تعتبر الأخطاء في كرة القدم جزءا لا يتجزأ من جمال اللعبة، ولهذا سلمنا بهذه القاعدة المفروضة علينا فرضا، فالأخطاء وإن كانت مصدرا للجمال إلا أنها غير مقبولة سواء كانت من لاعب أو مدرب أو حكم. الملفت للنظر والمحزن في نفس الوقت هو ردة فعل الشارع الرياضي ومسؤولي الأندية والتعامل بازدواجية والكيل بمكيالين مختلفين تماما في وزنهما، عندما يكون مصدر الخطأ «حكم»، وخاصة عندما يكون أجنبيا، فهذا يعني بأن حسن النية «يعمل الآن» والتغاضي عن الأخطاء الكوارثية هو النتيجة الطبيعية لها على الرغم من لعبها دورا رئيسيا في نتائج الفرق، ومع هذا لا أحد يتجرأ بأن يحرك ساكنا، بل أن ما يدعو للرثاء على هذا الحال هو اتجاه البعض في الآونة الأخيرة لتحريك بوصلة التهم تجاه أعضاء اللجنة والمكلفين باستقبال الحكام الأجانب. لا شيء نطلبه أكثر من التعامل المتزن في جميع الأحوال، بل أن واجبنا تجاه حكامنا المحليين يحتم علينا دعمهم وإحسان النية في قراراتهم والتغاضي عن كثير من أخطائهم تماما كما نفعل مع أصحاب العيون الزرقاء والشعور الصفراء.