×
محافظة المنطقة الشرقية

إقبال كبير على شراء تذاكر ديربي الأهلي والإتحاد

صورة الخبر

رفع أحمد (52 عاما) الجوال ليرد على مكالمة واردة لهاتفه حينما كان في طريق سريع بجدة وفي أقل من جزء من الثانية اصطدم بشاحنة على الطريق وتعرض لكسور متعددة وجرى إسعافه إلى المستشفى.. مثل هذه السيناريوهات تحدث كثيرا لمستخدمي أجهزة الجوال أثناء قيادة السيارة. وفي هذا السياق، أكدت آخر الإحصائيات المرورية في المملكة مطلع هذا العام الجاري أن نسبة تزيد على 75% من الحوادث المرورية يعود سببها إلى الانشغال باستخدام الجوال أثناء القيادة وهو يعد رقما مخيفا يؤكد مدى خطورة استخدام الهاتف الجوال خلال قيادة المركبة نظرا لأنه سبب رئيسي في فقدان التركيز والغياب ذهنيا لمستخدميه وهو ما يؤدي أحيانا لوقوع حوادث مروعة تهلك فيها أرواح وتدمر فيها ممتلكات. علي عسيري ذكر أنه يصادف باستمرار سيارات تسير أمامه ولكنها تسير دون تركيز في الطريق ويلاحظ ذلك من خلال عدم مواكبة قائدها لسرعة الطريق الطبيعية للمركبات التي حوله وانحرافها التدريجي يمنة ويسرة ومن ثم عودتها بعد تنبيه قائدها بأبواق المركبات الأخرى. وأيد عسيري النظام الجديد للمخالفات المرورية الذي بدأ تطبيقه مؤخرا والمتضمن تحرير مخالفة بحق من يتم رصده وهو يتحدث بالجوال أثناء قيادته للسيارة مؤكدا أن ذلك سيحد بشكل كبير من ارتكاب حوادث مرورية بسبب انعدام الوعي المروري لدى بعض قائدي المركبات. ووصف خالد علي ما يمارسه بعض قائدي المركبات أثناء انتظارهم عند الإشارات المرورية الحمراء بالمستفز حيث ذكر أن فتح المقاطع الصوتية أو مقاطع الفيديو أو التصفح يفقد قائد المركبة تركيزه ويعزله نسبيا عن المحيط الخارجي بحيث تضيء الإشارة باللون الأخضر وتمضي المركبات عن يمين ويسار صاحب السيارة المنشغل بهاتفه النقال ولا يستدعي انتباهه سوى أبواق المركبات التي خلفه أو حينما يخطف النظر للون الإشارة الأخضر فتجده كالمفزوع من نومه وهذا يدل على قوة تأثير الهاتف الجوال على مستخدميه أثناء قيادة السيارة. ويرى سعد الشهري أن الجوالات الحديثة أو الذكية التي تتيح لمستخدمها الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمحادثات بالصوت والكتابة مثل الواتساب وتويتر والانستجرام والفيسبوك وغيرها زادت وبشكل كبير من حجم الحوادث المرورية التي تقع خاصة في الطرق السريعة. واستشهد الشهري بما سمعه من أحد الدعاة حينما ذكر على مسامعهم وفاة شاب في حادث مروري عقب انشغاله بمحادثة زملائه صوتيا عبر الجوال على أحد الطرق السريعة ولكن نبرة صوته تحولت لصوت تمتمة وربكة وفجأة اختفى صوته وهو يحادث زملاءه واتضح لهم لاحقا تعرضه لحادث انقلاب فقد بسببه حياته وعرفوا أن ربكته في آخر المحادثة سبقت اللحظات الأخيرة للحادث المروع من واقع وقت تسجيل المحادثة غير المكتملة في هاتفه ووقوع الحادث خلالها بعد التأكد من توقيت آخر كلمة قالها وتوقيت انقطاعه عن الحديث حيث لم يفصلهما وقت يذكر. وطالب نبيل البازعي مديرية المرور ووسائل الإعلام بمختلف قنواتها بتكثيف التوعية فيما يخص خطورة استخدام الجوال أثناء القيادة ووضع لافتات عند الإشارات المرورية وعلى الطرق السريعة تحذر من الانشغال بالهاتف خلال القيادة وأن تتضمن تلك اللوحات واللافتات إحصائيات بالصور عن حوادث راح فيها المئات بسبب عدم الانتباه للطريق مع ضرورة تركيز التوعية على فئة الشباب من طلاب الجامعات والثانوية العامة كونهم من أكثر فئات المجتمع استخداما للهواتف الذكية إضافة لأن شريحة كبرى منهم فارقوا الحياة بسبب محادثة أو مكالمة خلال قيادتهم لمركباتهم. من جهتها أعلنت الإدارة العامة للمرور عن انخفاض الحوادث المرورية منذ منتصف عام 1435هـ بنسبة 10% بعد الحملات التوعوية للسائقين بمخاطر استخدام الجوال أثناء القيادة إضافة للحزم في تحرير المخالفات بحق مستخدمي الهاتف الجوال خلال القيادة وأكدت الإدارة العامة للمرور جود علاقة بين الحوادث واستخدام الجوال أثناء السير، بسبب تشتيت الانتباه وعدم التركيز أثناء القيادة ولذلك لن يتم التساهل مع أي قائد مركبة يتم رصده وهو ينشغل بهاتفه الجوال خلال قيادته للسيارة وذلك حرصا على سلامة مستخدمي الطريق وحقنا للدماء والممتلكات.