في تسارع للأحداث المتعلقة بالمنتخب السعودي أعقب إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم إقالة الأسباني لوبيز وتقديم المشرف العام على المنتخب عبدالرزاق أبو داؤود استقالته محتجاً بما وصفه بالتدخلات في عمله لتأتي هذه الأحداث قبل شهر واحد من سفر المنتخب إلى أستراليا للمشاركة في نهائيات كأس آسيا 2015م، هذه التداعيات لن تكون في أي حال من الأحوال تصب بمصلحة المنتخب الذي يحتاج إلى استقرار فني وإداري وأجواء صحية تساعد اللاعبين على العطاء والأداء بمحافل قارية وأمام منتخبات لن تكون سهلة، فمن الأول جاءت إقالة لوبيز بغير ما كان متوقعاً عقب أن راهن الاتحاد السعودي على قدراته ومنحه الثقة بعقد جديد بخلاف عقده السابق وجدد ثقته بقدراته على البقاء، فضلا عن تقديم نتائج جيدة أسفرت عن التأهل إلى النهائيات الآسيوية ثم الوصول إلى نهائي "خليجي 22" قبل الخسارة على يد منتخب قطر بنتيجة 2-1 وقياساً على هذه النتائج لم يكن عمله سيئاً ويدعو إلى إقالته، وإذ كان الاتحاد السعودي اعتمد في قرار الإقالة على خسارة نهائي الخليج فهذه مصيبة لأن مسيريه لن يجدوا مدرباً لا يخسر جميع مبارياته التي يخوضها طيلة إشرافه وإن كان قرار إقالته رضوخاً لضغوطات الشارع الرياضي فالمصيبة أعظم أن يكونوا بهذا الضعف أمام الأصوات المنتقدة والمعارضة، ويفترض على الاتحاد طالما أنه قرر وضع الثقة بالمدرب الأسباني والدخول معه إلى كأس الخليج أن يكمل المشوار حتى نهاية البطولة الآسيوية خصوصا أن الوقت بينهما ليس طويلاً أو كان من الأولى إقالته قبل كأس الخليج إن كان المسؤولين غير مقتنعون به. ما يحدث الآن لا يبدو في صالح الكرة السعودية لأن معظم المدربين المميزين يرتبطون بعقود مع أندية أو منتخبات خصوصاً أن الاتحاد فقد ورقة اثنين من المرشحين وهما الأوروغوياني كارينيو والذي وقع عقداً مع العربي القطري للتو إضافة إلى المدرب الروماني كوزمين والذي شدد ناديه الأهلي الإماراتي على أنه متمسك بخدماته ولن يتخلى عنه فهل يملك الاتحاد السعودي بدلاء جاهزون وعلى دراية بأوضاع المنتخب الوطني وقادرون على تجهيزه للتواجد في نهائيات كأس آسيا أم سيكون الخيار القادم مدرب وطني طوارئ يشرف على "الأخضر" في حضور شرفي في هذه البطولة؟. من المؤسف حقاً أن تتبعثر أوراق المنتخب قبل معترك بقوة النهائيات الآسيوية ويتم خلالها إسقاط لوبيز من دون امتلاك بديل أفضل لاسيما أنه لم يكن سيئاً في إدارة المنتخب فقد كانت خسارة النهائي الخليجي هي الأولى له على صعيد اللقاءات الرسمية وكان هذا الأمر واضحاً في التبرير الذي ساقه مسؤولو الاتحاد السعودي عقب إقالته أن المدرب قدم نتائج جيدة ولكن لم يقدم مستويات مرضية طيلة وجوده في المنتخب، فهل سيكون المدرب الجديد قادراً على أن يقدم مستويات ونتائج في غضون شهر واحد؟، هذا الأمر يبدو بعيداً و للأسف أن هذه الأحداث المتوالية والوهن الذي يعتري ملامح القرار في الاتحاد السعودي ربما يقود "الأخضر" إلى كارثة كروية حين يضع اللاعبون أقدامهم في ملاعب أستراليا في العاشر من يناير المقبل وأخيراً ليس المعنى من هذا أن الأسباني هو مدرب المرحلة والرجل الذي سينهض بالمنتخب فيوجد هناك مدربون أفضل منه ولكن الاعتراض على توقيت إقالته عقب أن راهن عليه الاتحاد في مواطن كثيرة وتمسك ببقائه فكان من الأجدى أن يكمل به المشوار إلى نهائيات آسيا خصوصاً وانه يجيد التعامل مع المباريات للحصول على نتائج جيدة فالأداء لا يحسم بطولات بعكس النتائج فإن منتخب الأرجنتين في "مونديال البرازيل" الأخير لم يكن يقدم أداء ممتعاً مع المدرب سابيلا لكنه نجح في الحصول على نتائج قادته إلى نهائي كأس العالم فيما لم يشفع الأداء المميز لمنتخب تشيلي أن يصل للنهائي وإن كان المنتخب الألماني قد جمع بين الأداء والنتائج فكان ذلك نتاج عمل اعوام قدمه مدربه لوف حتى حقق مراده.