×
محافظة المدينة المنورة

سمو ولي العهد يزور مفتي عام المملكة

صورة الخبر

على الرغم من أن "توماس كارليل"، الكاتب والمؤرخ الإسكتلندي، يرى أن "الرأي العام أكبر كذبة في تاريخ العالم"؛ إلا "ديفيد ترومان"، الأكاديمي والسياسي الأمريكي، يعتقد أن "الرأي العام هو آراء مجموعة من الأفراد الذين يشكلون الجمهور، والذين يناقشون المسألة، وهو لا يتضمن آراء جميع الأفراد في هذا الجمهور، وإنما يتضمن فقط آراء هؤلاء المتصلين بالمسألة أو الموقف". وصلتني مؤخراً نسختي من رسالة الماجستير للزميلة الصحفية تهاني السالم، والتي عنونتها ب"أولويات القضايا السياسية لدى كتّاب الرأي في الصحافة السعودية، (صحيفتا الرياض والحياة أنموذجاً)، منذ 17 ديسمبر 2010 إلى 31 ديسمبر 2012"، والحقيقة أن العمل يستحق كل الثناء والتقدير، حيث إن نتائجه وأرقامه تشرح كمية الجهد المبذول فيه، ولكل باب قصة مختلفة تحتاج مقالاً مستقلاً، لكني اخترت منها ما يتعلق بالعوامل المؤثرة في الرأي العام، وهذا الأهم بنظري، في زمن اختلط فيه كل شيء.. مرت الباحثة بعوامل مختلفة كمؤثرات بالرأي العام، كالثقافة والمصالح الذاتية والأحداث والقيادة وحجم الاهتمام والاتصال وكذلك الشائعات، وأعتقد أن أول عامل وآخر عامل هما ما يسيران - غالباً - عملية الرأي العام لدينا على وجه التحديد، فالثقافة "تمثل مجموع العادات والتقاليد والقيم وأساليب الحياة التي تنظم حياة الإنسان داخل البيئة التي يعيش فيها؛ فأفكار الشخص الذي نشأ في بيئة مترفة غير أفكار شخص نشأ في بيئة فقيرة أو مهمشة، والعادات المكتسبة أثناء عملية التنشئة الاجتماعية المختلفة لها تأثير على ما يصدره الفرد من أحكام، ومما لا شك فيه أن الدين والتعليم والعادات المكتسبة تؤثر في نفسية الفرد وما يصدر عنه من أفكار وآراء، ويتأثر تاثراً شديداً باتجاهات الجماعات الأولية وقيمها.."، وهو الأمر الذي نشرحه بأن الأفراد يهابون غالباً الهرب من النسق الكلي، لذلك لا يتمردون على الفكرة، ويضطرون الاستجابة للثقافة الجمعية.. ف"الأفراد الذين ليس لديهم أي قدر من الثقافة، يمكّنهم من تبني أيدلوجية معينة، يفتقرون إلى القدر الكافي من الوعي، الذي يمكّنهم من توظيف القيم لتحديد تفضيلاتهم بأنواعها". ولأننا نحذر من "الدرعمة" دائماً، فحتى الدراسات العلمية قالت بوضوح بتأثير "الشائعات" على الرأي العام، حيث "تقوم على أساس انتزاع بعض الأخبار أو المعلومات ومعالجتها بالمبالغة والتأكيد أحياناً، وبالحذف والتهوين أحياناً أخرى، ثم إلقاء ضوء باهر على معالم محددة، تجسم بطريقة انفعالية، وتصاغ صياغة معينة، بحيث يتيسر للجماهير فهمها ويسهل سريانها واستساغتها واستيعابها على أساس اتصالها بالأحداث الجارية، وتماشياً مع العرف من فرد لآخر، ومن جماعة لأخرى دون التحقق من صحتها.."، ولأننا في جيل تقني متسارع، أصبح الرهان على الشائعات في صنع الرأي العام كبيراً، حيث وظفت - وللأسف - القنوات الإلكترونية الحديثة لأهداف "غير شريفة"! وأخيراً.. كن صادقاً مع نفسك واسألها: هل أنت من "المدرعمين"؟! والسلام.