سقط عدد من القتلى والجرحى بهجمات شنها مسلحون على مقار أمنية ومكامن في سيناء، فيما أعلن الجيش نيته إقامة منطقة آمنة على ضفتي قناة السويس. وفي حين تراجعت الاشتباكات في الجامعات، نجا أسقف محافظة المنيا في صعيد مصر من محاولة اغتيال. وعاود المسلحون في سيناء استهداف المقار الأمنية، فهاجموا قسم شرطة ثالث العريش وأمطروه بالرصاص ما أدى إلى مقتل جندي من قوة القسم وجرح اثنين آخرين، كما فتح مسلحون النار على مكمن في مدنية الشيخ زويد ما أسفر عن مقتل مدني. وقُتل مندوب شرطة من قوات الأمن المركزي في العريش برصاص مسلحين قرب منطقة «العبور» الواقعة على طريق مطار العريش جنوب المدنية. كما استهدف مسلحون مكمناً أمنياً في جنوب العريش بقذيفة «آر بي جي»، لكن لم ترد تقارير عن خسائر بشرية. وعززت قوات الجيش من إجراءات تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس. وقال قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر إن «القوات اتخذت أقصى درجات التأمين»، لافتاً إلى «تنفيذ تجهيزات هندسية وإقامة أسوار خرسانية وأبراج مراقبة على امتداد القناة من شأنها تحقيق أعلى درجات التأمين للمجرى الملاحي، وإقامة سياج أمني بجوار مجرى القناة بعمق محدد خال تماماً من أي عناصر مدنية وحركة سير السيارات». وأوضح في تصريحات صحافية أن إجراءات التأمين تشمل أيضاً مسافة ما بين 3 إلى 4 كيلومترات شرق القناة، وهى أراض خاصة بهيئة قناة السويس تعتبر حرماً للقناة شرقاً، بهدف «التوسعات المستقبلية». وأضاف: «نسعى إلى عمل ظهير للقناة بحيث يكون أرضاً زراعية أو صحراوية مكشوفة». إلى ذلك، نجا أسقف المنيا للأقباط الأرثوذكس الأنبا مكاريوس من محاولة اغتيال أمس، بعدما أطلق مجهولون النار صوب سيارة كان يستقلها متوجهاً إلى مركز أبو قرقاص للمشاركة في عزاء، كما حاصروا منزلاً احتمى فيه وأمطروه بالرصاص قبل أن يفرّوا. ويتعرض الأقباط في صعيد مصر خصوصاً إلى مضايقات من مسلحين يُعتقد بأنهم من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين يتهمون الكنيسة بالوقوف وراء التظاهرات التي قادت إلى إطاحته. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين الأهالي وبلطجية يفرضون إتاوات على المحال التجارية في بلدة العياط في محافظة الجيزة (على بعد 70 كيلومتراً من القاهرة). وقتل 3 أشخاص في تلك الاشتباكات التي تفجرت مساء الاثنين وجُرح العشرات. وبدأت الاشتباكات، وفق روايات شهود، حين أمتنع أحد التجار عن دفع الإتاوة فاعتدى عليه بلطجية مسلحون، ما استنفر زملاءه والأهالي الذين تصدوا للبلطجية ودارت حرب شوارع مُسلحة بين الطرفين أسقطت قتلى وجرحى، في ظل غياب تام لقوات الأمن التي أخلت البلدة عقب هجوم مسلحين مؤيدين لمرسي على مركز الشرطة وتدميره بالتزامن مع فض اعتصامّي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي. وبعدما خرجت الاشتباكات عن السيطرة وانتقلت إلى طريق القاهرة - الصعيد الذي قطعه الأهالي احتجاجاً على الغياب الأمني وحرق البلطجية عشرات المتاجر والمنازل، دفعت السلطات بقوات من الجيش والشرطة للسيطرة على الموقف ووقف المواجهات. وتمركزت قوات كبيرة من الجيش والشرطة في مركز البلدة وأطلقت الرصاص في الهواء لإرهاب البلطجية، ليسود هدوء مشوب بالحذر. وهدأت الأوضاع في الجامعات أمس غداة اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه سقط فيها عشرات الجرحى، وتظاهر أمس مئات من طلاب «الإخوان» في كلية طب القصر العيني في القاهرة ورددوا هتافات مؤيدة لمرسي وأخرى ضد الجيش والشرطة. وقرر رئيس جامعة الزقازيق أشرف الشيحي إحالة ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس إلى التحقيق «لوجود شبهات بتورطهم في تحريض الطلاب على العنف وتسريب بعض الأدوات والألعاب النارية التي استخدمت في الاشتباكات في الجامعة» أول من أمس. وكانت اشتباكات الزقازيق الأعنف بين الجامعات، إذ شهدت تبادل إطلاق الخرطوش بين أنصار مرسي ومعارضيه. وواصلت قوات الشرطة حملتها الأمنية في بلدة كرداسة في الجيزة، وأعلنت توقيف رجل يُدعى أحمد الزعيم قالت إنه «متهم رئيس» في واقعة قتل 11 من جنود وضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم بعد اقتحام قسم الشرطة في البلدة بالتزامن مع فض اعتصامَي أنصار مرسي.