في دراسة حديثة تبين ان متوسط عمر الاطباء اقل من متوسط عمر العامة ومعنى متوسط العمر هو عدد السنوات التي يتوقع ان يعيشها الشخص متمتعا بجودة الحياة الصحية وبعيدا عن السموم والكيميائيات والأمراض المزمنة، فيما هناك اسباب تقلل من متوسط العمر لا نستطيع تفاديها مثل الحوادث والحروب. وهناك الكثير من العوامل الخفية التي تؤثر على متوسط العمر اهمها التوتر والقلق والاجهاد المزمن وهي وسائل خفية لتقصير حياة الانسان وتساعد على تلف الأنسجة وذلك عن طريق التعرض المستمر لهرمونات التوتر الضارة، إضافة إلى قلة النوم عدم الاسترخاء والتفكير في فكرة الشيخوخة وعدم متابعة ومراجعة الاطباء والابتعاد عن تجمع العائلة وعدم زيارة الاصدقاء والزملاء. إن عدم ممارسة الرياضة بانتظام يفقد الانسان تسع سنوات من متوسط عمره المتوقع ويؤدي الى الشيخوخة المبكرة ناهيك عن زيادة الوزن وما يترتب عليه، إضافة الى الابتعاد عن الاكل المتوازن وعدم تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على مواد تساعد على إصلاح بعض الأضرار الناجمة عن الشيخوخة. اما التدخين فيعد اهم الوسائل التي تساعد على تقصير حياة البشر وخفض نوعيتها، واحصائيا المدخنون يفقدون عشر سنوات من حياتهم اي يموتون قبل العمر المتوقع بأمراض القلب والدماغ والسكتات وغيرها، اضافة الى آثاره الجانبية مثل الأرق، وضيق التنفس والانفعالات، فمن المعروف ان الإقلاع عن التدخين يحسن حالتهم الصحية إلى حد كبير. وأخيرا.. ان الطبيب متواجد في مصدر الرعاية الصحية الا انه لا يستفيد من هذه الميزة وتجد الاطباء الاكثر عرضة لكثير من الامراض والطبيب عبارة عن توتر.. قلق.. اجهاد.. قلة نوم.. وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على الصحة، ولو استعرضنا يوميات طبيب لوجدنا ان عمله يوجب عليه التمتع بهذه العوامل التي تقصر من عمره، متوسط عمر الانسان 76.4 سنة ومتوسط عمر الطبيب 64.6 سنة. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز ــ جدة.