مواقف صحفية ومشاهد في مناسبات غُطّيت إعلامياً، فيها الطرافة والابتسامة والإحراج، بل والإزعاج أحياناً، ومثل هذه الصور كثيرة بين الإعلاميين، وبينهم وبين رؤسائهم، منها ما يمكن التحدث به لرسم الابتسامة لأنه لا يتعرض للأسماء ولا للخصوصيات، وشيء منها حتى وإن كان كذلك لا يمكن إعلانه لأن أحد طرفي الموقف أو كلاهما لا يريد التحدث به أو تذكّره، ليس لأنه معيب، بل لأن الزمن تجاوزه وقد لا يكون طريفاً في آذان السامعين هذه الأيام لأن البيئة والأوساط المهنية الإعلامية قد تغيّرت فلا ترتسم الصورة الكوميدية للموقف كما هي لدى المتلقي الآن، وقد يجوز لي القول إن من موانع ذكر بعض المواقف أن أصحابها الآن باتوا في مواقع المسؤولية والقيادة وربما يرى (بعضهم) أن مثل هذه الحكايات لا تناسب (البريستيج) كما يردد أقليتهم في مناسبات مشهودة، وكأنهم يضعون أنفسهم في قوالب إعلامية جاهزة لم تمر بمراحل التعلم وسلّم التجارب والتدريب حتى بلغوا هذه المكانة، هنا شيء من تلكم المواقف مما يُباح الاقتراب منه دون وجل من أصحابها. في حفل مهيب عامر ضيفه شخصية بارزة مرموقة جداً أقامته منشأة صناعية لامعة بمدينة الدمام، وكان الحفل الخطابي في خيمة مُكعّبة على شكل جوهرة، وكان الزمن صيفاً وأجهزة التكييف تصدر صوتاً عالياً، اجتهد مسؤول العلاقات فوجّه أحد موظفي إدارته بإطفاء أجهزة التكييف مع بدء المسؤول الكبير جداً إلقاء كلمته وهو الضيف المحتفى به، وكانت الأجهزة تشترك بقابس موحّد. أحد الوزراء العرب خلال اجتماع وزاري بالرياض يَفْصل الكهرباء عن شاشة العرض الرئيسة ليشحن هاتفه الجوال من مصدر تحت منضدته، كان تصرفه بحسن نيّة لاشتباه لحظي لديه، التصرف لم يربك الموقف سوى بضع دقائق وكان سبباً لعدد من النكات التي لم يبتسم لها الوزير العربي. غامر أحد الصحفيين السعوديين بعد اجتماع وزاري بالرياض وبعد أن عجز عن الحصول على تصريح خاص بمؤسسته الإعلامية من وزير يريده بعينه، تقدّم للوزير بعد الاجتماع وقبيل صعوده لسيارته للتوجّه لمقر إقامته فطلب منه الإذن بمرافقته مدّعياً أنه أوقف سيارته هناك، ورحب به الوزير الخليجي المعروف بدماثة خلقه وأذن له بمرافقته ثم إن الصحفي دخل معه بنقاش حول محور معيّن من محاور نقاشات المؤتمر، فأفصح الوزير له عن رأيه حوله كنقاش عادي، غير أن الصحفي حينما نزل من سيارة الوزير شكره على التصريح الثمين جداً، فابتسم الوزير وقال: لك ذلك بشرط أن لا تكررها معي أو مع غيري. في (اشبيليا) بإقليم الأندلس الإسباني، كانت إحدى المحطات التلفزيونية هناك قد دعت فرقة الفنون الشعبية السعودية المشاركة بعروض جناح المملكة المشارك بأحد المعارض الدولية هناك لتسجيل حلقة من أحد برامجها المتخصصة، وأثناء التصوير النهائي لإحدى اللوحات الفنية الشعبية باستديو المحطة، فجأة دخل مصور إحدى المؤسسات الإعلامية السعودية - كان ضمن فريق إعلامي سعودي دعي للمناسبة- إلى بقعة الضوء بين أعضاء الفرقة وأخذ يلتقط الصور كتغطية إعلامية لمؤسسته، مع أن المفترض التزام موقعنا والمشاهدة بهدوء، فكان الموقف مزعجاً مضحكاً، كما كان سبباً لإعادة تصوير الفقرة.