•• تمر المنطقة الآن بمرحلة التفاف ومعالجة للأوضاع المترتبة على مآسي الفوضى المدمرة التي اجتاحتها خلال السنوات الأربع الماضية وأرجعتها إلى الوراء مئة سنة مع كل أسف.. فضلا عن حالة الانقسام والتشتت والتبعثر التي أورثتها لدولنا وملامح الفتنة التي زرعتها بيننا كشعوب. •• في هذا الإطار جاءت زيارة الملك عبدالله الثاني للمملكة مساء أمس الأول ولقاؤه المهم بخادم الحرمين الشريفين في أعقاب زيارته الأخيرة إلى واشنطن.. ولقائه منذ بضعة أيام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.. •• هذه الاتصالات والمشاورات المكثفة تكتسب أهمية قصوى لأنها تهدف إلى تهيئة الأرضية الملائمة لاستعادة الاستقرار والهدوء بالمنطقة والتفرغ من جديد لمرحلة إعادة البناء لما دمرته الحروب والمآسي والجراحات. •• ولا شك أن العلاقات النموذجية التي تجمع بين القيادتين والشعبين والحكومتين توفر الأساس المتين لهذه العودة بسرعة كافية. •• فالملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تعالى صوته منذ بداية الأخطار التي أخذت تهدد منطقتنا مناديا بضرورة الالتفاف حول بعضنا البعض ومواجهة تلك الأهوال بالكثير من التعاون والتفاهم والتكامل.. يشعر الآن بكثير من الرضى لعودة الأمور إلى أوضاعها الطبيعية في المنطقة بصورة جذرية.. ولقاءاته الهامة هذه تعزز وتكرس إرادة السلام والبناء والتعاون لا سيما بين بلدين كالمملكة والأردن جمعت بينهما الكثير من القواسم المشتركة.