هناك أمور غير قطعية التحريم، تظل مجرد اجتهادات وهواجس، تشكّلت عبر السنين، وتعوّد الناس عليها، ويعتقدون أنها من مُسلّمات التشريع، ولا يرون الحق خلافها، وعندما تتعدّل، وتتبدّل، يستغرب الناس كيف كانوا يعيشون بدونها، أو كيف كانت حياتهم قبلها، يدخل في ذلك السماح بدخول الشباب للأسواق التجارية، وقيام المرأة السعودية بالبيع في محلات التجزئة، ومنها ربما قيادة المرأة للسيارة. أكد المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه لا صحة لمنع الهيئة الشباب من دخول الأسواق والمجمعات التجارية، وأن إدارة السوق والأمن هما المعنيان بذلك، وقال خلال استضافته ببرنامج الثامنة على قناة الإم بي سي: إن الهيئة هي أول من رحَّب بقرار السماح بدخول الشباب، وأصدرت تعميمًا في حينه كونها توجد في المراكز التجارية بأنها ليست لها أي علاقة بأمر منع الشباب من الدخول أو السماح لهم، وأضاف: أن هذا التعميم ليس بالجديد، حيث كان موجودًا من قبل ولكن تم التأكيد عليه، ونفى أن يكون بعض منسوبي الهيئة يقومون بمنع الشباب من الدخول اجتهادًا منهم، متحديًا أي إدارة سوق أن تثبت ذلك، وأن هناك أسواقًا ومطاعم تمنع الشباب من الدخول من تلقاء نفسها، زاعمةً أن ذلك بقرار من الهيئة غير أن ذلك غير صحيح. في نفس السياق، أشار الشيخ عبدالعزيز الفوزان، عضو هيئة حقوق الإنسان، في حديث له عبر قناة الرسالة أن منتقديه لم يطّلعوا على حديثه كاملا، وأنه سبق وأن سأل الشيخ ابن عثيمين حول جواز قيادة المرأة للسيارة في أمريكا، قال نعم تجوز لأنها آمنة، رغم أنه من أشد المحرمين لها في السعودية، وأن البعض رأى أن هناك تناقضا، وفي الحقيقة ليس هناك أي تناقض، إنما عدم وجود نظام صارم لمنع التحرش كان دافعاً لتحريم البعض لقيادة المرأة للسيارة. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول فنسينت بييل المفكر الأمريكي: (غيّر أفكارك تتغيّر حياتك). ويقول الكاتب براين ترايسي: ألا ترى السيارة تسير بانتظام وتوازن عندما تكون كفراتها الأربعة متناسقة ومتزنة، كذلك سيارة التنمية في المجتمع تسير بانتظام وسرعة مطردة عندما تكون أفكار المجتمع وقيمه، وأهدافه ومشاعره متوحّدة.