أفادت وسائل إعلام وشهود أنه تم اليوم الإثنين احتجاز عدد غير محدد من الرهائن داخل مقهى في وسط سيدني، تمكن ثلاثة منهم من الهروب، ورفع علم إسلامي أسود على إحدى نوافذه، فيما أعلنت الشرطة عن اتصال مفاوضين بمحتجزي الرهائن من جهة، وتحدثت عن تنفيذ عملية إثر "حادث" في مبنى اوبرا سيدني المجاور من جهة أخرى. وأغلقت ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بالمدينة أمام حركة السير، وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة إلى تطويق مقهى "لينت". وأظهرت مشاهد بثتها قنوات تلفزيونية علماً اسود يحمل كتابات بيضاء غير واضحة مرفوعاً على إحدى نوافذ المقهى. وقالت وسائل إعلام ان حوالى عشرين شخصاًَ كانوا داخل المقهى وأن داخله مسلحين اثنين على الأقل. ولاحقاً، أعلنت الشرطة الأسترالية أن مسلحاً واحداً يحتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل المقهى، مضيفةً أنه لا يمكن التحدث حتى الأن عن عملية إرهابية. وأظهر تصوير تلفزيوني آخر في وقت سابق ثلاثة من الرهائن يركضون خارج المقهى. ورفضت كاثرين بيرن نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم "ليس مرتفعاً حتى 30 (شخصاً)". وذكرت أن مفاوضين اتصلوا بالمسلح الذي يحتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة. وقال باتريك بيرن المنتج في قناة "شانيل 7" التلفزيونية التي يقع مقرها قبالة المقهى، إن موظفي القناة شاهدوا بأم العين عملية احتجاز الرهائن. وأضاف: "أسرعنا الى النافذة وشاهدنا اشخاصاً في حالة صدمة يضعون أيديهم المرفوعة على نوافذ المقهى". وقال الصحافي كريس كيني الذي كان موجوداً في مقهى "لينت" قبل احتجاز الرهائن، إنه تم تعطيل الابواب الزجاجية الألية للمقهى. وأضاف: "حاولت امرأة الخروج بعيد خروجي لكن الأبواب كانت مغلقة". وتابع: "من الواضح أنه تم تعطيل الابواب للحؤول دون دخول أي شخص. وقالت إمرأة إنها لاحظت وجود سلاح، تم إخراجه من حقيبة زرقاء وطلب فوراً من جميع الموجودين رفع أيديهم". وأعلنت حالة الانذار القصوى في استراليا، بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات، بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات "جهادية" متطرفة في العراق وسورية. وتم ابلاغ الرئيس الأميركي باراك اوباما بالوضع، وفق ما اعلنت ليزا موناكو مستشارة أوباما لشؤون الإرهاب في واشنطن. وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني، وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والإحتياطي الفدرالي الإسترالي، إضافة الى مصرف "وستباك" ومصرف "الكومنولث"، التي أعلنت في رسائل أنها أغلقت لدواقع أمنية. وتزامناً، أعلنت الشرطة الأسترالية انها تنفذ عملية اثر "حادث" وقع في أوبرا سيدني، من دون ان توضح ما اذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن. وقال ناطق باسم شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، إن "الشرطة تتدخل في الأوبرا". وأفادت وسائل إعلام محلية من جانبها، إنه تم إخلاء مبنى الأوبرا. ودعا رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إلى اجتماع للجنة الأمن القومي، التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الأمنية لمواجهة الوضع. ولمح الى ان هناك شخصاً واحداً يحتجز الرهائن، وقال "لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم اذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الإتجاه". وأضاف أبوت أن "هدف العنف السياسي هو إخافة الناس. أن استراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي أن يغير ذلك ولهذا السبب أطلب من الأستراليين أن ينصرفوا الى أعمالهم الإعتيادية". واستنكر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي من جانبه الحادث، معلناً في تعليق إنه "يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح ". وقال البيان المشترك مع مفتي أستراليا إن "مثل هذه الأعمال مدانة جزئياً وكلياً في الإسلام"، مشيراً إلى انتظارهم مزيداً من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل. ووقعت هذه الحوادث بعد دقائق من إعلان الشرطة اعتقال شاب في سيدني بتهمة "الإرهاب"، في إطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الاراضي الأسترالية. وقالت الشرطة إن شاباً في الخامسة والعشرين من عمره اعتقل في إطار "التحقيقات المستمرة حول التخطيط لهجوم ارهابي على الأراضي الأسترالية وتسهيل سفر مواطنين أستراليين الى سورية للإنخراط في القتال المسلح". ولم يتضح ما إذا كانت كل هذه التطورات مترابطة. ويقاتل أكثر من سبعين أستراليا في صفوف "الجهاديين" في العراق وسورية. وقتل عشرون على الأقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وإمكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم.