عنوان هذا المقال مأخوذ من ما تتضمنه مقال الكاتب د. عبدالحسن هلال المنشور في جريدة عكاظ بالعدد 17179 بعنوان استفهامي: هل يملك الفكر تغيير المجراه؟ وحقيقة لا اتفق مع الكاتب في عبارته "حضارة اليوم" عالمية، لان كافة (الحضارات) القديمة او الحديثة او المعاصرة تعد عالمية، وليس حضارة اليوم - كما توهم - الكاتب لاسيما في مجال الفكر! فحضارة الامس الفكرية لكل من انتجه مفكرو شعوب وامم الارض حول الكرة الارضية قاطبة تعد عالمية - ماضياً وحاضراً ومستقبلاً - ولا علاقة لها بالعولمة الدارجة على ألسنة العامة والخاصة في كل ما هب ودب لان مجال الفكر او الثقافة او المعرفة مصدرها العقل البشري منذ الازل لذلك استطاع مفكرو الامم البارزين - لا يزالون - حتى اليوم في ذاكرة جيل الامس القريب، او جيل اليوم الذي بعد معظمهم عن عالم الفكر بسبب غياب الوعي الذي لابد ان يشمل البيت والاسرة والمدرسة والجامع والسوق كما هو سائد في اغلب المجتمعات الغربية والاوروبية والامريكية والاسكندنافية فلا يزال للكتاب مكانته السامقة في وجدانهم منذ الصبا وحتى الكبر فالاب والام وابنائهم الذكور والاناث لا ينسون القراءة في المنزل او الحدائق او على القطارات او الباصات او الطائرات الذي خلق هذا الاحساس (الشعور) باهمية القراءة التربية منذ الصغر الام على سرير النوم تقرأ حكايات وقصص قصيرة للاطفال الصغار وتتدرج القراءة على مراحل النمو، ففي كل مرحلة عمرية مفكريها متخصصين يقدمون الثقافة في عالم القصة والرواية في اسلوب شائق محبب الى نفوس كل فئة عمرية على حدة، وقد خضت تجربة القراءة العمرية ابان دراستي اللغة في المملكة المتحدة اذ لاحظت انتقاء مفردات وكلمات وعبارات اللغة فلا تجد كلمة غامضة، واذا كان هناك غموض في كلمة او عبارة او جملة شرحت بشكل مبسط في هامش الصفحة. ولا اعرف المصادر التي استند اليها الكاتب في التعميم المطلق اذ اشار الى انه قد مضى زمن (طويل) لعدم اسهام (مساهمة) العرب والمسلمين في الحضارة (الحالية) يقصد حضارة اليوم! واضاف: ابسط مثال يضرب هنا لم يحقق اي (كتاب) عربي في اي (مواضيع) موضوعات المعرفة اية اضافة لهذه المعرفة - يقصد المعرفة العربية والاسلامية!! وتابع: ولكنه الاستثناء الذي يثبت القاعدة فثلاثة او اربعة من حوالى ملياري (اكثر من ثلاثة مليارات) مسلم لا يشكلون نسبة لابد ان هناك خطأ ما في طرق تعليمنا وتنشئتنا لابنائنا وفي طريقة حياتنا! هناك معايير تتعلق بالمزاج للقائمين على تمنح الجوائز سواء المحلية أو الإقليمية والدولية خاصة وان هناك عداء مستحكم بين المسلمين خاصة والعرب عامة، ويأتي اليهود في مقدمتهم لا يرغبون عمداً في اظهار العرب والمسلمين بمظهر التفوق والنبوغ والابداع كرفض قبول النابغين ممن حصل على درجات عالية في الكليات العلمية او التقنية (التكنولوجيا) العالية خاصة في تخصصات الهندسة او الطب او الاقتصاد! ولا يخرج عما ذكرناه عن المعايير التي اشرنا اليها بالاضافة الى ان هناك معيار من ارتبط بعلاقة زواج من يهودية او مسيحية او من اثنى على طقوسهم! كما انه اذا لم يكن هناك معرفة باصحاب النفوذ فلا يمكن الترشيح او الحصول على حقك بالترشيح، رغم ما قدمت طيلة حياتك العمرية من آثار علمية وفكرية تستحق التقدير. والمدهش حقاً ان الكاتب كان من المفترض ان يتطرق الى اسباب عدم ترشيح مفكري الامة العربية والاسلامية من قبل المؤسسات العلمية والثقافية والادبية والفكرية القائمة في الوطن العربي او في بلدان العالم الاسلامي، ولماذا الانتظار الى المؤسسات المشبوة كمؤسسة (نوبل) السويدية التي انتهجت نهجا لا يتفق مع المعايير النزيهة العادلة في منحها للجوائز فاغلبية من منحتهم جوائزها من اشاد باليهود او مجد الحضارة الغربية سواء في اعمالهم الروائية او الادبية او من كان ينتسب باليهود بصلة. كما ان من المدهش ان حشر موضوع التعليم والتنشئة وطريقة الحياة في موضوع لا علاقة بهما اذ كان يدور حوله الفكر والمعرفة والثقافة، وبعبارة ادق (الكتاب) تأليف ونشر وتوزيع لانه لا يعقل ان يخرج التعليم او التنشئة او طريقة الحياة مبدعون او مفكرون بلا موهبة ذاتية تدفعه الى دنيا الفكر والابداع فلا تستطيع الاسرة او التنشئة او طريقة الحياة ان تدفعه دفعاً لخلق الابداع والثقافة والاطلاع وانما بمجرد توفر الموهبة الابداعية ينطلق - لا ارادية - الى الابداع الفكري.