أحد الركائز الأساسية في محاربة التنظيمات الإرهابية تستند على الإجابة على تساؤلات الناس البسطاء الذين يهمهم الاستقرار وحماية أبنائهم من الانجراف وراء دعايات الإرهاب القاتلة، فأول هذه التساؤلات تنحصر بمعرفة من يستخدم الدين في المعارك التي تشتعل باسمه: واشنطن وطهران أم الجماعات الإرهابية ؟ وتحت أي هدف تتحرك عمليات مكافحة الارهاب: القضاء على الإرهاب أم بناء تحالف أمريكي إيراني داعشي يقوم على جمع الأضداد في حلف واحد لضرب الصداقات القديمة ؟ الرئيس أوباما يقول: إن الحرب ضد الإرهاب ستأخذ وقتاً طويلاً وتحتاج عدة وسائل مدنية إضافة للقوة العسكرية ، حتى تكون النتائج إيجابية، وقت إحراق الزمن بالرصاص ابتدأ، ووقت الاجابة على تساؤلات الشارع العربي الذي يتضمن الحرب المدنية على الإرهاب لم يحن عند واشنطن، فالمواطن العربي يريد أن يعرف العناوين الرئيسية عن التحالف الأمريكي الإيراني، يريد مسؤولاً أمريكياً يقدم له المعلومة الصحيحة عن أبعاد ومحددات هذا التحالف لكي يكون حضور أو مشاركة القوى المدنية العربية في الحرب على الإرهاب مشاركة بوعي ومصلحة وليست مشاركة بغباء ومكر وحيلة، يريد أن يشارك بالحملة كجزء منها، وليس كجزء مطلوب منه أن يدفعها ثمنها .. قيام الطيران الإيراني بالمشاركة في ضرب داعش بالعراق وسط تكتم أمريكي أمر يجعل الشعوب العربية تقلق من نتائج تلك الحرب وأهدافها التي ربما تساوي بين المعارض للتحالف الأمريكي الإيراني وبين الإرهابيين.. تخطئ واشنطن عندما تخاطب الشارع العربي بصمت ولا تقدم إجابات واضحة على تساؤلاته، وتخطئ إيران ايضاً عندما تريد أن تؤسس حرساً وطنياً من العشائر السنية يدين بالولاء لها ويسير على النفس الطريق الذي تسير عليه حماس ، فعشائر السنة مشكلتها الأساسية مع طهران وواشنطن وبعد ذلك تأتي مشكلتها مع الإرهاب، فالأعداد التي توجهت لطهران من أجل التمويل في الحرب على الإرهاب هم ليسوا أصحاب قضية وطن، بل مجموعة تطلب تعزيز زعامتها القبلية التي خسرتها أمام زعامات قبلية أخرى.. المواطن العربي يقول: إن تفاوض واشنطن وطهران حول برنامج الاخيرة النووي يتوقف على بناء تحالف استراتيجي بينهما، ومن مصلحة الطرفين ألا يتوصلا إلى اتفاق نهائي حوله، وهذا مايبرر كلام أوباما عن المدة الطويلة التي سوف تستغرقها الحرب على الإرهاب، فحفنة من الأفراد المتطرفين القضاء عليهم لا يحتاج أكثر من ساعات معدودة ولكن بناء تحالف استراتيجي بين كيانين بينهما سياسة شك وحذر أطراف أخرى ترى نفسها أنها تم الغدر بها أمراً يحتاج زمناً طويلاً. هل نسمع إجابات من واشنطن واضحة أم نبقى على حذرنا ؟ لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net