سيدني - رويترز: بعد ساعات من مقتل المسلح الذي احتجز الرهائن واثنين منهم في مقهى بمدينة سيدني الأسترالية في واقعة أثارت مشاعر مناهضة للمسلمين في المدينة أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي حملة للتضامن مع مسلمي أستراليا. ومع انتشار هاشتاج على موقع تويتر يحمل عبارة «سأكون معك» أو أبدى بعض المتجهين إلى المدينة للعمل أمس الثلاثاء تضامنهم مع المسلمين الذين قد يشعرون بالقلق من حدوث رد فعل سلبي في أعقاب مأساة الرهائن. وانتشر الهاشتاج في أنحاء العالم وورد في أكثر من 300 ألف تغريدة. وأضفى الممثل راسل كرو الذي نشأ في سيدني بريق نجومتيه على الحملة. ويعيش في سيدني نحو نصف مسلمي أستراليا الذين يقدر عددهم بنحو 500 ألف ويأتي كثيرون إلى المدينة من ضواحيها الغربية للعمل بها. وفي قطار متجه إلى الحي التجاري في وسط المدينة علقت شابة لافتة صغيرة عليها الهاشتاج في حقيبة يدها. وقالت الفتاة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها «أردت أن أفعل شيئا.. وهذا يبدو شيئا سهلا وذا قيمة.» ورغم تأكيد الشرطة على أن اللاجئ الإيراني مان هارون مؤنس الذي احتجز الرهائن على مدى 16 ساعة كان يعمل منفرداً وأنه يعاني اضطراباً شديداً إلا أن إجباره الرهائن على رفع علم داعش أثار على الفور ضجة في بعض الدوائر. وصاح رجل يقف قرب المقهى أثناء احتجاز الرهائن بعبارات معادية للمسلمين واقتادته الشرطة بعيداً وقال زعماء الطائفة المسلمة إن عدداً من المحجبات تعرضن للبصق. وقال سمير دندن المتحدث باسم مجلس الأئمة الوطني الأسترالي «ما زلنا نتلقى تقارير عن حوادث وقعت اليوم. لكننا متفائلون بشدة بهذه الحملة. إنها تظهر تأييد المواطنين الأستراليين ومدى سعة صدرهم.» وصدمت واقعة احتجاز الرهائن مواطني استراليا وأفسدت عليهم أسبوعاً مشمساً كان يفترض أن يكون هادئاً قبل عطلة عيد الميلاد. وقال رئيس الوزراء توني أبوت للصحفيين «اعتاد الأستراليون التوقف في مقهى لتناول القهوة في الصباح. وإنه لشيء مأساوي لا يمكن وصفه بالكلمات أن يحاصر أناس ماضون في شؤونهم اليومية في مثل هذا الحادث المروع.» وقال إن التحقيق في دوافع المسلح سيستغرق وقتا. وبدأ الهاشتاج ينتشر على تويتر قبل فترة الذروة في المواصلات العامة أمس الاثنين وفجره موقع على فيسبوك لامرأة من سيدني تدعى راشيل جيكوبز حكت أنها صادفت مسلمة خلعت حجابها وقالت «ركضت خلفها في محطة القطار وقلت لها ضعيه (الحجاب) مرة أخرى.. سأسير معك» وبعد هذا استخدم عدد من سكان سيدني موقع تويتر لتقديم تفاصيل عن خط سيرهم بالحافلة أو القطار للعودة إلى المنزل عارضين الركوب مع أي شخص يشعر بعدم الارتياح مستخدمين هاشتاق «سأسير معك» أو. وقالت جيكوبز أمس الثلاثاء إنها سعيدة بالحملة التي بدأتها دون قصد وقالت «لفتتي كانت بسيطة بسبب الحزن الذي يمكن أن يشعر به شخص ما لأنه ليس موضع ترحيب بسبب معتقداته».