×
محافظة المنطقة الشرقية

تفطير 60 ألف صائم بجاليات حفر الباطن

صورة الخبر

لم تقتصر معاناة حمص على أهلها في الداخل، فيبدو أن المعاناة تلاحق «الحماصنة» - الاسم الذي اعتاد عليه السوريون - في كل مكان، وفي مستشفى المنية في مدينة طرابلس يبوح لك بالأسرار وألم السوريين أينما حلوا. فقد حان موعد خروج جرحى «القصير» من مستشفى المنية مع حلول رمضان، وهذا ما أكده الطبيب المشرف على حالتهم الدكتور عامر علم الدين، الذي أكد لــ «عكاظ» تعافيهم وإمكانية الصيام، إلا أن رد فعل الجرحى كان مفاجئا حيث طالبوه بالبقاء معه في المستشفى لأن لا مكان آخر يخرجون إليه وأنهم يحتاجون إلى وجبة الإفطار. يقول الدكتور عامر لـ «عكاظ»: «نحن ومنذ أن قررنا إدخال جرحى القصير قبل شهر تقريبا واليوم قررنا إدخال جرحى مدينة حمص، نشعر بواجب إنساني وأخلاقي قبل أي واجب آخر نقدمه للشعب السوري، وقد دخل علينا شهر رمضان المبارك فلن نقفل باب الاستقبال أمام أي جريح بحاجة للعلاج أو بحاجة لوجبة الإفطار، فهناك عدد لا بأس به من الجرحى الموجدين يمكنهم الخروج ولكننا وافقنا على بقائهم بناء على طلبهم لأنهم يحتاجون إلى وجبة إفطار. ويضيف: «لقد تمكنت من إخراج ثمانية جرحى تماثلوا إلى الشفاء تماما، ولكن لم أخرجهم إلا بعدما أمنت لهم المسكن ووجبة الإفطار من قبل أبناء طرابلس وعكار، ولكنني لم أتمكن من تأمين السكن لباقي الجرحى، واحتاج إلى مساعدة أبناء المدينة». وتابع: أن إمكانات المستشفى اللوجستية والطبية تكاد تنفد، فمنذ شهر تقريبا ونحن نقوم نقدم على نفقة المستشفى كل ما يلزم الجرحى، نحن بأمس الحاجة اليوم إلى فاعلي الخير، الجرحى السوريون بأمس الحاجة إلى وجبة الإفطار إن لم يكن هناك من إمكانات مادية كالمسكن على سبيل المثال. الجرحى من جهتهم، تنبهوا لحديثنا مع الدكتور عامر علم الدين، اقتربنا من «علي» لنتأكد من طلبه البقاء في المستشفى فقال: «نعم، نحن من طلب إلى الدكتور عامر البقاء رغم تماثلنا للشفاء، فإلى أين نخرج؟ الكسور والرضوض التي نعاني منها تمكننا فقط من الخروح من المستشفى ولكن إصابتنا لا تسمح لنا بالعودة إلى القصير أو إلى صفوف الثوار هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، نحن وصلنا إلى المستشفى عبر صفقة القصير المعروفة وليس لدينا هنا قريب أو صديق في المدينة حتى نلجأ إليه، لذلك طلبنا البقاء مع الجرحى الجدد، فمطلبنا هو الحصول على وجبة الإفطار في هذا الشهر الفضيل. من جهته، ناصر قال: «بعد فترة من نقلي إلى مستشفى المنية للمعالجة، فوجئت منذ أسبوع بنبأ مقتل عائلتي ونجاة ابني ذات الأربع سنوات من المجزرة التي ارتكبت في حينا، ماتت زوجتي وباقي أبنائي، ومن كان يعلم بوجودي هنا للمعالجة أرسل لي ابني الوحيد، وإدارة المستشفى تقبلت الأمر برحابة صدر، وبت أنا وابني مقيمين في هذه المستشفى مع حلول شهر رمضان المبارك، لا مكان لي في الخارج، فأنا ما زلت على عكازي ولا أقوى على الاعتناء بابني، أو تأمين له أي وجبة طعام، فطلبت البقاء في المستشفى لتأمين طعامي وطعام ابني».