بقيتُ في غرفتي ساعتين قبل أن انتبه أنني نسيت وضع البطاقة في جهاز تشغيل الكهرباء، ولولا غروب الشمس وغياب الضوء المتسلل من النافذة لما عرفت أنني في الغرفة بلا تكييف! كان الجو بارداً أقرب للحلم، منظر الجبال الرمادي حول نافتي أخذني لأعمق نقطة في الهدوء والسلام. لقد كانت زيارتي الأولى لنجران بدعوة من الأمير مشعل بن عبدالله لحضور احتفالات المنطقة باليوم الوطني التابعه لأمانة نجران. في اليوم الأول انطلقنا لزيارة معالم المنطقة. بدأنا بسد نجران الواقع على أكبر وأهم الأودية في الجزيرة العربية، وهو مبنيّ على شكل قوس بامتداد 180 كيلو مترا، ليوفر الطمي النافع في الزراعة وليحميها أيضا من الفيضانات التي تهلك المزروعات والممتلكات. ثم تحركنا لزيارة مدينة الأخدود وهي أهم منطقة أثرية في الجزيرة، تحوي آثارا نفيسة من بقايا إحراق الملك اليمني ذي النواس لأصحاب الأخدود في محرقة ضخمة أودت بعمر أكثر من 20 ألف شخص. هذا غير الرسومات المنحوتة على الصخر التي تعود لأكثر من 1750 عاما. كانت المدينة ساحرة بعمقها التاريخي وتمنيت بالفعل أن تكون مجهزة لاستقبال السياح بحيث يعبد طريق للمشي أو توفر كراسي للانتظار وكافتريات توفر الماء والمرطبات لهم، كما في المواقع السياحية العالمية. في اليوم التالي انطلقنا لحضور المهرجان، وكان بالفعل مدهشاً ومخرجاً بشكل ممتاز، مابين الخلفيات المضيئة بأحدث تقنيات العرض والمشاهد الدرامية عالية الأداء، والرقصات الشعبية المميزة للمنطقة. أدهشتني بالفعل نجران.. مدينة جمعت بين الآثار والفن والحفاوة العالية والطقس الجميل.. جزيل الشكر للأمير مشعل على الدعوة الكريمة وأمانة منطقة نجران على الاستقبال الرائع والشكر موصول لمخرجي الحفل وعلى رأسهم الأستاذ سعيد آل مرضمة على ساعات الدهشة والإبهار.. kowther.ma.arbash@gmail.com kowthermusa@ تويتر