×
محافظة المنطقة الشرقية

ستشهاد رجل أمن في القطيف بعد إطلاق النار عليه

صورة الخبر

قبل البدء أعتذر جداً لجميع القرَّاء الأعزّاء عن المفردات التي سترد في هذا المقال، ولكنني حقاً لم أجد بديلا إلا بذكرها كما هي تعبيراً عن أسلوب مخاطبة جديد لا نرغب بأي حال من الأحوال أن يتحوَّل إلى ظاهرة، أو سمة للشباب في المجتمع السعودي. «وينك يا تعيس؟، يا ملعون اشتقنالك، وين الغيبة يا نحيس»، هي بعض من الأمثلة الترحيبية التي يستخدمها الشباب فيما بينهم، وفي نفس الوقت فإنهم يعتبرون أن تقبّلهم لشتائم بعضهم البعض دليل على قوة الصداقة وقربهم الشخصي والروحي. أو كما يقول بعض الإخوة المصريين «إنت بتشتمني ليه؟!.. هو احنا أصحاب؟!!!». كما يوجد أيضاً هاشتاق شهير جداً في «تويتر» بعنوان (#لعنبوزينها)، وكذلك في برامج اليوتيوب التي تسمى كوميدية نسمع من المفردات ما هو أكثر جلافة وحرشفة من جلد «التمساح» ذاته، وكأنهم خلقوا ليلقوا بالإيحاءات والنكات والكلمات التي يتحدّون بها ضحكات الأطفال وبراءتهم. حتى الفتيات للأسف لم يسلمن من هذا الأسلوب والتعامل بهذه المُصطلحات وإن كان ذلك بشكل أقل حدَّة مثل «أحبَّك يا حيوانة». قد يكون هذا الأسلوب دلالة على رفع الكلفة ومسح المسافات ما بين الأفراد، ولكن لابد أن تكون هناكَ طرق أفضل للتعبير عن القرب، فالناس ملافظ، والملافظ سعد يا جماعة، بمعنى أن ما نتلفَّظه هو نحن، أي شخصياتنا، وخزيننا المعرفي والإنساني، بدليل أننا إذا أردنا التعرف على أشخاص جدد أو غرباء عنَّا فإننا ننتقي المفردات التي تتَّسم بالتودُّد والأدب والتقدير لكي نترك لديهم انطباعاً جيداً عن تربيتنا وأخلاقنا والبيئة التي نشأنا فيها. ولأنني أعشق الحيوانات الصغيرة فلا أدري إن كان يضايقني إلقاء أسمائها على بعض الشخصيات، لأنني متأكدة أن بعض الحيوانات أكثر لطفاً ووفاءً وأحياناً حكمة وبراءة من كثير من البشر. المهم أن لا تصبح أسماء الحيوانات هي التعبير الوحيد لوصف أفعالنا غير الانسانية خاصة في الحروب والجشع والمآسي. والأهم أن لا تكون البديل عن مفردات الحب والمودة والرحمة التي ما زلتُ أعتقد أنها ما يقرِّبُ بين الناس بعضهم بعضاً وليس العكس. أظن أن أول خطوة يمكن أن نخطوها في الاتجاه الصحيح هي الاعتراف بوجود وانتشار هذا الأسلوب في مجتمعنا خاصة بين فئة الشباب. حيث إن الخوف.. بل كل الخوف أن يصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراث هذا الجيل.. وموروثاته للأجيال القادمة.