لا خلاف بأن حركة حماس تأسست على مبادئ مقاومة العدو الصهيوني وتحرير التراب الفلسطيني من الاحتلال، ولا خلاف ايضا بأن حركة حماس قسمت الشارع الفلسطيني الى انتماءات سياسية لا تمت بصلة لقضيته الرئيسية، فبين فعل التأسيس الى فعل الطموح للوصول للسلطة دخل على اجندة الحركة مواد سياسية اقليمية جعلت اولويات حماس ليس مقاومة الاحتلال بل مقاومة الاختلاف السياسي بينها وبين مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك استخدامها كماء طهور تغسل به طهران وجهها الطائفي والعنصري.. طهران التي دعمت حماس باختلافها السياسي ضد مكونها الوطني والقومي عرفت كيف تشغل مقاومة حماس لحسابها. قضية حماس مع الدعم الايراني قضية اخلاقية بالدرجة الاولى، وسياسية ثانيا في خصوماتها مع العرب وخاصة مصر، طهران التي تقتل الشعب السوري في أرضه وتمنعه من الوصول الى غايات كرامته الوطنية، واشعلت الحرب الطائفية في العراق، وتجهيزها للحوثيين ودفعهم لاحتلال صنعاء، هي الدولة الوحيدة التي استحقت شكر حماس في مهرجان احتفالها 27 على تأسيسها، فقد قدم المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام ابوعبيدة شكره لايران على دعمها المالي والعسكري للحركة، وكان قبل ذلك باسبوع زيارة محمد نصر عضو المكتب السياسي للحركة الى طهران في محاولة للاعتذار عن موقف جماعته ضد النظام السوري والوقوف بجانب تركيا.. حماس ضحية ضعفها ولا خلاص لها من الضعف الا بالاستمرار في لعب دور الضحية وهذا ماتريده طهران منها بهذا التوقيت، حركة مقاومة معطلة قوتها العسكرية ولا حياة لها الا بثورة رمزية على محيطها العربي. رسالة حماس في احتفالها 27 قد تكون اعتذارية لطهران وتجديد ولاء الطاعة لها، فهل تخلت حماس عن اخوانيتها بابتعادها عن سياسة أنقرة تجاه سورية؟ ام نحن أمام دور جديد للضحية، فحماس خسرت دورها المقاوم ولم تخسر قضيتها السياسية في مسارات التحالفات في المنطقة، فقربها من انقرة جعلها تكون ضحية تحالفات وخيارات، وكذلك قربها من طهران، فهذا اتجاه جديد لوراثة ألم القضية الفلسطينية، فقد كان الرئيس عرفات يعرف كيف يسوق ألم القضية على كل القصور السياسية العربية فازعج بعض العرب وارضى بعضهم ولكن عرف كيف يجمعهم معا على جرح القضية الفلسطينية، نفس الدور تلعبه اليوم حماس غير ان هذه المرة كان تسويق الم القضية الفلسطينية على العواصم غير العربية "أنقرة وطهران" وهذا تحول جد مهم في تحويل القضية الفلسطينية من البيت العربي الى البيت الاعجمي، ولا يسمح لاي دولة عربية ان تقترب من القضية الفلسطينية سوى حماس، فتل ابيب وانقرة وطهران وحماس هم المسؤولون الفعليون عن القضية الفلسطينية، وبهذا نكون عرفنا رسالة حماس باحتفالها لمن. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net