يقدر الرياضيون بشكل عام والهلاليين على وجه الخصوص النقلة الكبيرة التي أحدثتها في تاريخ الرياضة السعودية عندما تسلمت الكرسي "الازرق" وشهدت عملاً هلالياً خرافياً كان حديث الوسط الرياضي على المستوى العربي الأمر الذي ساهم في زيادة المتابعة للدوري السعودية بتواجد نجوم أجانب كبار ومدرب عالمي ولاعبين محليين على مستوى جيد، وعمل فني مميز، وقبل ذلك تنظيم إداري غير مسبوق حتى أصبحت جماهير الفرق الاخرى ترثي حال فريقها وتتنمى ان تشاهد مثل العمل الهلالي في أنديتها. ولكن للأسف الشديد ان هذه النقلة الكبيرة لم تدم سوى موسم واحد فقط عادت الأمور من بعد إلى سابق عهدها؛ فالاجتهادات كانت سيدة الموقف، والقرارات الفنية تحسم في اللحظات الأخيرة الأمر الذي أوصلت الفريق إلى ما وصل إليه الآن هلال عليل عناصريا وفنياً وإدارياً. نعلم جيداً ان العمل المنظم والمميز في الوقت ذاته يحتاج إلى أموال طائلة جداً وانت من تحمل فاتورة عمل الفترة الذهبية كاملة؛ فالأرقام كانت كبيرة جداً ودعم أعضاء الشرف، ودخل النادي لا يغطي جزءا بسيطا من تلك المبالغ؛ فالحقيقة كانت تقول ان الأمير عبدالرحمن بن مساعد تحمل الفاتورة كاملة، وهنا جاء العمل الخرافي المميز؛ فالدعم كان احادياً، ولم يكن هناك أي تدخلات في عمل الادارة من باب الدعم مقابل التدخل في الشؤون الفنية. نعلم جيداً ان العمل الذي قدمتموه كان ينقصه التخطيط على المدى القصير، والسبب الرئيس هو فصل القطاعات السنية عن إدارة النادي حتى أصبحت تشكيلة الهلال تضم أنصاف اللاعبين ورجيع الأندية الأخرى بعد ان كان علامة فارقة في تقديم النجوم الواعدة. نعلم جيداً انك ابتعدت عن الإعلام الهلالي المؤثر واتجهت للإعلام الفضائي الذي يقوده اعلاميون محسوبون على النادي المنافس الأمر الذي أحدث فجوة بين النادي واعلامه وبهذا فقد النادي أحد أجنحته المؤثرة. نعلم جيداً ان الفريق الهلالي يحتاج إلى غربلة شاملة على مستوى اللاعبين المحليين وان هذه الغربلة تحتاج إلى قرارات قوية فهناك لاعبون تضمهم الكشوفات "الزرقاء" لا يجدون مكانا لهم في اندية الوسط، والسبب في استمرارهم المجاملات فقط. نعلم جيداً ان عودة الهلال تحتاج إلى الهدوء في هذه المرحلة الحرجة ودراسة وضع الفريق فنياً وعناصرياً بشفافية تامة وخصوصاً وضع الجهاز الفني الذي عجز عن حل مشكلة الهجوم في عدد كبير من المباريات، وخصوصاً أمام الفرق الكبيرة وهذا خلل كبير في عمل المدرب الفني؛ فالفترة كافية لمعالجة هذه المشكلة. خلاصة القول: ما يحدث في الهلال هو تراكم عمل الخمس سنوات الماضية التي كان شعارها قرارات اللحظات القاتلة؛ فالمدربون لم يكن لهم رأي في اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب فهو يحضر مع بداية المعسكر الخارجي، وهذا احد الأسباب الرئيسة التي أوصلت الفريق إلى هذه المرحلة؛ فالفريق يحتاج إلى مدرب يبني من هذا الوقت للموسم الماضي، ومن هنا إذا كان المدرب ريجي غير مقنع فإلغاء عقده في هذه الفترة من مصلحة الفريق شريطة ان لا يكون بديله موقتا فهذا الوقت مناسب لحضور مدرب ذي امكانات عالية لغربلة الفريق وتقديم تقرير فني دقيق عن جميع اللاعبين؛ فالتجارب السابقة أكدت ان تقييم فترة المعسكر الخارجي قبل بداية الموسم يقدم معلومات غير دقيقة خصوصاً عن اللاعبين المحليين.