بالرغم من خسارة المنتخب السعودي كأس الخليج على أرضه، فإنّ الكرة السعودية تفخر بإنجازات قاريّة وإن حصلت على صعيد الأفراد في معظمها، ففوز ناصر الشمراني بلقب أفضل لاعب في القارة، وتصنيف سامي الجابر بين أفضل المشاهير كعربي وحيد، ونيل الأندية السعودية الحصة الأكبر في مقاعد دوري أبطال آسيا.. كلها إنجازات تدحض من يحاول القول إنّ وهج الكرة السعودية خفَ وبريقها خفّت.. ومع أنّ موضوع إقالة المدرب الإسباني لوبيز والبحث عن بديل له لقيادة المنتخب في أمم آسيا بأستراليا، هو حديث الساعة، غير أنّ ناصر الشمراني كلاعب فذ، وإنجازه الآسيوي الذي رفع الكرة السعودية إلى صدارة الدول الفائزة بالجائزة الآسيوية إلى جانب اليابان بخمسة ألقاب، فرضا عليّ أن أعطي الزلزال حقه وأن أضيف لمسمياته لقب الظاهرة. أجل إنّ ناصر الشمراني ظاهرة في الكرة السعودية، ومما لا شك فيه، أنّ الاتحاد الآسيوي وخبراءه والمشاركين في الاستفتاء، أصابوا هذه المرة مئة بالمئة، وحسناً فعل الاتحاد الآسيوي بعدم سحب عقوبة لجنة الانضباط بإيقاف الشمراني ثماني مباريات آسيوية على عملية اختياره، فهذا اللاعب أختير الأفضل في كل مباريات الهلال في البطولة الآسيوية وسجّل 10 أهداف كانت معظمها حاسمة في وصول الفريق السعودي للنهائي القاريّ. والحق يقال، إنّ الشمراني ظاهرة العقد الأخير، فهو خلال المواسم السبعة الماضية، نال لقب الدوري خمس مرات، مع التذكير بأنّ الإصابة بالرباط الصليبي في عام 2010 حالت دون فوزه بلقب الهداف، فمع أنه غاب ستة أشهر سجّل تسعة أهداف، علاوة على أنّ خلافه مع المدرب البلجيكي برودوم كان سبباً في عدم فوزه باللقب، وبتعبير آخر فلولا تلك الظروف القاهرة لكان الشمراني حقّق ما لا يمكن لأحد تحقيقه.. والحق يقال، إنّ الشمراني ظاهرة بحفاظه على مستواه طوال عقد من الزمن، فلم يكن هدافاً موسمياً أو لاعباً يلمع لفترة وجيزة ثمّ يختفي، بل كانت استمراريته في التألق علامة فارقة.. ففاز بلقب الهداف منذ أول موسم له مع الهلال في 2013، ومتى علمنا أنه فاز أيضاً ثلاث مرات باللقب خلال هذين العامين، يتبيّن أنه حافظ على وتيرة الهداف فترة 8 سنوات. والحق يقال، إنّ الشمراني فرض نفسه كظاهرة أيضاً في الميدان الآسيوي بتربعه على عرش هداف آسيا في النسخة الحديثة لدوري الأبطال (منذ 2003) متخطياً بأهدافه الـ 25 رقم الكوري الجنوبي المخضرم لي دونج (23 هدفاً). والحق يقال، إنّ الشمراني ظاهرة، كونه اللاعب الوحيد في المملكة القادر على الوصول إلى عرش الأسطورة ماجد عبدالله كهداف تاريخي للدوري السعودي، وربما تجاوزه، فهو في عز تألقه وما زال في سن العطاء (31 عاماً) ولا يفصل بين الظاهرة و الأسطورة سوى لقب واحد.