×
محافظة مكة المكرمة

نمتلك 33 مركزاً للرجال والسيدات

صورة الخبر

أكدت مصادر نيابية واكبت الاجتماع الذي عقد أخيراً بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنه شكل فرصة جدية لكسر الجليد وإعادة التواصل بينهما. وقالت إن الأجواء التي سادته كانت إيجابية وأنهما أبديا رغبة مشتركة في التفكير معاً للبحث عن قواسم مشتركة يمكن ان تفتح الباب أمام إحداث خرق يساعد على اعادة الاعتبار للجهود الرامية الى تشكيل الحكومة الجديدة. وكشفت ان بري والسنيورة تناولا في اجتماعهما كل القضايا التي ما زالت عالقة، بما فيها أزمة تشكيل الحكومة والمواقف المتباينة من «اعلان بعبدا» الذي أجمع عليه المشاركون في طاولة الحوار الوطني. وقالت ان استعراض كل هذه القضايا بقي في العموميات، وبالتالي من غير الجائز تحميل اللقاء أكثر مما يحتمل لجهة لجوء البعض الى الاجتهاد في اصدار الأحكام المسبقة على النيات. ولفتت المصادر عينها الى ان بري والسنيورة اتفقا على أن للبحث صلة وإن كانا أجمعا على ان الوضع المتأزم في ظل ما يدور في المنطقة بات في حاجة الى عناية خاصة وفوق العادة، لأن هناك ضرورة لإخراج البلد من حال المراوحة القاتلة التي يمر فيها وهذا لن يتحقق إلا بالتوافق على تشكيل حكومة جامعة. وقالت ان أهمية اللقاء تكمن في أنه ساهم في وضع حد للذين اخذوا يشيعون من حين الى آخر أن السنيورة يبدي تشدداً أدى الى اعاقة ولادة الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف تشكيلها تمام سلام خلافاً للمرونة التي يظهرها زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ورأت المصادر نفسها ان الحريري والسنيورة ومعهما جميع أركان قوى 14 آذار، يقرأون في كتاب واحد في مقاربتهم الحلول المطروحة للخروج من الأزمة الراهنة، وبالتالي هناك من يحاول الهروب الى الأمام عندما يرمي عليهم مسؤولية التأخر في تأليف الحكومة. وقالت ان المشاورات بين هذه القوى لم تنقطع. ورجحت أن يسبق اللقاء الثاني المرتقب بين بري والسنيورة قيام الأخير بجولة من المشاورات تشمل قيادات 14 آذار من دون ان تستبعد اجتماعه في وقت قريب مع الحريري. وأكدت ان الموقف المستجد لرئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط الذي دعا فيه الى اعادة النظر في الصيغة الحكومية المقترحة التي تقوم على ان تتشكل الحكومة الجديدة من 3 ثمانيات كان موضع تشاور بين قوى 14 آذار. واستبعدت امكان الدخول في سجال مع جنبلاط على خلفية موقفه الجديد بعدما كان يرفض في السابق اعطاء الثلث الضامن في التشكيلة الوزارية لقوى 8 آذار، وقالت إن هناك حاجة لعدم الاستعجال في تسجيل موقف علني من اقتراح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وأن لا بد من مراقبة المسار العام للمشاورات التي سيجريها سلام مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في زيارته المرتقبة اليوم لبعبدا. وأوضحت أنه سيكون لموقف رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف تأثير مباشر في مجريات الأحداث المتعلقة بتأليف الحكومة باعتبار انهما معنيان مباشرة بها، وبالتالي لا بد من التريث لاستقراء أي خيار في هذا الشأن سيلجآن اليه. وقالت ان الانتظار الى ما لا نهاية سيرتد سلباً على الوضعين الاقتصادي والمعيشي في ظل الأزمة الاجتماعية الخانقة التي يشكو منها السواد الأعظم من اللبنانيين. واعتبرت ان لقاء بري - السنيورة ينم عن رغبة مشتركة في الانفتاح والحوار وأن الأبواب ليست مغلقة وأن الاختلاف حول القضايا العالقة لا يبرر القطيعة، خصوصاً ان الظروف الراهنة لا تشجع على فتح حوار مباشر بين المستقبل و «حزب الله» ما لم يبادر الأخير الى اعادة النظر في مشاركته في القتال الدائر في سورية الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد وأن ما قيل سابقاً - كما تقول مصادر في 14 آذار - عن وجود استعداد مشترك لدى الطرفين لفتح قنوات مباشرة للتواصل ليس دقيقاً وأن هناك من يحاول ان يبني على لقاءات عقدت بعد التفجيرين الإرهابيين في طرابلس والآخر في حي الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت وكأنها أول الغيث على طريق الحوار. لكن تبين لهؤلاء لاحقاًَ أن تقديرهم لم يكن في محله.