×
محافظة المنطقة الشرقية

السديس يستنكر الحادث الإجرامي والهجوم الدموي الذي شهدته مدرسة في باكستان

صورة الخبر

كيف يستجيب الأفراد عندما يوضعون فى بيئة تشبه السجن؟ تخيل لو طلبنا من مجموعة من الأفراد صحتهم النفسية والجسدية طيبة ويعلمون أنهم سيذهبون لبيئة شبيهة ببيئة السجن وسيحرمون من بعض حقوقهم المدنية، هل هؤلا الأفراد ستتغير سلوكياتهم أم يحتفظون بطيبتهم؟ هذا ما فكر فيه العالم النفسي زيمباردوا (Zimbardo) حيث أنشأ بيئة مشابهة للسجن فى بهو جامعة ستانفورد الأمريكية الشهيرة كانت منطقة السجن عبارة عن زنزانة مساحتها 6 فى 9 أقدام، كل زنزانة فيها ثلاثة مساجين والغرف المقابلة للزنزانات فيها الحرس وغرفة صغيرة جداً خصصت للحبس الانفرادي وغرفة صغيرة خصصت كفسحة للمساجين. وأختار 24 طالباً من طلبة البكالوريوس ليقوم بعضهم بدور المساجين والبعض بدور حراس السجن والعينة المختارة ليس لديها سجل إجرامي سابق. ولقد وافق الطلبة المتطوعون على الاشتراك في التجربة وعلى المكوث فيها لمدة أسبوع لأسبوعين مقابل 15 دولاراً لليوم ورغم أن التجربة كان المفروض أن تستمر لمدة أسبوعين. ولكن الباحث اضطر لإنهائها بعد ستة أيام نتيجة لما حصل للطلبة الخاضعين للتجربة حيث أصبح الحراس مسيئين جداً جداً والطلبة أبدوا أعراضاً قوية للقلق والضغط النفسي. قلة من الطلبة استطاعوا التحكم فى أخلاقياتهم وعدم الصراخ ورفع الصوت على السلطة. نتائج التجربة توضح الأثر القوى للبيئة فى سلوك الإنسان وحيث إن الحراس وضعوا فى موقف القوة والسلطة تصرفوا بطريقة سيئة لا يتصرفون بها عادة فى حياتهم اليومية أو في مواقف أخرى والمساجين الذين وضعوا فى موقف لا يستطيعون التحكم فيه وحيث لا حول لهم ولا قوة أصبحوا مسالمين ومستسلمين ولديهم أعراض اكتئابية. بقي أن أذكر أن تجربة ستانفورد وبالرغم من أهمية نتائجها وما تشير إليه من دلالات نفسية إلا انها انتقدت بشدة لافتقارها للجانب الأخلاقي. اليوم لا يمكن إعادة التجربة لأنها لا تلتزم بالقوانين الأخلاقية التي تحددها رابطة علماء النفس الأمريكية من حيث تعرض العينة لظروف قاسية قد تضر بهم على المدى البعيد. والبعض انتقد التجربة لعدم كفاية عدد العينة واقتصارها فقط على الذكور من البيض ومن الطبقة المتوسطة ورغم نواحي القصور فى التجربة. ولكن مما شك فيه فإن للبيئة أثراً كبيراً على السلوك وإذا كان هذا حال من اتسم بسلوك حسن قبل وضعه فى بيئة شبيهة بالسجن؟ وتغير سلوكه وأصبح سيئاً فما بالكم بمن يسجن وسجله حافل بالمشاكل؟ هل سيزيده السجن سوءًا أم لا؟ وفى النهاية لن تمر هذه التجربة دون أن تستغل فى تبرير سلوك الإساءة الذي قام به حراس سجن أبوغريب فى العراق. فالبعض فى أمريكا يرى أن تجربة زيبمباردوا تجسد الواقع، وخير مثال ما حصل فى هذا السجن من إساءة للمساجين. لمراسلة الكاتب: hatallah@alriyadh.net