علاقة وزارة المالية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب علاقة نسجت حولها الكثير من الحكايات، صحيح أنها غير مطروقة إعلامياً بشكل رسمي إلا ما يأتي لماماً، بيد أن خيوطها تتمدد بوضوح في الملتقيات الرياضية، لاسيما تلك التي تضم نخباً إعلامية وإدارية، إذ ظل يدور حديث في اعوام خلت وحتى وقت قريب مفاده أن ثمة حالة لا رضا تبديها وزارة المالية تجاه رعاية الشباب حتى بات مثل هذا الحديث من المسلّمات لكثرة تواتره. شخصياً سمعت هذا الأمر من (مسؤولين) رياضيين كبار جداً، وبعيداً عن السماع والقيل والقال، فإن ميزانيات الدولة شهدت في السنوات القليلة الماضية قفزات – ولله الحمد انعكس ذلك على ميزانيات كل القطاعات حيث ارتفعت ميزانيات البعض منها بشكل لافت بل إن بعضها زادت أضعافا مضاعفة، في وقت لم تشهد ميزانية رعاية الشباب أي تغيير حقيقي إلا ببضعة ملايين لم تغير في الواقع شيئاً يذكر، خصوصاً مع حالة التضخم العالمية في كل القطاعات والرياضة بشكل خاص. عيوننا كرياضيين كانت في كل موسم تتوزع بين الميزانية العامة وميزانية الرياضة على أمل أن تشهد تغييراً جذرياً، فيخيب أملنا، خصوصاً ونحن نسمع آهات العاملين في رعاية الشباب ومكاتبها وأنديتها، وفي القطاعات الأخرى الأهلية التي تقوم لدينا على الدعم الحكومي كاللجنة الأولمبية واتحاداتها الرياضية، وفي كل مرة نسمع سبباً ليس بعيداً عن سابقه حول أسباب عدم الزيادة، وإن كانت أغلبها من مصادر يقولون ويجيب العلم وعروقه في الماي وأخواتها. واقع الحال اليوم يجعل الآمال تتسع إلى أقصى زواياها في رفع ميزانية الرياضة حد مضاعفتها أكثر من مرة، خصوصاً مع تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً عاماً لرعاية الشباب، ليس لكونه الأمير عبدالله وحسب، بل بما نعوّل عليه من تطلعات كوسط رياضي وشبابي، وبما ندرك مما يحمله داخل رأسه من أحلام، وبما لمسناه من رغبة جادة لديه في العمل السريع والمنتج، ولعل الأشهر الأربعة الماضية قد أزاحت الستار عن كثير من حراكه؛ على الرغم من قلة أيامها قياساً بثقل التركة التي حملها، وصعوبة المسؤولية التي واجهها، وتعقيد التحديات التي تعترضه. أتفهم أن الزيادة في ميزانية أي قطاع ليست عملية ارتجالية وليست فزعة، وأنها ترتبط بحاجات كل قطاع فيما يتعلق بالجوانب البشرية والتنموية، وأمور أخرى غيرها، ولعل واقع الرياضة اليوم يتطلب تلك الزيادة عطفاً على كل الأبعاد، لاسيما مع انفتاح الأمير عبدالله الواضح على كل تفاصيل العمل على الأرض سواء فيما يتعلق بالمشاريع، وقد وقفنا على قراراته حيال المنشآت المتعثرة وفي غيرها كدراسته لاحتياجات الاتحادات الرياضية من مشاريع، أو فيما يتعلق بحاجة الأندية والاتحادات للدعم المالي. اليوم لا حاجة للاجتهاد لمعرفة أن جيراننا على قلة ما يملكون من قدرات على كافة الصعد قياساً بما تملك السعودية قد حققوا قفزات عملاقة على الصعيد الرياضي بفضل المال أولاً، وهو ما نطالب به اليوم بعدما تراجعنا كثيراً وقد نتراجع أكثر إذا ما بقيت الحال على ما هي عليه، ومما يزيد من أملنا أننا بتنا في الرياضة محظوظين برئيس عام برتبة مفكر رياضي وهو ما يجعل المعادلة تفضي في النهاية إلى النجاح وبرتبة إبداع.