يحرص العديد من الزوار والأهالي لعسير على اقتناء العديد من المنتجات المحلية والمقتنيات التراثية التي تشتهر بها أسواق المنطقة، في ظل اندثار عدد من المنتجات التراثية، ويعد سوق الثلاثاء الشعبي الواقع وسط مدينة أبها من أشهر الأسواق المحلية التي تلبي احتياجات الزوار المتسوقين الراغبين في الحصول على تلك المنتجات التي يجلبها إلى السوق عدد من الباعة وأصحاب المحلات من مختلف المحافظات. ويقدم الباعة في السوق منتجات متنوعة تشتهر بها المنطقة من أشهرها العسل بأنواعه، والسمن، والحبوب، والملابس النسائية القديمة، والأسلحة البيضاء «الخناجر والجنابي» بمختلف أحجامها، وعدد من الآلات الزراعية القديمة، والنباتات العطرية التي غرست في قوالب حديدية تحوي أفضل أنواع التربة من مزارع المنطقة. ويتنافس الباعة من الرجال والنساء داخل السوق في عرض منتجاتهم بحركة انسيابية، حيث يعرضون منتجاتهم في أكثر من 100 محل داخل السوق بالإضافة إلى ما يتم عرضه في ممرات وأروقة السوق الداخلية والخارجية. وأكد بائع العسل بالسوق يحيى بن زايد عسيري، أن مبيعات سوق الثلاثاء تشهد تزايدا ملحوظا لما يحمله هذا المنتج من أهمية بالغة وقيمة غذائية عالية، مشيرا إلى أن مرتادي السوق يحرصون على شراء العسل بأنواعه المختلفة وبكميات كبيرة، ومن أبرزها عسل السدرة والطلح والسمرة والمجرة والشوكة، حيث تتراوح أسعاره ما بين 250 إلى 350 ريالا للكيلو الواحد. وأضاف عسيري، أن عسل السدرة والمجرة حققا أعلى المعدلات مبيعا لهذا العام، معللا ذلك إلى ثقة الناس بمنتج العسل في منطقة عسير. من جهته أكد بائع الخناجر يحيى جابر عسيري، أن زوار السوق يفضلون اقتناء الأسلحة البيضاء بمختلف أشكالها وأحجامها لما تمثله من عادات وتقاليد ترمز إلى حفظ تراث الآباء والأجداد، مبينا أن أسعارها تتفاوت حسب نوع رأس الخنجر وقيمة السلة وصياغتها بالفضة، حيث تتراوح أسعارها ما بين 500 ريال إلى 5000 ريا ، في حين تبلغ أسعار الجنابي حسب النوع من 200 ريال إلى 2000 ريال. بدورها أكدت البائعة أم عوضة أن رواد السوق يحرصون على اقتناء الثياب العسيرية المطرزة، والحلي من الفضة القديمة، والأواني الفخارية، والبهارات، والحناء، بالإضافة إلى شراء العطريات الطبيعية من الريحان والبرك والهيزاب. أما بائعة الحنطة أم خالد، فقد أفادت أنها تسعى إلى توفير جميع الحبوب التي تشتهر بزراعتها المنطقة محليا ومن أشهرها حبوب الذرة البيضاء والصفراء «الهند»، والشعير والبر، والدخن، إلى جانب بيع القهوة والهيل، والبهارات والتي تشهد إقبالا متزايدا من زوار السوق.