كنت أتطلع لحضور احتفالات دار «اليوم» للإعلام بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها والذي أقيم وسط تشريف من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية مساء يوم الأربعاء وبحضور عدد كبير من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة والوجهاء ورجال الأعمال والإعلاميين من المملكة والخليج. ولكن لم أستطع الحضور بسبب تواجدي في العاصمة الأمريكية (واشنطن) للتحضير لحدث علمي كبير بتاريخ 27 مارس 2015م خاص بوكالة (ناسا) الأمريكية لعلوم الفضاء. وستكون جميع وسائل الإعلام العالمية متواجدة فيه, ولكن ستكون جريدة (اليوم) هي الوحيدة المتواجدة وسط الحدث بدعوة مباشرة من أحد علمائها. وسأتحدث عن هذا الحدث الأسبوع القادم إن شاء الله. وأثناء متابعتي للحفل من الخارج ولاحقا مشاهدة لقاء سعادة رئيس التحرير الأستاذ عبدالوهاب الفايز مع المذيع الرائع عبدالله المديفر في برنامج لقاء الجمعة على محطة (روتانا). وبعدها قرأت جميع ما كتب عن هذه المناسبة الجميلة والتاريخية من أخبار ومقالات للزملاء بالجريدة. وعندها بدأت أسترجع ذكريات بداية كتابتي مع الجريدة قبل (40) عاما... نعم قبل حوالي (40) عاما... فهذا ما قلته. وأيضا تبادر إلى ذهني عن أسبقية الجريدة في إبراز الكثير من الأمور ليس على المستوى المحلي فقط, بل على المستوى العالمي. فقد كتبت مقالات قليلة وهي عبارة عن سطور بسيطة عندما كنت في صفوف مدرسة الهفوف الثانوية. وتوقفت عندما أصبحت جزءا ممن يخدمون تراب هذ الوطن الغالي في السلك العسكري. وبهذه المناسبة أود أن أسلط الضوء على بعض من الأمور التي كانت جريدة (اليوم) هي السباقة في إبرازها سواء أكان ذلك على الصعيد المحلي أو في الشأن الدولي. فقد كانت جريدة (اليوم) هي من أوائل إن لم تكن أول من لامس أهم مسألة فيما يخص الشأن المحلي وذلك بتسليط الضوء على منح الأراضي وأثرها على المجتمع. وكذلك تسليط الضوء على ما تم تداوله خلف الكواليس في أروقة الهيئات الرياضية الدولية فيما يخص اشتراك المملكة في المناسبات الرياضية في ظل غياب المرأة السعودية من الفرق الأولمبية. ولا ننسى ما قامت به جريدة اليوم من إطلاق أول تحذير لكل مبتعث من تبعات الحصول على (الغرين كارد) الأمريكية وكذلك إبراز ما يجري من أحاديث ونقاشات حول ما يدور في أروقة وزارة الخارجية الأمريكية ومكاتب الهجرة والتجنيس حول من يمتلك الجواز الأمريكي وتبعات ما يمكن أن تقوم به مكاتب الضرائب الأمريكية لكل حامل للجواز الأمريكي. فقد كانت جريدة اليوم هي من أوائل من قامت بنشر مقال بهذا الخصوص بعنوان (الجواز الأمريكي وحسابك البنكي). وإضافة لذلك فقد كانت جريدة اليوم هي من الأوائل على مستوى العالم ممن لامس موضوعا في غاية الحساسية بعد انضمام الخطوط السعودية لبرنامج تكتل طيران مجموعة (سكاي تيم) بمقال عنوانه (الخطوط السعودية والجواز الممنوع) والذي نشر بتاريخ 5 يوليو 2011م لتقوم بعدها محطة (سي إن إن) بتسليط الضوء على نفس الموضوع بعد ضغوط منظمات أمريكية. ومن أهم الأحداث العالمية والتي قامت جريدة اليوم بتسليط الضوء عليها وكانت سباقة في ذلك الموضوع حول اعتذار وفد المملكة في الأمم المتحدة عن إلقاء كلمته في الأمم المتحدة لتقوم جريدة اليوم بنشر مقال وبشكل مباشر بعنوان (رسالة المملكة للأمم المتحدة) بتاريخ 6 أكتوبر 2013م. وبعد عدة أيام من نشر المقال اعتذرت المملكة عن قبول أن تكون أحد أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين لتقوم جريدة اليوم بنشر مقال بتاريخ 21 أكتوبر 2013 بعنوان (المملكة.. اعتذار ولكنه تحذير). وليتفاجأ بعض المتابعين بأن جريدة (اليوم) أصبحت احدى مواد النقاش في مراكز التحليل السياسي والإستراتيجي (ثينك تانك) في العاصمة الأمريكية لتحليل اسباب اعتذار المملكة. وهذه السطور البسيطة هي أمثلة بسيطة على ما قامت وتقوم به جريدة (اليوم) من تغطية وأسبقية من خلال تسليط الضوء على أحداث محلية وعالمية. وهذا إضافة لدور جريدة (اليوم) في خدمة المجتمع وتقديم صورة مضيئة لإنجازات هذا الوطن... فهذه جريدة (اليوم) في عامها الخمسين... أو البيت الثاني للكثير من ابناء هذه المنطقة.