا وأنبْنَا الآخرَ في ذُلٍّ أن يَصنع فينا اسماً فعلاً حرفاً ما عُدنا نحفِلُ بالقرآنِ لُغةً فأطفأنَا بالصّدِ عن الذّكرِ نورَ بلاغتِه ورضينا بـ: جورجٍ أستاذاً حفّظنا ألفيتَه طُرّاً إذ نحنُ مَن قتلنا سَفَهاً فينا ابنَ مالكٍ وسجّنّا: ابنَ هشامٍ وأعادنا:سيبويهٍ من حيثُ أتى ووهبنَا برلينَ (الكتابَ) في مُتحفٍ رجاءَ أن يُذكّرنا بأنّه قد كانت لنا لغةٌ هي أعظم اللغات لساناً وبياناً. لا عزاء لأمةٍ تدفعُ برأسِ تاجِ لُغتها دفعاً مُزرياً إلى الأرفف المغبرة حيثُ الجُدُرُ الصمّاءُ في أقبيةِ متاحفِ الأعاجم.! 1 أعرفُ حجمَ سُخْطكِ منذُ اللحظة التي أضجعناكِ فيها على شقّكِ الأيسر وذبحناكِ على مرأىً من الملأ - من الوريد إلى الوريد - وفُدِينا بذبحٍ هزيلٍ تجرّعنا على إثرِه لساناً سوقيّاً يتقاطرُ سُمّاً زُعافاً من كلامٍ هجينٍ في مبانيه والمعاني هي الأُخرى تُنذِرُ بأنّنا لم نعُدْ نُفلِح أن نحيَا إلا كما يشاءُ لنا الآخرون حياةً تزهقُ فيها روحُكِ بأيدي بَنيك العَقَقة! فأيّ حياةٍ تُرتَجى تلك التي يكونُ: الكائنُ فيها ميّتاً بين أحياءٍ لا يرقبون فيه إلاًّ ولا ذِمّة..؟! لا ريبَ أنّكِ أنتِ: الإمكانيُّ الوحيدُ لكينونتِنَا الخالصةِ من شرِك التّفرنج.. وأنتِ البُعدُ الاختزاليّ الذي يتضمّنُ مبدأ: الهُويّة والمتمثّلُ هو الآخرُ في الإجراء التّصنيفي الذي بمقتضاه يُمكنُنا دخول نادي الأمم الفاعلة وإن رغِمت أنوفُ الزّبانية.. كلاّ يا لغتي- لن نُطيعهم فسنسجدُ ونقتَرِب. 2 أنتِ الصّيرورةَ لهذا العالم المكتظِّ ببشرٍ لا تتحَقّق رؤيتُهم إلا حينَ يتكلّمون على النحوِ الذي يجعل من أيّ لغةٍ هي الصّفة الأصلية للـ: إنسان الذي وكّد وجوده بصيرورةٍ هي:(الوجود عينه) ومن هنا كانَ من أجل آيات الله الكونيةِ: اختلاف ألسنتكم في عالمٍ لا يقينيّ إذ هو دائب التحوّل سُنّته التّغيّر يدفعُ باتجاه الفوضى ما لم تَحكم مساراتِ ركضِه لغةٌ ينفعلُ بها الإنسانُ لتتحوّل ببيانِه (إرادةَ قوّةٍ) شأنها أن تُعيدَ إنتاجَ حضورِ الإنسان حيثُ المكانةُ التي يضع نفسه من لغتهِ ارتباطاً أو انفكاكاً رغبةً أو زُهداً ذلك أنّنا في عالمٍ لا يكترِث بِمَن لا يأبه لـ: لُغتِه وما من أمةٍ لا تُخفقُ بما أُوتيت من كلّ نبضٍ احتفاءً بـ: لغتِها فهي تُعلنُ فشلِها إذ ذاك وضِمناً عن صناعةِ: إرادة القوّة وبهذا المعنى تصبح اللغةُ الواقعَ الذي من خلاله يمكن قراءة المستقبلِ لأيّ أمة شريطةَ أن تتجدّد في علمائها أجهزةُ الفهم وأدوات التفكير. من هنا أستطيع القول: إن الإنسانَ لا يُعدّ موجوداً حقاً في نظامٍ (عالميٍّ إنسانيٍّ) ما لم يكن حفيّاً بـ: لغته. 3 خذلناكِ يومَ أنِ استبدلنا الذي هو أدنى بالذي خير وبَعناكِ بثمنٍ بخسٍ ثناءاتٍ معدودةٍ واشترينا بحُمقِنا: الرطانةَ لعلّنا أن نصنع بواسطةِ مفرداتِها لنا ذكراً في العالمين فما زادنا هذا الصنيعُ الأرعنُ إلا خنوساً أذهبنا به ملامح إشراقِنا فأنكرنا بالتالي: أنفسنا مِن قبل أن يستهجِننَا الآخرون أولئك الذي ما فتئوا نعتاً لنا بـ: اللئام يطردوننا في العشيّة والإبكار عن: موائدهم شرّ طِردةٍ وذلك بما كسبتهُ ألسنَتُنا يومَ أن أضعنا: لسانَنا وأزرينا أنفسَنا بأنفسِنَا إذ لم نع أنّ لغةَ كلّ أمةٍ هي خاصة بها وبسببٍ من حميميّة الالتصاقِ بها يسعُها حينئذ أن تفتح بوجوهِ أبنائها:( إمكانيّة وجوديّةً) من شأنِها أن تُقيمِهُم بقاماتٍ منتصبةٍ أمامَ عتوّ كلّ من تجبّر فأمعن ازدراءً بهم ذلك أنّ العالم لا يُمكن أن يُصنع إلا بواسطة الكلمات التي تنبعثُ من: لسانك أنتَ لا ما تستعيره من: ألسنة الآخرين!! وبالضرورة المعرفية فإنّ اللغة َ تتكوّن في ميدان ممارستِها أيّ عبرَ تحقّقها الفعلي وجوداً واستعمالاً وكلما كان الاستعمال مكثّفاً منحَ المستعمِلَ حضوراً تتولّد عنه علاقةُ المعنى بالمبنى فعلاً ناجزاً لا محض قول يُلّفظ دعوىً لا بيّنةَ عليه! لا مشاحةَ عطفاً على ما مضى بأنّ سؤال العجز الذي نتلبّسُه هوانا - بين سائر الأمم - نحنُ الذين قد ارتضيناه لنا مسلكاً إذ هانت علينا: لُغتُنا في حين أنّ أجوبة القّدرةِ كامنةٌ في: لغةٍ قد أجرمنَا في حقّها حدّاً بتّ معه أشكّ في أن نكون على الحقيقة نحن أهل: (لغةِ القرآن).! 4 أيُما لغةٍ هي عُرضةٌ للغَوايةِ فيما تبقى: العربية في منأىً عن ذلك حيث ُ القرآنُ أرشدها فلن تضلّ ولو شقي أبناؤها بسببٍ من ظُلمهم إياها. نقلا عن مكة