×
محافظة المنطقة الشرقية

مجموعة محدودة من المحافظين المتشددين وراء الأزمة الأميركية

صورة الخبر

سيل كبير من الاتهامات، كان على طاولة الحوار مع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا المهندس محمد رياض الشقفة، بعضها يتحدث عن هيمنة الإخوان، وآخر يتحدث عن تفكيرهم الإقصائي والانفراد.. إلا أن الشقفة تفهم هذه الاتهامات، ليقابلها بالرد التوضيحي، فيما بني الحوار على أساس «محاكمة الفكر الإخواني». حاورت «عكاظ» المراقب العام لإخوان سوريا الأستاذ محمد رياض الشقفة، وهو يدرك أن هذا الزمن ليس زمن الانفراد بالرأي أو حتى السلطة بعد تجارب عربية محيطة، لذا كان يكرر في كل جملة «إن إخوان سوريا مع ما يجمع عليه السوريون ومع وحدة موقفهم». الشقفة، نفى أن يكون هناك مشروع خاص للإخوان يتجانس وطبيعة المجتمع السوري، رافضا ما يشاع عن دور الإخوان في أسلمة الثورة السورية. ودافع عن الإخوان، بأن ليس لديهم أي تحفظات على التعاون مع شخصيات علوية نافذة في الحكم، على ألا تكون أياديها ملوثة بدماء السوريين، مشددا على أنهم سيمنعون أي اقتتال طائفي في المرحلة المقبلة.. فإلى تفاصيل الحوار: • بداية.. هل لك أن توضح لنا ما هي العلاقة بين الإخوان في العالم العربي، وخصوصا بينكم وبين إخوان مصر؟ ليس بيننا وبين الإخوان في مصر خلاف، إلا أن كل تنظيم قطري مستقل في الممارسات السياسية في قطره، ولا يتدخل في شؤون الأقطار الأخرى، وفي اللقاءات التي تضم ممثلي الأقطار، يعرض كل قطر تجربته لتبادل الخبرات والنصائح فقط.. وهي استعراض للتجارب وليست ملزمة للإخوان في أية دولة أخرى. • ولكن لنكن أكثر وضوحاً.. نقل عن نائب رئيس الائتلاف فاروق طيفور، وهو شخصية إخوانية بارزة، قوله في أكثر من لقاء دولي «إن إخوان سوريا ليسوا كإخوان مصر».. ماذا يعني ذلك؟ نحن الإخوان متهمون بأننا تنظيم عالمي.. وهذا صحيح، لكن ما يجب توضيحه أن التنظيم العالمي هو تنظيم تشاوري وليس تنظيما عضويا، أي أن مكتب الإرشاد العالمي لا يفرض آراءه على التنظيمات القطرية، فالتنظيم القطري أدرى بشؤون بلده وهو الذي يرسم السياسات المتعلقة بقطره، فنحن نقيم الوضع في سوريا ونرسم سياساتنا على أساس الواقع السوري، أما لقاءات التنظيم العالمي فيتم فيها استعراض الأوضاع في الأقطار وتبادل الخبرات والتشاور والتناصح. • إذن.. تختلفون مع إخوان مصر؟ ما من خلاف.. لكن لكل إخوان ظروفهم وبيئتهم السياسية التي يعيشون فيها. • ومتى كان آخر اجتماع تشاوري للإخوان؟ كان قبل عزل الرئيس محمد مرسي. • وماذا عن دوركم في الثورة السورية.. هل تعتقد أن الثورة كانت ضرورية بهذا الثمن الباهظ من الدمار والقتل، إلى جانب مليوني لاجئ وتمزق الدولة جغرافيا واجتماعيا؟ هي ليست ضرورية ولم يسع أحد لقيام ثورة بهذه الطريقة، لكن إجرام النظام وغباء بشار هو الذي دفع إلى كل ذلك، في حين لم يكن الموضوع يكلف سوى قليل من الحرية، فالشعب لم يكن يريد أكثر من ذلك، ولو قام بشار ببعض الإصلاحات اللازمة لرضي الشعب، إلا أنه قام مباشرة بالقتل واستخدم منذ اليوم الأول العنف، فقد بدأت ثورة سلمية، لأن بشار لم يحاسب المسؤولين عن العنف في درعا، ولكن بشار قابل الصدور العارية بالرصاص بوحشية ليس لها مثيل، مما دفع بالشباب إلى حمل السلاح، وبحسب ما رأينا ببداية الثورة وبحسب علاقاتنا مع الناس والناشطين لم تكن هناك نية لحمل السلاح، لكن سلوك النظام أجبر الشباب على الدفاع عن أنفسهم، وكان بشار الأسد أبرز المشاركين في رفع وتيرة الثورة بسلوكه الأرعن.. وهو المسؤول عن تدمير سوريا وليس الثوار المدافعون عن أنفسهم. • ولكن الإخوان متهمون بأنهم هم من قاموا أو ساهموا بأسلمة الثورة؟ لكن في المقابل البعض يتهمنا بالتأخر عن الالتحاق بالثورة.. على أية حال هذا الكلام لا أصل له، فبالأساس الثورة قامت عفوية، وانتقلت إلى العمل المسلح بسبب إجرام النظام، ولم يكن هناك أي توجيه، على العكس، فنحن متهمون بالتأخير ولم نستخدم اسمنا في مسار الثورة، وتواصلنا مع الجميع وبكل الأطياف، وتعاونا مع الجميع وكنا حريصين على سلمية الثورة ووطنيتها. أما فيما يتعلق بأسلمة الثورة فإن ذلك يعود إلى طبيعة الشعب المتدينة، وكلما زاد القهر يعود الفرد إلى حاضنته الفكرية الأساسية، ولم يكن لنا دور في ذلك سوى أننا من طينة هذا الشعب، ومن يتحدث عن دورنا في الأسلمة فليأتِ ببرهان ملموس عن ذلك. • ماعلاقتكم بالجماعات التكفيرية.. وما هو موقفكم الرسمي منها؟ موقفنا من الجميع هو الحوار، وبالنسبة للنصرة وما يسمى بدولة الشام والعراق الإسلامية، لم نتواصل معهم حتى الآن ونحن بالأصل ضد التطرف، ومع الإسلام الوسطي المعتدل ونتعامل مع الجميع بمرونة وتسامح، كما أن التطرف ليس من صلب الإسلام، وهو نزعات فكرية وفهم خاطئ للإسلام. رسالتنا إلى الجميع أن لا يحصل صدام في سوريا بين فصيل وفصيل آخر، والحوار هو الأداة الوحيدة التي تجنب الصراعات. • هل أنتم مستعدون للتعامل معهم أو لحمل السلاح ضدهم؟ نحن لا نؤمن بحمل السلاح ضد أحد إلا دفاعا عن النفس.. ومستعدون للحوار والتعامل مع الجميع، ونحن على يقين بأنه لا مصلحة للثوار في أي صراع بينهم وأن ذلك يصب في صالح النظام. • ولكنكم تسيطرون على الكتل السياسية في المعارضة، ورفضوا توسعة الائتلاف حتى لا تذوب سلطتهم؟ لم يكن الإخوان ضد التوسعة في الائتلاف أبدا.. لكننا كنا نرفض الإملاءات الغربية، هذا كل ما في الأمر، وفي النهاية باركنا التوسعة، وأصبح الائتلاف أكثر تمثيلا للشعب السوري بوجود 114 عضوا في الائتلاف. أما بالنسبة للهمينة على الائتلاف فنحن كإخوان مسلمين لا نتجاوز الـ 10 في المائة. • هل صحيح أنكم تحفظتم على توسعة الائتلاف؟ هذا ليس صحيحا بالمطلق، على العكس تماما.. نحن مع كل ما من شأنه أن يقوي المعارضة السورية في الداخل والخارج، ونحرص على أن يمثل الائتلاف كافة أبناء الشعب السوري، لأن هذا سيكون له انعكاس على الاستقرار المستقبلي لسوريا. • إذن.. لماذا هذا الانتقاد الواسع ضد وجودكم في الائتلاف؟ نحن مشكلتنا في المعارضة السورية أننا منظمون.. فهم (مناهضو الإخوان في المعارضة) يقولون إن التنظيم الوحيد في سوريا هم الإخوان، وأنهم يخططون لمستقبل الحكم. وأقول هذه ترهات لا قيمة لها، فبعد انتصار الثورة السورية سيكون الأمر للشعب عبر صناديق الاقتراع.. ونحن ليس لدينا نية سيطرة ودائما نحاور الآخرين، فإذا اقتنعوا بنا وبأفكارنا كان بها.. وربما هم يكونون الأكثر أقناعا، والقاعدة الأساسية لدينا في التفكير هي الوسطية، وهو الأسلوب الأفضل في الحالة السورية. • ما هو تأثيركم في الثورة؟ وماذا لديكم من نقاط قوة؟ نحن خارج بلدنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم يكن لدينا تنظيم في الداخل، ومع قيام الثورة بدأ بعض الأخوان يعودون إلى سوريا ويساهمون في الثورة مع الشعب. وليس لدينا تأثير كبير في الثورة لحد الآن كما يصوره بعضهم، ونقاط قوتنا هي فكرنا الوسطي وثقة الناس بنا. • لكن الآن لديكم كتائب تقاتل تحت إمرة الإخوان.؟ هذا ليس دقيقا، هناك كتائب تعلن أنها على صلة وعلاقة مع الإخوان لكنها ليست كتائب إخوانية، مثل كتائب دروع الثورة، فهي قريبة جدا من الإخوان، بفكرها وثقتها بنا. • أنتم متهمون بأنكم تأخرتم في العمل بالثورة لتطلعكم إلى صفقة مع النظام لتولي وزارات حكومية مع الأسد.. حتى أن الشيخ عبدالرحمن كوكي توسط بينكم وبين النظام في بداية الثورة؟ هذا اتهام لا أصل له أبدا.. فلا نحن عرضنا صفقة على النظام ولا هو اقترب منا.. بل على العكس الإخوان عند النظام خط أحمر، وهي محاولات لتشويه صورة الإخوان. وخصوصا أننا في تحالفات مع قوى سياسية، نحن كنا تنظيما سريا عندما كنا تحت القهر، أما الآن فنحن نعمل بالعلن. • ما هو مشروعكم في سوريا المستقبل لو تسلمتم السلطة؟ لو حدثت انتخابات نزيهة وبأجواء من الحرية ونجح الإخوان بأغلبية، لن ننفرد بحكم ولن نقصي أحدا من العملية السياسية، سندعو الجميع للتعاون في حكم سوريا،.. ومشروعنا سيكون بالتوافق مع كل التيارات السورية الوطنية. • ما هي أكبر معاناة للإخوان مع بقية القوى السورية؟ أكبر مشكلة يواجهها الإخوان هو الحكم المسبق، فكثيرون لا يعرفون الإخوان من خلال التعامل معهم، وإنما من خلال الأحكام المسبقة. • ما هو موقفكم من المرشح لرئاسة الحكومة أحمد طعمة؟ نحن ندعمه ونؤيد ترشيحه، فلم نسمع عنه أي شيء يسيء إلى فكرة ترشحه، فهو رجل توافقي وهو رجل يتمتع بسمعة أخلاقية وسياسية جيدتين. • المشكلة الكردية تظهر وتخفت، لكنها في كل مرة تهدد وحدة سوريا.. ماذا فعلتم من أجل هذه الإشكالية؟ أنا شخصيا التقيت بقسم كبير من القيادات السياسية الكردية، وقلت لهم إن كل حقوقكم محفوظة وشرعية، لكن ضمن الوطن السوري الواحد ووافقت معظم القوى الكردية على هذا الأمر.. بعدها تلقيت دعوة من زعيم إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وشرحت له وجهة نظرنا في القضية الكردية فأبدى ارتياحه وتفهمه لموقفنا، ودخولهم الأخير إلى الائتلاف جاء بناء على هذه التوافقات. • كيف ترى الدعم السعودي للشعب السوري؟ المملكة من أكثر الدول المساندة للثورة السورية، ونحن نقدر هذا الموقف كثيرا.. والمملكة بحكم وزنها الإقليمي والدولي والإسلامي قادرة على صياغة موقف دولي موحد من النظام السوري.. ودعني أقول إننا كإخوان نرى في المملكة: الدولة العربية والإسلامية الأكثر قدرة على قيادة العالم العربي والإسلامي. • هل تؤيدون كإخوان فكرة الجيش الوطني الذي طرحه رئيس الائتلاف؟ أعتقد أن طرح الجيش الوطني فكرة مستعجلة على الحالة السورية، فالفكرة طرحت قبل أن تتم دراستها بشكل معمق من قبل العسكريين والخبراء، ونحن كإخوان نقول لا يمكن تأسيس جيش وطني بدون توافق كل القوى السياسية المعارضة، أما من الناحية العملية فالمطلوب إعادة بناء الجيش الوطني على أن يكون عموده الفقري من الثوار الذي قاتلوا النظام. • ماذا لو تقدم إليكم ضباط علويون للعمل معكم؟ ليس لدينا مانع في العمل مع أي ضابط علوي منشق، على ألا تكون يداه ملطختين بدماء السوريين، على العكس أردنا التواصل معهم في عمليات الانشقاق لتخفيف الاستقطاب الطائفي. • وما موقفكم من هيئة الأركان؟ المشكلة في هيئة الأركان، ضعف السيطرة على الألوية المقاتلة تحت لوائها، مثلا في حلب العكيدي قائد المجلس العسكري والثوري، لكن سلطته ليست مطلقة على كل الكتائب التي تقول إنها تحت لواء المجلس العسكري في حلب. وذلك لتنوع مصادر الدعم وتعددها وعدم مركزيتها.. ونحن نتمنى توحيد صندوق الدعم في الخارج وأن يكون كله تحت تصرف قيادة الأركان لتتمكن من القيادة والسيطرة والتحكم، وهذا يصب في صالح الثورة. • ألا تخشى على سوريا من التجربة العراقية في الجيش والأجهزة الأمنية؟ لا أعتقد ذلك، فالتجربة مختلفة، ففي العراق كانت القوى السنية السياسية غير مدركة لأهمية العملية السياسية، ورفضت الدخول في تشكيل جيش بذريعة أن ذلك لا يصح في ظل الاحتلال الأمريكي، ما أتاح الفرصة للشيعة للسيطرة على الأجهزة الأمنية والجيش. • السوريون يقولون: «نحن نحارب في الداخل والإخوان وغيرهم يعيشون في مصايف إسطنبول»؟ من قال لك إننا لسنا موجودين في الداخل.. نحن موجودون في الداخل ونعمل من أجل المستقبل وافتتحنا مكاتب للإخوان في أكثر من مكان. • لماذا لا يكون هذا علنا؟ لا نريد أن نخيف الداخل والخارج، فالحملة ضد الإخوان مازالت مستمرة من أننا نريد الاستيلاء على سوريا.. نعمل بهدوء وصمت ولكن لسنا على حساب أحد وإنما من أجل مصلحة الوطن.. ومكاتبنا ليست واسعة الانتشار، نحن لسنا مستعجلين. • برأيك.. لماذا تأخر الحسم في سوريا؟ هناك العديد من الأسباب لتأخر الحسم في سوريا، كما يبدو أن هناك توجها دوليا لدى الغرب بأن لا يحسم الأمر بسرعة، وأن يحصل المزيد من التدمير للبنية السورية وذلك لإضعاف الدولة، وهذا بالطبع يصب في صالح إسرائيل، حيث يريدون المزيد من التدمير للبنى التحتية السورية، حتى يأتي أي حكم مستقبلا ويكون بحاجة إلى عشرات السنين لإعادة البناء وبذلك ينشغل بالأمور الداخلية، كما أن الدول الكبرى إلى الآن غير مطمئنة لبديل بشار، فهم يريدون بديلا مضمونا يلتزم بسياساتهم وتوجهاتهم. والحقيقة أن القائمين على الثورة وبنظري، هم سوريون وطنيون وهذا يجعل الدول الغربية تقصر بدعم الثورة، وخاصة أن هناك دولا تدعم النظام كإيران وروسيا والصين بالرغم من وجود دول تدعم الثوار لكن بحدود، الآن يوجد قليل من الانفراجات ولكن إلى الآن ممنوع على الثوار امتلاك أسلحة نوعية وليس هناك نية كاملة لدعم الثوار لحسم الثورة. وبالرغم من ذلك مرت فترة والثوار استمروا، وذلك كان بفضل الغنائم، فلولا الغنائم لكانت الثورة قد توقفت، وهناك تقصير من الدول المانحة، وبالرغم من كل ذلك فإن معنويات الثوار مرتفعة.