×
محافظة المدينة المنورة

حرم أمير المنطقة ترعى الحفل الإنشادي «وفصاله في عامين»

صورة الخبر

تسببت الفضائيات الدينية في جدال كبير في الإعلام المصري خلال الفترة الأخيرة وبخاصة في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، إذ تخلت عن رسالتها الأساسية وهي التوعية الدينية وركزت على الأمور السياسية بحجة حماية حلم المشروع الإسلامي، وبعد غلقها أخيراً والمطالبات بعودتها، يترقب كثيرون مستقبل هذه الفضائيات. أستاذ الإعلام صفوت العالم يرى أن الفضائيات الدينية لم تقدم إعلاماً دينياً بالمعنى الحقيقي في العامين الأخيرين، بل قدمت «إعلاماً سياسياً يخدم المشروع الإسلامي، وكان قائماً على سياسة تشويه الآخر تحت شعار الدين معتبرة أن أي شخص لا ينتمي إلى مشروع الإسلام السياسي يمثل عدواً لها». ويطالب العالم بعودة هذه الفضائيات الى البث شرط أن يكون هناك تنظيم إعلامي وليس ميثاق شرف إعلامي فقط, وذلك لرصد وتقويم المحتوى والالتزام بالقيم الإعلامية وعدم التركيز على الأمور السياسية. واعتبرت الأستاذة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة أماني فهمي أن غلق الفضائيات الدينية كان مجرد خطوة احترازية أمنية، «وعلى رغم أنني ضد هذا القرار لأن حرية الرأي مكفولة، لكنّ هذه الفضائيات كانت تستخدم السباب والتحريض وهناك من التحريض ما يقتل، وهذا ما حدث بالفعل». رئيس قناة «الحافظ» عاطف عبدالرشيد يقول: «هناك احتمالان لشكل الفضائيات الدينية وتوجهها عقب عودتها للبث: الأول يرتبط بالمناخ العام، فإذا كان صحياً وتوجد حرية مسؤولة وتعاون ورغبة في بناء المجتمع على أساس ديموقراطي فالفضائيات الدينية سيحكمها «قال الله وقال الرسول» وستلتزم القرآن والسنّة ولا تكذب وتناصر الحق من خلال الاعتماد على الأدلة الشرعية والحديث الصحيح. وستقدم شكلاً في الحوار يتسم بالخلق الإسلامي والتلطف في القول ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وبالتالي لن يكون هناك صدام أو شجار مع أحد». وأضاف: «هناك من زعم أن القنوات الدينية هي المسؤولة عن العنف الموجود في الشارع, وهذا مناف للحقيقة فالفيديوات الخاصة بالقناة موجودة، حيث لم أتبن طوال عملي في الإعلام أي دعوة الى العنف وكل ما في الأمر هو أن هذه القنوات كانت ترد على الهجوم الذي كان ضدها وضد رموز الإسلام بشيء من الشدة ليس أكثر من ذلك. كما أنها كانت تعتمد على أشخاص محترمين من أصحاب الدكتوراه والعلماء في تخصصاتهم. أما الاحتمال الثاني فهو انه في حال كان المناخ غير صحي فليست لدي إجابة عما سيكون شكل هذه القنوات وتوجهها والإجابة عند أصحاب القرار». ويؤكد عبدالرشيد أن لا مانع لديه أن تصبح القناة تحت مظلة الأزهر أو أي مظلة أخرى ما دام سيكون هناك ميثاق شرف إعلامي هدفه تأدية هذه القنوات رسالتها على أكمل وجه وتقويم الخطأ. وفي ما خص مناقشة القنوات الدينية للأمور السياسية فسيتوقف ذلك على المناخ الموجود في المجتمع, فإذا كان سلبياً سيقتصر نشاطها على الأمور الدعوية فقط على رغم أن الدين الإسلامي دين شامل مرتبط بكل المجالات الحياتية ولا يمكن فصله عنها». أستاذة العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير ترى أن بعض الفضائيات الدينية قدم الخطاب الديني الخشن البعيد من الدين والذي أخرج أسوأ ما في الشباب. وتقول: «النفس البشرية توجد منها النفس المطمئنة والنفس الشريرة، فعندما نعنف الناس ستخرج شخصيتهم المتمردة من داخلهم، فهم طوال الوقت يتحدثون عن العذاب، ويتحدثون عن أن قتلاهم في الجنة وبقية قتلى الآخرين في النار، وهذا التوزيع والتقسيم بين الجنة والنار سيحاسبون عليه من الله سبحانه وتعالى. أصبحنا في هذا الزمن نملك صكوك جنة وصكوك نار، ندخل من نشاء الجنة ونعتبره شهيداً، وندخل من نشاء النار». أما الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، فيوضح أنه «لم يكن لدينا إعلام ديني بالمعنى الصحيح, لأن بعض الفضائيات التي توصف بأنها دينية انحرفت عن رسالتها الأصلية وأصبحت مجرد وسيلة تمارس الدعاية السياسية لبعض التيارات بشكل غريب», ويضيف: «من المفترض أن يكون المحتوى الديني المتكامل بعيداً من التوجهات السياسية، ولذلك يجب أن ينظم عمل وسائل الإعلام الدينية بعيداً من الخلط بين السياسة والدين من جهة، وبين الرؤية الظلامية والتأويلات الخاطئة من جهة ثانية». ويرى ان هناك عدة سيناريوات لمستقبل الفضائيات الدينية المصرية، أولها استمرار غلقها وفي هذه الحال قد يلجأ القائمون عليها إلى وسائل بديلة كأن تبث برامجهم من خارج مصر أو عن طريق قنوات وإذاعات الإنترنت وستقدم حينها محتوى تحريضياً. ومن الممكن عودة هذه الفضائيات كما كانت عليه قبل عزل الرئيس السابق محمد مرسي وبالتالي تستمر في التحريض، والأمل أن تحدث انفراجة سياسية ومصالحة وطنية ويتم تنظيم الأداء الإعلامي المصري بشكل كامل. وعن مدى توافق الخطاب الذي تقدمه بعض هذه الفضائيات مع سماحة الدين الإسلامي يقول أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة: «خطاب الفضائيات المنسوبة إلى الدين التي تعلي المذهبيات والعصبيات منحرف ومنجرف وبعيد تماماً كل البعد عن جوهر صحيح الإسلام ومقاصده، فخطاب هؤلاء القوم يتسم بالعنف الفكري من التكفير والتفسيق والتشريك وإعلاء المذهبيات البغيضة في المجتمع. ويكفي أنهم يعادون الأزهر الشريف و يتنابذون بالألقاب السيئة ويتناطحون مع المجتمع كله ويقدمون أشياء منتحلة على الإسلام ويخوضون في سير الناس ويعلون من شأن الخرافة والأسطورة وإغراق المجتمع في طوفان من آراء سقيمة يقدمونها على أنها فتاوى».   «بيزنيس» الفضائيات   القاهرة – «الحياة» - بدأت الفضائيات الدينية المصرية الظهور منذ عام 2006، عندما أعلنت شركات «البراهين» العالمية انطلاق قناة «الناس» باستثمارات إسلامية وبمشاركة المؤسسات الرسمية. وبعد النجاح الذي حققته هذه القناة، تلاها على الترتيب إنشاء قنوات: «الشباب» و «الخليجية» و «البركة» و «الحافظ» و «الصحة والجمال» و «الرحمة» و «الحكمة»، وغالبيتها يموّل من خارج مصر بحجة دعم النشاط الدعوي، أما ما حظر منها فخمس قنوات هي «الرحمة و«الناس» و«الحافظ» و«مصر 25» و«أمجاد». قناة «الناس» التي بدأت البث تحت إشراف عاطف عبدالرشيد المالك الحالي لقناة «الحافظ» وبإدارة سعيد عبدالعال المالك الحالي لقناة «الشباب»، استهلت نشاطها بعرض المنوعات والفقرات الترفيهية وحفلات الزفاف، وكان شعارها «قناة الناس لكل الناس». وبعد حوالى عام من انطلاقها تحولت قناة دينية سلفية، وظهر على شاشتها دعاة من التيار السلفي مثل الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ محمود المصري والشيخ سالم أبو الفتوح، وجميعهم حققوا للقناة أرباحاً طائلة ونسبة مشاهدة عالية. ثم تم اختراق التمويل «الإخواني» لقناة «الناس» من خلال سعيد توفيق المدرس الذي عمل في صناعة الملابس الجاهزة وقدم إعلاناته في القناة ثم شارك فيها برأس مال كبير لتتكون شركة «البراهين» العالمية التي تملك قنوات «الحافظ» و «الناس» و «الصحة والجمال» و «الخليجية». ثم انفرد سعيد عبدالعال بقناة «الناس» وأتبعها بعد ثورة 25 يناير بقناة «الشباب» لتصبحا كياناً واحداً في شركة مساهمة. كما سعت الدعوة السلفية وجماعة «الإخوان المسلمين» إلى تطبيق النموذج التركي في إنشاء فضائيات عامة ذات صبغة دينية من خلال تولي رجال الأعمال الإسلاميين تمويل هذه القنوات، فأطلقت الدعوة السلفية قناة «أمجاد» لمالكها رجل الأعمال السلفي محمد صابر، كما أطلقت قناة «الندى» المملوكة للشيخ أبو إسحاق الحويني لتقديم وجهة النظر السلفية في القضايا المطروحة على الساحة المصرية.